ميرا خالد خضر - خاص ترك برس

تاريخ فستان الزفاف

يعود تاريخ فستان الزفاف الأبيض إلى اسكتلندا، عندما تزوجت ماري ملكة اسكتلندا زوجها الأول فارنسس دوفن ملك فرنسا عام 1559 حيث ارتدت فستان عرس بلون الأبيض المفضل لديها، على رغم أن هذا اللون كان يلبس في المآتم عند الفرنسيين آنذاك، ولكن تاريخيا تعتبر الأميرة الإنكليزية فيليبا العروس الأولى في التاريخ التي ارتدت فستان عرس أبيض بالإضافة إلى قلنسوة بيضاء من الحرير في زفاف ملكي من الملك الإسكندنافي إريك عام 1406، وظل ارتداء اللون الأبيض خيارًا مستبعدًا عند الكثيرات اللواتي يخترن اللون الأسود الدارج في فساتين الأعراس في ذلك الوقت، كما كانت العروس تختار أحلى فستان لديها بغض النظر عن اللون، وإذا كانت العروس تنحدر من عائلة غنية تميل لاختيار فستان عرس مرصع بالأحجار الكريمة وطبقات من الحرير والفرو مصنوع خصيصا لهذه المناسبة، وفي عام 1816 ارتدت الأميرة شارلوت ثوبًا فضيًا لامعًا عندما تزوجت من الأمير ليوبولد.

عروس من القرن التاسع عشر في ثوب زفافها الأسود. المصدر: بزنس إنسايدر

ويعد زواج الملكة فكتوريا من الأمير ألبرت عام 1840 محطة تاريخية لموضة الفساتين العرائسية البيضاء، حيث اختارت الملكة اللون الأبيض كي تظهر التطريزات على القماش الشفاف على فستانها الطويل ولتحتاج الى إشبينتها لحمل طرحة الفستان وذيله، ولتكون أول انطلاقة لموضة فساتين الزفاف البيضاء، خاصة بعد انتشار لوحتها الفنية المرسومة ليوم زفافها التي بدت فيها مرتدية الفستان الأبيض يغطيه القماش الشفاف المطرز المسمى دانتيل والذي تتم حياكته بصورة خاصّة لها تاريخها.

كانت أشهر طرق حياكة وتطريز الدانتيل في فرنسا، ويبقى نسج الدانتيل اليدويّ الذي شقّ فجره في مدينة الرومانسية البندقيّة في القرن السادس عشر عنصر ترفّ يتفرّد به أسياد هذه الحرفة الراقية، أما الشكل الذي يظهر به فستان الزفاف الطويل والكبير وضيق الخصر واتساع أسفله مع الطرحة والإكسسوارات على الرأس فهي الطريقة التي كانت متبعة للباس الأميرات في العصور الوسطى ثم أصبحت النساء من باقي الطبقات الاجتماعية يرتدينها. وقد انتشر فستان العرس الملكي الأبيض بسرعة كبيرة وأصبح بمرور الوقت من التقاليد الثابتة للزواج في العالم لكافة الطبقات الاجتماعية.

ومن جهة اخرى هناك نظرية أوردها موقع "List Verse"، تشير إلى أنه قديمًا في أوربا كانت أغلب الزيجات مدبّرة، ويُعتقد أن الهدف من ارتداء العروس لطرحة الزفاف آنذاك هو منع العريس من رؤية وجهها لحين انتهاء مراسم الزفاف، وفي تلك الحالة لا يكون في إمكانه التراجع عن قرار الزواج إذا لم يعجبه شكل العروس.

الملكة فيكتوريا بثوب زفافها

ومنذ عام 1930، اتخذ فستان الزفاف طابعًا مختلفًا تمامًا إذ بدأت النساء بارتداء فساتين تعزز معالمهن الأنثوية دون تغيير في اللون، أما في الخمسينيات تضمنت فساتين الزفاف الكثير من الثقوب. وبعد انتهاء الحرب العالمية التي كانت تفرض قيودًا على التصميم والأقمشة، قام العديد من المصممين بخياطة فساتين عرس مشابهة للبدلة العسكرية بأكتاف عريضة وكثيرة الخرز.

ومن بين قصص فساتين العرس البيضاء آنذاك، قصة الشاب الأمريكي الذي نجا من تحطم طائرته في حرب ثم قدّم المظلة التي انقذته لحبيبته لتصنع منها فستان زفافهما، وهكذا أصبح تصميم الفساتين وفقًا للمواصفات الجسدية مع البساطة، مثل ما جسدته السيّدة الأمريكية الأولى جاكلين بوفييه لدى زفافها إلى جون فيتزجرالد كينيدي عام 1953.

وبحلول عام 1960 بدأت النساء بارتداء فساتين ذات أكمام ضيقة وطرحات قصيرة كما بدأن بإرجاع شعرهن إلى الخلف، وفي عام 1980 حددت الأميرة ديانا أميرة ويلز موضة الثمانينيات عندما ارتدت فستانًا ذا تنورة كبيرة وأكمام عريضة. ومنذ عام 1990 ظهرت صيحة الفساتين المطرزة و الخرز والكورسيه والأكمام القصيرة، أما اليوم فقد تطورت موضة فساتين العرائس وأصبح هناك العديد من الخيارات المبهرة.

فستان الزفاف التركي

وبالرغم من أن اللون الأبيض هو السائد في أغلب الثقافات لفستان الزفاف إلا أن الأمر يختلف في آسيا وتركيا قديما حيث كان اللون الأحمر هو السائد في بدلات الزفاف وهناك دول لا تزال تحافظ على هذا الإرث الثقافي مثل الصين والهند وفيتنام لأنه حسب اعتقادهم اللون الأحمر جالب للحظ الجيد والتفاؤل لكن حاليا ممكن أن تختار العروس ألوانا أخرى غير الأحمر. أما التركيات فقد حافظن على الفستان الأحمر لزفافهن وسمي بفستان لليلة الحناء.

وعموما انتشر فستان الزفاف الابيض في تركيا مطلع الخمسينيات مع الثورة العالمية لموضة فستان الزفاف الأبيض. وتُشكّل مدينة إزمير الساحلية المشمسة قلب صناعة فساتين الزفاف في تركيا، وفي أيام العطل تضج إزمير بالعرائس وعائلاتهن للتبضع واختيار فساتين أحلامهن.

"أرزو كسكين" موهبة تركية في التصميم وخياطة فساتين الأعراس

المصممة والخياطة التركية الموهوبة آرزو كسكين من مدينة إسطنبول العريقة أم لطفلين، أحبت مجال الموضة والأزياء وسعت لتحقيق طموحها في تعلم مهنة الخياطة وإتقانها.

ففي صغرها أحبت الخياطة فكانت تقوم بتفصيل الملابس لعرائسها، و تحاول تطبيق رسومها للملابس على أرض الواقع، لتقرر في كبرها دخول عالم الأزياء والموضة ومن هنا بدأت تتعلم وتطور من ذاتها في مجال الخياطة والتصميم والطرز، وقد أمنت لها مهنة الخياطة كذلك دخلا ساعدها في تأمين متطلبات الحياة لأسرتها وخاصة بعد رحيل زوجها منذ 11 سنة تاركا وراءه طفلين ، ورغم تلك التحديات والصعوبات لم تزدها إلا اصرارا على مواصلة تطوير نفسها في مجال الخياطة والطرز وابراز النمط التقليدي التركي في أزياءها خاصة فيما يخص فساتين لليلة الحناء التركية.

وتضيف ”أرزو كاسكين ”القول أنها أحبت تصميم وخياطة فساتين الأعراس لطبيعتها الكلاسيكية والمبهرة والتي ترمز للبراءة والشموخ ويلبس ليوم مميز في حياة كل الفتيات لتظهر فيه كالملكة وأنها طورت نفسها بشكل عصامي مستندة على موهبتها في التصميم والرسم والخيال المبدع وقد ساعدتها تضيف بالقول الشبكة العنكبوتية التي فتحت أمامها المجال لصقل موهبتها ولتعرف أكثر على الموضة العالمية وتعلم أحدث الكيفيات للخياطة والتفصيل وتضيف: "أحب مهنتي وهي الدخل الذي يسند عائلتي وعند انتهائي من خياطة أي فستان عرس أحاول أن أجعله مبهرا بالطرز والخرز لأجعل الفتاة التي ترتديه سعيدة ومحط اعجاب الجميع".

تعمل أرزو كاسكين في محل "مودا إفي" (MODA EVI) الخاص باقتناء فساتين الأعراس وفساتين ليلة الحنة التركية في منطقة باغجلار بمدينة إسطنبول، وهي فخورة بهذا العمل مع زميليها اللذين تعلمت منهما الكثير وكانا بمثابة إخوة لها.

ولدى سؤالنا عن ما ترغب به العروس التركية تجيب ”أن الفتيات التركيات عمومًا يملن لفساتين الأعراس المحتشمة والتي لا تخدش الحياء العام والأكثر سترة لجسمهن كما يرغبن في موديلات الخاصة بهن."

وتضيف مصممة الأزياء التركية آرزو أنها تقوم بخياطة فساتين الأعراس بشكل خاص للفتيات اللواتي يرغبن في ذلك حيث تقوم برفع مقاسهن ورسم التصاميم حسب رغبتهن وتطبيقها بدقة متناهية وبأسلوب جميل، حيث يتم بيع فستان الزفاف التي تخيطه بـ2500 ليرة تركية أي ما يعادل 435 دولار أمريكي، أما الإيجار فيتراوح بين 500 -2000 لليرة تركية. وأما الفساتين الأعراس المفصلة خصيصًا حسب الطلب فيتحدد السعر حسب الخامات المستعملة والجهد المبذول في إعداده.

وتضيف آرزو أن من أحلاهما تصميم فستان لعارضة الأزياء التركية تشاغلا شيكل، وعالميًا ترغب بتصميم فستان للفنانة الأمريكية نعومي كامبل، وتحلم بفتح ورشة تصميم وخياطة لفساتين الأعراس في منطقة نيشان طاشي المرموقة بإسطنبول.

وفي ختام حديثها، تنصح آرزو كسكين الساعيات للعمل في هذا المجال، إلى بذل الجهد والمثابرة لتحقيق أحلامهن وطموحاتهن والتقدم نحو الأفضل دائمًا لتطوير أنفسهن وضمان سعادة أسرهن. ثمّ لم تبخل علينا بنصائح حول الخطوات اللازمة لإعداد فستان زفاف.

خطوات إنجاز فستان الزفاف

تحتاج خياطة فستان زفاف أولًا لى تصميم  تخطيطي مرسوم بدقة بالقلم على ورق كخطوة أولى، ثم يتم بعدها اختيار الخامات المناسبة لفستان الزفاف والمتمثلة في:

- القماشي الأبيض الأساسي: سواء كان حريريًا أو نوعًا آخر من القماش (ساتان أو كتان) يتكون منه الفستان قبل توشيحه، حيث تستعمل الأقمشة الداخلية لإعطاء حجم داخلي وصناعة البطانة أما الحرير يستعمل للطبقة الخارجية أو في بعض مستويات هذه الطبقة.

- الدانتيل المزين: حيث تستعمل الأقمشة الشفافة لتوشيح بعض المناطق في الفستان على غرار الذيل، ويتم عادة طرز تلك الأقمشة الشفافة ووضع الخرزات البيضاء أو الشفافة اللامعة عليها على شاكلة كرستالات لتزيين جسم الفستان وتثبيت الخرزات للحصول على إطلالة أنيقة وساحرة.

وتجدر الإشارة إلى أن تزيين الأقمشة الشفافة من الدانتال لفساتين الأعراس يكون يدويًا، ويحتاج إلى الصبر وبذل الجهد، وتوضع الخرز من المعلقات حسب الفستان فإن كان مترفًا يحتاج عادة للكثير من المعلقات والخرز، وأحيانًا تكون أحجارًا كريمة حسب الطلب.

ثم يتم قص القماش بطريقة مناسبة بأخذ القياسات المناسبة حسب التصميم النهائي لفستان الزفاف،وبعد تفصيل القماش وقصه لا يبقى سوى خياطة وتطريز الفستان ليكون فستان الزفاف جاهزًا.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!