هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

العنوان ليس لي وإنما مستقى من تحليل نشرته مجلة فوربس في الشأن. وتفصيله هو: تركيا وروسيا لعبتا دور الريادة في ليبيا ودفعتا الاتحاد الأوروبي إلى الظل.

فكيف نجحنا في ذلك؟ 

لو أن تركيا لم ترسل قواتها إلى ليبيا لما كان هناك "أزمة ليبية" اليوم وإنما "أزمة كيفية تقاسم ليبيا". لولا تمرير المذكرة الرئاسية من البرلمان التركي، رغم رفض المعارضة، لكانت قوات حفتر قد سيطرت على طرابلس ولأصبح الاتفاق المبرم مع حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج طي النسيان. 

لكن دعوة تركيا وروسيا إلى هدنة بعد مباحثات أردوغان- بوتين دفع بالأمور نحو حل بالطرق الدبلوماسية. هناك حقيقة تعرفها المعارضة التركية، التي تدعو للتركيز على الدبلوماسية، لكنها تخفيها وهي أن الدبلوماسية غير المدعومة بالقوة العسكرية عبارة عن دعابة سيئة، يبتسم لها من يسمعها لكن لا يوليها شأنًا. 

رغم أن البلدان الأوروبية، وفي طليعتها فرنسا وإيطاليا، انتفضت في البداية ضد إرسال تركيا قوتها إلى ليبيا، إلا أن التوازنات تزعزعت، واضطر العالم للبحث عن حل جديد.

لننظر في التطورات الآن: دخلت الهدنة بين حكومة الوفاق الوطني وقوات حفتر حيز التنفيذ نهاية الأسبوع الماضي. رغم اعتراض حفتر في البداية إلا أنه أعلن وقف هجماته المستمرة في الغرب. 

أعلن السراج، خلال لقائه رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في روما عن ترحيبه بوقف إطلاق النار المقترح من تركيا وروسيا، شرط انسحاب القوات المهاجمة، معربًا عن اعتقاده بأن طريقة تحرك قوات حفتر لا توحي بإمكانية التطبيق.

عدم ثقة السراج بحفتر لم تأتِ من فراغ. بطبيعة الحال قد لا يدوم وقف إطلاق النار طويلًا ما لم يتكلل بحل دبلوماسي، غير أن تركيا وروسيا أطلقتا عملية في ليبيا على غرار مسار أستانة في سوريا. 

أعلنت البعثة الأممية في ليبيا عن ترحيبها بوقف إطلاق النار، ودعت الأطراف إلى الالتزام بشروطه وحل المشاكل عن طريق الحوار.

تواصل ألمانيا جهودها من أجل المؤتمر المزمع عقده نهاية الأسبوع الحالي في برلين بشأن الحل الدبلوماسي في ليبيا. أما رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي فحل ضيفًا في أنقرة على أردوغان. 

لم تكن إيطاليا ترغب بوجود تركيا في المعادلة الليبية مهما كانت الشروط، وأعلنت عن رأيها هذا بصراحة، إلا أنها ترغب الآن بأن تكون جزءًا من المسار الذي أسسته تركيا وروسيا. 

يقول وزير الخارجية الإيطالي: "ليبيا هي مصلحة قومية بالنسبة لنا"، لأنه لا يجد على أي حال في بلاده معارضة تقول له: "ما شأننا في ليبيا؟"، كما تفعل المعارضة التركية..

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس