ترك برس

شهدت الأيام الماضية، توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الميزانية الدفاعية لعام 2020 وقيمتها 738 مليار دولار لتدخل بذلك حيز التنفيذ، بعد أن كان الكونغرس أقرها في وقت سابق.

وفي تصريحات أدلاها خلال مراسم التوقيع، قال ترامب إن ميزانيات وزارة الدفاع شهدت خلال حكمه زيادات سنوية ووصلت إلى رقم قياسي في 2020.

وتنص الميزانية التي تسمى "قانون إقرار الدفاع الوطني" على تخصيص 635 مليار دولار للنفقات الأساسية، و71.5 مليارا لصندوق العمليات المحتملة في الخارج، و23.1 مليارا للإنفاق الدفاعي، و8.1 مليارات لنفقات دفاعية أخرى.

وبموجب القانون ستتزود الولايات المتحدة بمئة طائرة من طراز "أف 35" و150 مروحية عسكرية وأربع غواصات من طراز فرجينيا وسفينة حربية، فضلا عن زيادة رواتب الموظفين العسكريين بنسبة هي الأكبر خلال السنوات العشر الأخيرة.

اللافت في ميزانية الدفاع الأمريكية للعام المقبل، أنها تضمنت عقوبات على أحد أبرز حلفاء واشنطن، في المقابل الإقرار بمواصلة الدعم لتنظيم "ب ي د/ي ب ك" الذراع السوري لتنظيم "بي كا كا" المصنّف إرهابياً لدى تركيا والعديد من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

ونص قانون الميزانية الدفاعية الأمريكية لعام 2020، على عدم تسليم تركيا طائرات "أف 35" المقاتلة بدعوى استمرار أنقرة في عمليات شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "أس 400"، وعلى ضرورة فرض عقوبات على تركيا في إطار قانون "مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات" الذي يعرف اختصارا باسم "كاتسا".

في المقابل، أقرت الميزانية عن مواصلة الدعم لتنظيم "ب ي د/ب ي ك"، دون أن يفصح الميزانية عن المبلغ الذي تخصصه واشنطن سنويا لدعم التنظيم الإرهابي في سوريا.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية التركية، استغلال عملية تحديد الموازنة الأمريكية الاعتيادية من أجل مآرب سياسية قصيرة الأجل.

جاء ذلك في رد مكتوب من المتحدث باسم الوزارة، حامي أقصوي، على سؤال بشأن مشاريع قوانين الاعتمادات المالية لعام 2020، والتي أقرها الكونغرس الأمريكي مؤخرا.

وقال أقصوي إن تمرير تلك المشاريع التي تتضمن نقاطا ضد تركيا، من قبل مجلسي النواب والشيوخ، إنما يعد أحدث مثال على رغبة أعضاء الكونغرس الأمريكي، بتخريب العلاقات الثنائية، بأي وسيلة كانت.

وأضاف " ندين استغلال عملية تحديد الموازنة الاعتيادية، في الكونغرس، مرة أخرى، من أجل مآرب سياسية قصيرة الأجل، لسياسيين أمريكيين".

وأكد أن هذا الأمر إنما يضر أولا، بسمعة ومصداقية أعضاء الكونغرس الذين ينساقون وراء أطروحات بعض زملائهم المعادين لتركيا، الساعين لإفراغ مفهوم"التحالف" بين البلدين من مضمونه.

وشدّد أقصوي على أن الأوساط الساعية لعرقلة تسليم مقاتلات إف-35 إلى تركيا، دون وجه حق، وتقويض إمكانيات التعاون شرق البحر المتوسط، إنما تلحق الضرر بمصالح الولايات المتحدة، قبل كل شيء.

وأوضح أنه مع مرور الوقت سيتم إدراك أن تلك الخطوات، لا تصب في صالح استقرار وسلام المنطقة.

بدوره، أكد فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، أن العقوبات الأمريكية المفروضة على أنقرة بسبب شراء منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس 400"، تحفزها على تطوير صناعاتها الدفاعية.

وقال أوقطاي، في كلمة أمام البرلمان التركي، إن "الذين يهددوننا بفرض عقوبات على الطائرات من طراز "إف 35" بعد شرائنا "إس 400" يفترض أنهم يعلمون، أنه بناء على تطور التقنيات في صناعتنا الدفاعية، فإن التهديدات تحفزنا على تطوير وإنتاج المنتجات العسكرية المحلية".

وأكملت تركيا مرحلة استلام صواريخ "إس 400" الدفاعية الروسية، خلال الصيف الماضي، وتعتزم تشغيلها بحلول أبريل/نيسان 2020.

وتعد "إس400"، من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورًا في العالم، وهي من إنتاج شركة "ألماز-أنتي"، المملوكة للحكومة الروسية.

وكانت القوات الجوية التركية، قد أجرت خلال الأسابيع الماضية، اختبارات أولية على المنظومة الروسية.

وأظهرت لقطات مصورة تحليق مقاتلات "إف 16" الأمريكية التابعة لسلاح الجو التركي، على ارتفاعات مختلفة قرب موقع تشغيل منظومة الدفاع الجوي "إس 400"، خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!