مراد يتكين - راديكال - ترجمة وتحرير ترك برس

يبدو أنّ رئيس الوزراء أردوغان واثقٌ من حسم انتخابات رئاسة الجمهورية من الجولة الأولى. فمع أنّ منافسيه "أكمل الدين إحسان أوغلو" و"صلاح الدين دميرتاش" لا يعتقدان بإمكانية حصوله على أصوات بنسبة 50%+1 من الجولة الأولى، إلا أنّ معظم استطلاعات الرأي تشير إلى عكس ذلك تماماً.

أردوغان برغم قربه من خط النهاية الذي يقوده إلى رئاسة الجمهورية إلا أنّه لم يصِل بعد، برغم ذلك أعلن تحضير نفسه ليكون 11 أغسطس/آب بدايةً لـ"تركيا الجديدة". ولا شكّ أن كتّاب أردوغان ومستشاريه بدؤوا منذ زمن بكتابة الخطاب الذي سيلقيه ليلة العاشر من أغسطس/آب. هذا الخطاب الذي أصبح بالنسبة لحزب العدالة والتنمية مجرّد إجراء شكليّ، فهم يرون أن الانتخابات منتهية لصالحهم.

السؤال الأهم: إذا صعد أردوغان لرئاسة الجمهورية، فمن سيكون رئيس الوزراء القادم؟

هناك معايير محددة بالنسبة لأردوغان يجب أن تتوفر برئيس الوزراء الجديد.

بدايةً، الرئيس الجديد لحزب العدالة والتنمية هو من سيكون رئيس الوزراء القادم، وهذا يعني وجوب أن يكون هذا الاسم أحد نواب الحزب في البرلمان. وبهذا سيزول "قلق الانشقاق". وعلى المرشح أن يكون محبوباً من قاعدة الحزب.

ثانياً، رئيس الوزراء الجديد لن يكون "نصف رئيس جمهورية"، لذا عليه مسبقاً تقبّل وجوده بالمشهد الخلفي. وهذا هو السبب الرئيس الذي أدى إلى ظهور شبهة ضعف أو تراجع في كاريزما عبد الله غل في الفترة الأخيرة.

ثالثاً، علينا تذكّر أن رئيس الجمهورية القادم سيقود البلاد وحزب العدالة والتنمية لانتخابات البرلمان القادمة التي ستقام في شهر حزيران/يونيو 2015.

وبأخذ تلك النقاط الثلاث بعين الاعتبار دعونا نناقش أربعة أسماء هي الأكثر تداولاً والمرشحة لرئاسة الوزراء:

* "بولنت أرينتش": هو أحد المؤسسين الثلاثة لحزب العدالة والتنمية إلى جانب أردوغان وغُل، وما يجعل اسمه يظهر كأبرز المرشحين هو كونه أقدم مستشار لأردوغان. أرينتش، سياسي منذ ما يزيد عن أربعين عاماً، وهذا ما يجعله من أكثر المخلصين لحزب العدالة والتنمية. من جانب آخر علينا تذكّر أن البحث يجري عن اسم ليس مرتبطاً برؤيا أردوغان فحسب وإنّما بشخصه أيضاً.

* "أحمد داود أوغلو": مهندس الوزارة الأكثر أهميّة في حكومة أردوغان وهي وزارة الخارجية. "المعلّم"كما يطلق عليه محبيه من أعضاء الحزب، يحبه كل الشباب الذين يسري في عروقهم هوس خلافة عثمانية جديدة ويحبّونه أيضاً لقدرته على الخطابة. ولعلّ إقامة آخر مهرجان له في مدينة "قونيا" يشير إلى ذلك. ومن جانب آخر ربما يرغب أردوغان ببقاء "المعلّم" بحكم خبرته في السياسة الخارجية في وزارته لفترة زمنية أخرى.

* "بنعلي يلديريم": وزير المواصلات والاتصالات السابق وهو الاسم الاقتصادي الذي ربما يرغب أردوغان بوجوده مكانه، وسبب ذلك إيمان الأخير بوجود رابط قوي بينه وبين يلديريم على الصعيد الاقتصادي. ولذات الأسباب قد يسحب أدروغان "يلديريم" إلى جانبه في رئاسة الجمهورية سواء كسكرتير عام أو ككبير مستشاري الرئيس للاستفادة منه كرئيس وزراء فعلي، وليكون مسؤولاً عن تنفيذ أمور الحكومة وانتخابات الحزب.

* "محمد علي شاهين": هو أيضاً صاحب تجربة سياسية تربو عن أربعين عاماً احتل خلالها مواقع مهمة كرئاسة البرلمان، ووزارة العدل، ونائب رئيس الوزراء ليصبح بعد ذلك مساعداً لرئيس حزب العدالة والتنمية للشؤون السياسية والقانونية، وهذا يعني أنّه الرجل الثاني في الحزب. وفي حال فوز أردوغان في الانتخابات من الجولة الأولى، سيكون هذا الاسم أحد أهم الأسماء الاستراتيجية التي قادت أردوغان لرئاسة الجمهورية. "شاهين" حاول الابتعاد قدر الإمكان عن الظهور إمام الكاميرات خلال الفترة الماضية، لكنّه مرشح وبقوة لخلافة أردوغان حال فوز الأخير برئاسة الجمهورية.

كل هذه السيناريوهات كما هي مرهونة بفوز أردوغان من الجولة الأولى مرهونةٌ أيضاً بإمكانية طلب أردوغان إجراء انتخابات مبكرة من عدمه في شهر تشرين الأول/أكتوبر أو تشرين الثاني/نوفمبر.

ستقولون هل ستكون الأمور مثالية إلى هذا الحد؟ لا يبدو الأمر كذلك، لكن لم يبق لنا متسع للحديث هنا... سنتكلّم لاحقاً.

عن الكاتب

مراد يتكين

كاتب في صحيفة راديكال


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس