برهان الدّين دوران – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

قام الرّئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بتقييم المستجدّات الأخيرة على الصّعيد الدّاخلي والخارجي أثناء تواجده على متن الطّائرة التي أقلّته إلى المملكة العربية السعودية، التي يزورها بقصد أداء العُمرة وإجراء عدد من اللقاءات الرّسمية مع المسؤولين هناك.

فقد تطرّق أردوغان خلال لقائه مع الصّحفيّين المرافقين له إلى مسألة المصالحة الوطنية وآخر المستجدّات في هذا الخصوص، كما تحدّث عن العملية العسكرية الأخيرة التي أجرتها القوات التركية المسلّحة داخل الأراضي السورية والتي تمّت من خلالها نقل رفات "سليمان شاه" وإجلاء الجنود الأتراك الذين كانوا يحرسون الضّريح هناك.

وتحدّث أردوغان أيضاً عن الصّراع مع الكيان الموازي الذي يهدّد أمن ومصالح البلاد في الدّاخل والخارج. وأفرد الرّئيس أردوغان جزءًا من حديثه للعلاقات التركية المصرية وتطرّق أيضاً إلى الفوز الكبير الذي حقّقه فريق بيشيكتاش التركي على فريق ليفربول الإنكليزي ضمن منافسات الدّوري الأوروبي لكرة القدم.

وفيما يخصّ مسألة المصالحة الوطنية، أكّد أردوغان أنّ الحكومة التركية بقيادة "أحمد داود أوغلو" تُعتبر ضمانة لنجاح مسيرة المصالحة الوطنية، حيث أفاد بأنّ هناك تناقض بين تصريحات المشرف على سير عملية المصالحة الوطنية وممثّل الجانب الحكومي"يالتشين أكدوغان" ورئيس حزب الشّعوب الدّيمقراطية "صلاح الدّين ديمرطاش"، فهناك خلاف واضح بين قيادات جبل قنديل وعبد الله أوجلان.

لنأتي الآن إلى ما ورد في تصريحات الرّئيس أردوغان:

"إنّ ما صدر من تصريحاتٍ خلال الاجتماع الذي جرى بين السيد يالتشين أكدوغان ووفد حزب الشّعوب الدّيمقراطية، يتناقض تمام مع ما صرّح به ديميرطاش. فأنا لا أجد أي رابط مشترك بين هذين التّصريحين. فرئيس حزب الشّعوب الدّيمقراطية يدلي بتصريحاتٍ وكأنّه يقوم بمحاسبة الحكومة التركية. لكن من الواضح للعيان أنّ هناك خلافات بين قيادات جبل قنديل وعبد الله أوجلان، كما أنّ هناك انقسامات حقيقية في الحراك السياسي المُتمثّل في أعضاء حزب الشّعوب الدّيمقراطية حول سير عملية المصالحة الوطنية. فإذا ما نظرنا إلى تصريحات الوفد الذي يزور جزيرة إيمرالي، نجد أنّ عبد الله أوجلان يرغب في تخلّي أنصاره عن السلاح. لكنّ تصريحات رئيس حزب الشّعوب الدّيمقراطي مختلف تماماً ولا يعكس رغبة أوجلان.

إنّ عبد الله أوجلان فعل ما يجب عليه أن يفعله، فهناك عشرة بنود أعلن عنها هذا الرّجل بخصوص عملية نزع سلاح منظّمة الـ (PKK)، إلّا أنّ تصريحات ديميرطاش لا تتطابق مع هذه البنود المعلنة وهذا يهدّد الأمن الدّاخلي في تركيا".

وعن دور الحكومة التركية في عملية المصالحة الوطنية، قال أردوغان مايلي: "إنّ الحكومة التركية هي الضّمانة الوحيدة لنجاح عملية المصلحة، فهذه المسيرة بدأت بحزمة الإصلاحات الدّيمقراطية وهي الأن تستمر تحت شعار الأخوة والوحدة الوطنية. فهناك خطوات جادّة من أجل الوصول إلى النّهاية السّعيدة. وكلّ ما أتمنّاه هو التّخلّي عن السّلاح قبل حلول موعد الانتخابات البرلمانية".

وتطرّق أردوغان خلال حواره مع الصّحفيّين إلى موضوع محاولة اغتيال ابنته "سميّة أردوغان" حيث قال في هذا الصّدد: " إنّ إبنتي لم ترغب في تغيير الحرس المرافق لها وأنا أقدّر تعاطفها معهم، إلّا أنّ أجهزة الاستخبارات رأت أنّ هناك ضرورة مُلِحّة لذلك. ومن ناحية أخرى فإنّنا نراقب عن كثب التّحقيقات الجارية في هذا الصّدد".

وفيما يخصّ صراع الدّولة التركية مع الكيان الموازي الذي يتزعّمه فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية أفاد أردوغان: "إنّنا سندخل في أعماق هذا الكيان. فهناك العديد من العناصر الفاعلة داخل جسم الكيان قد هربوا إلى خارج البلاد وما زالت عمليات الفرار مستمرّة. فلا أدري كم سيبقون خارج البلاد ولكنّنا لن نهمل هذه القضية أبداً".

وفي نهاية حديثه مع الصّحفيّين، أجاب أردوغان على سؤال أحد الصّحفيّين عن الفوز التّاريخي الذي حقّقه فريق بيشكتاش التركي على ليفربول الإنكليزي ضمن منافسات الدّوري الأوروبي لكرة القدم، حيث أوضح بأنّ الانتصار لم يكن من قبيل الصّدفة إنّما تحقّق عن جدارةٍ واستحقاق. وأردف قائلاً: "إنّ بيشكتاش استحقّ هذا الفوز بكل جدارة ولم يكن الانتصار عبارة عن صدفة. وسأحاول الذّهاب إلى الملعب لحضور مباراة الإياب في الجولة المقبلة التي ستجمع بيشكتاش بفريق كلوب بروج البلجيكي".

عن الكاتب

برهان الدين دوران

مدير مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" في أنقرة


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس