الأناضول  

أكد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" أن الطائرتين العسكريتين اللتين اتجهتا من العاصمة أنقرة إلى العاصمة العراقية بغداد، أمس الثلاثاء، "نقلتا على متنهما مساعدات عسكرية تم إعدادها بناءً على الاحتياجات العراقية التي حددناها خلال الاجتماع الذي عقدته وزارتا دفاع تركيا والعراق أثناء الزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لأنقرة".   

جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها المسؤول التركي، مساء أمس الثلاثاء، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره البرتغالي  "بيدرو باسوس كويلهو"، عقب ترأسهما اجتماع مشترك لوفدي حكومتيهما، في العاصمة البرتغالية لشبونة التي يزورها حاليا لإجراء مباحثات رسمية.  

ولفت رئيس الوزراء التركي إلى أن هناك اتفاقيات بين تركيا والعراق في مجالي الدفاع والأمن، مشدداً على الأهمية القصوى لاستقرار العراق بالنسبة لتركيا، وأوضح أيضاً أن هناك تعاون أمني مماثل بين أنقرة وإقليم شمال العراق. 

وذكر "داود أوغلو" أن الخطر الأمني الذي تسببت فيه العديد من التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم "داعش"، "يمثل تهديداً كبيراً لتركيا. لكن موقفنا واضح وصريح دائماً، فنحن ضد الهجمات الدموية التي يرتكبها النظام السوري، وأيضا ضد الأنشطة غير الإنسانية التي لا تعرف رحمة التي تقوم بها التنيظمات الإرهابية، ومواقفنا في هذه الأمور مبنية على مبادئ". 

وأكد رئيس الحكومة التركية، على أن "تحقيق الاستقرار بالموصل بشكل يحررها من أي ضغوط إرهابية، أو طائفية أو مذهبية، وتحقيق السلام لأهلها، أمر يمثل بالنسبة لنا مهمة استيراتيجية. ومن ثم نحن في حالة تشاور مستمرة مع كافة الأطراف".

وأفاد أنهم يدعمون العمليات التي تتم لتحرير العديد من المدن العراقية من يد تنظيم داعش، مشيراً إلى أن نائب الرئيس العراقي "أسامة النجيفي" كان في تركيا الأسبوع الماضي، وذكر أن "النجيفي" تم تكليفه باسم رئيس العراق لتحرير الموصل، بحسب قوله. 

العلاقات التركية - البرتغالية 

وفي شأن آخر تطرق رئيس الحكومة التركية إلى الحديث عن العلاقات الثنائية بين تركيا والبرتغال، مشيراً إلى أن حكومتا البلدين عقدتا، أمس، أول قمة بينهما، وأن هذه القمة تأتي في إطار اتفاق وقعه الرئيس "رجب طيب أردوغان" حينما كان رئيسا لوزراء البلاد، مع الجانب البرتغالي. 

ولفت إلى أن زيارته الحالية للبرتغال كانت قصيرة، مضيفا "لكننا أجرينا مباحثات مثمرة للغاية، ولا شك أن أنقرة ولشبونة يفهمان بعضهما جيدا، ولدينا وجهات نظر مشتركة." وأوضح أن تركيا لها عمق ممتد في أسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط والبلقان، والبرتغال يمتد عمقها في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وشرق أسيا.

واستطرد قائلا: "لذلك فإن الدولتين تكملان بعضهما البعض، لا سيما وأنهما جزء من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والاتحاد الأوروبي"، مشدداً على أهمية البرتغال بالنسبة لتركيا ".  

وذكر أن حجم التبادل التجاري بين أنقرة ولشبونة في الوقت الحاضر يبلغ 1.3 مليار دولار، مضيفاً "ولدينا إرادة قوية لرفع هذا الرقم إلى ثلاثة مليارات دولار، ثم إلى خمسة مليارات. وهذا الأمر ممكن تحقيقه لا سيما وان العلاقات بين البلدين ستشهد خلال الفترة المقبلة تطورا بوتيرة سريعة في كافة المجالات". 

وأكد أن بلاده مستعدة للعمل مع البرتغال في كافة المناطق الإقليمية، معربا عن شكره لنظيره البرتغالي على الدعم الذي قدمته بلاده لتركيا في مسيرة مفاوضاتها من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. 

الاتحاد الأوروبي 

وخلال إجابته على أحد الأسئلة المتعلقة بمفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، جدد "داود أوغلو" تأكيده على أن الاتحاد الأوروربي يمثل هدف استيراتيجي بالنسبة لبلاده، مضيفا "ستستمر إرادتنا السياسية بشكل قوي نحو عضوية الاتحاد الأوروبي". 

وتابع المسؤول التركي قائلا: "لقد واجهت تركيا خلال مسيرة المفاوضات سلسة من العقبات النفسية، والمعقوات السياسية، حيث وجدنا شروطا توضع أمام تركيا دون غيرها من الدول التي أصبحت الآن عضوة بالنادي الأوروبي، لكن تركيا لم تتنازل في يوم من الأيام عن هدف العضوية الأوروبية، ولم تغض الطرف عن الدور المهم الذي من الممكن أن تلعبه في يوم من الأيام في مستقبل أوروبا". 

ومن جانبه قال رئيس الوزراء البرتغالي، إن الاجتماع بين وفدي حكومتي البلدين "يعتبر أول خطوة لطريق يحتاج نفس طويل في العلاقات بين البلدين"، مشيرا إلى أن العام 2012 شهد توقيع اتفاقية ثنائية بين البلدين "بهدف تأسيس نوع من الحوار المنتظم بينهما". 

وأشار "كويلهو" إلى وجود شركة بين أنقرة ولشبونة في المجالات التجارية والثقافية والدبلوماسية، موضحا أن تركيا "دولة لها أهمية كبيرة في حلف شمال الأطلسي، كما أن لها أهمية سياسية ودبلوماسية كبيرة لا يمكن أحد أن يغفلها، كما أنها شريك مهم في مسألة الأمن العالمي". 

وأوضح رئيس الحكومة البرتغالية، أنهم تناولوا خلال الاجتماع آخر المستجدات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسبل مواجهة الإرهاب، مشيدا بالدور الكبير الذي تلعبه أنقرة من أجل تلبية احتياجات اللاجئين السوريين والعراقيين. 

وأعرب عن أمله في أن في أن تنتهي مفاوضات انضمام تركيا لأوروبا بشكل إيجابي "لتحظى تركيا بمكانها داخل الاتحاد، فلاشك أن عضويتها في أوروبا ستساهم بشكل كبير في السلم الإقليمي، والأمن العالمي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!