نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

كانت سوريا محور السياسة الخارجية التركية العام الماضي. وربما تحتل صدارة الأجندة في العام الحالي بأوجهها المختلفة. 

وبينما تتراكم المشاكل تحت ضغط مرور الوقت، ستتضح بشكل أكبر أطراف ومسائل الأزمة السورية. 

في هذا الإطار، يتوجب على تركيا امتلاك وجهة نظر وإعداد خارطة طريق لأربع مشاكل مختلفة غير أنها مرتبطة ببعضها البعض. 

المشكلة الأولى، رغم أنها تبدو تراجعت إلى الصفوف الخلفية هذه الأيام إلا أن مشكلة إدلب تقف كقنبلة جاهزة للانفجار. 

هناك عدة نقاط تمت إحالتها إلى العام الحالي، أولًا، مستقبل قرابة 4 ملايين مدني. ثانيًا، من سيقوم بتصفية المقاتلين الأجانب وكيف. ثالثًا، مستقبل الفصائل المسلحة المحلية. 

المشكلة الثانية، وضع حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا. مع انحسار تأثير صدمة إعلان ترامب قرار سحب قوات بلاده من سوريا، يبدو أن المسألة بدأت تتخذ منحى آخر. 

يبدو أن الساسة الأوروبيين بدأوا يقدحون أذهانهم لإيجاد "أفكار لامعة"، مع مماطلة بعض المسؤولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين في مسألة الانسحاب القوات. 

وفي هذا السياق، هناك مساعٍ من أجل إبقاء الأسلحة الممنوحة لحزب الاتحاد الديمقراطي بحوزته، والمحافظة على قوته العسكرية، وبالتالي يكون صاحب كلمة في العملية السياسية الجديدة. 

هناك الكثير من المقترحات المقدمة من أجل الحل، ومنها إقامة مناطق عازلة على طول الحدود التركية السورية؛ إنشاء جيوب آمنة من أجل حزب الاتحاد الديمقراطي؛ فتح ممر آمن من أجل توفير الأمن في العمق حتى لا تواجه القوات التركية مشاكل حين تتجه للجنوب من أجل مكافحة داعش.

بعبارة أخرى، يبدو أن فكرة إقامة "هدنة ضمنية" بين تركيا وبي كي كي سوف تخضع لعملية تلميع ثم تطرح مجددًا لأسباب عسكرية ، وأنه سيكون هناك مساعٍ لإيجاد سبل لحماية بي كي كي.

المشكلة الثالثة، ستكون مكافحة تركيا فعليًّا لتنظيم داعش، وهي موضوع تحدث عنه ترامب. إذا تبلورت هذه المكافحة عن طريق توجيهات سياسية، وتم اتخاذ قرار باستخدام القوة العسكرية، فهي مرشحة لتكون أهم مادة على أجندة عام 2019.

بل إن طبيعة المكافحة والعمق والاتساع الجغرافيان لها والتعقيدات الدبلوماسية والكلفة المالية ستجعلها على رأس الأجندة ليس في 2019 فحسب، بل ستمتد إلى الأعوام اللاحقة أيضًا.

المشكلة الرابعة والأخيرة، في حال تحقق تقدم في العملية السياسية بسوريا على الرغم من كل الصعوبات ما هي الخطوات السياسية المنتظرة من أجل إنهاء أو دمج الفصائل المسلحة التي دربتها تركيا ودعمتها، في الحياة السياسية.

تبدو سوريا مرشحة لتتعبنا في العام الحالي كما كانت في العام الماضي، من خلال اللاعبين المختلفين المتعددين والظروف المتغيرة باستمرار. أتمنى أن يحمل العام الجديد الخير رغم كل هذا الغموض والمشاكل.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس