تقرير ترك برس - ديلي صباح

اختطف أعضاء من مجموعة “DHKP-C” الإرهابية اليسارية المدّعي العام “محمد سليم كيراز” من محكمة “تشاغلايان” في إسطنبول صباح اليوم الثلاثاء.

وأفادت مصادر مطّلعة أنّ الخاطفين وصلوا إلى المحكمة في الساعة 12:30 وأخذ أحدهم المدّعي العام رهينة، في حين أجبر الآخر كاتب المدّعي العام على المغادرة. ليظلّ المدّعي العام محتجزاً في مكتبه.

وسمعت قوات الشرطة التي وصلت إلى مشهد الحادثة إطلاق رصاصتين وهي تحاول فتح باب الغرفة. وتمّ إخلاء الطابق الذي يتواجد فيه مكتب المدّعي العام واتُّخذت إجراءات أمنيّة مشدّدة، في حين انتشرت فرق الشرطة وسيارات الإسعاف ورجال الإطفاء في مبنى المحكمة.

كما وصل فريق من القوات الخاصة إلى مبنى المحكمة. وأُغلقت كل المداخل والمخارج وبدأت عملية إخلاء المبنى. وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صور تظهر يدي المدّعي العام مقيّدة وفمه مكمّماً ومسدّس موجّه إلى رأسه.

وأصدر رئيس شرطة إسطنبول بياناً أمام المحكمة، قال فيه إنّ مفاوضات تجري مع المهاجمين الاثنين المتورطين في قضية الاختطاف.

وفرضت رئاسة الوزراء التركية حظراً على تغطية اختطاف مدّعي عام إسطنبول.

مطالب الخاطفين

يتولّى المدّعي كيراز منذ شهرين قضيّة “بيركين إلوان”، الذي توفي إثر إصابة تعرض لها من قبل رجال الشرطة أثناء مشاركته في تظاهرة.

وقد أصدرت المجموعة المسلّحة قائمة تضمّ خمس مطالب وهدّدت بقتل المدّعي العام إلى لم يتمّ تنفيذ هذه الطلبات بحلول الساعة 15:36 بالتوقيت المحلي.

طلبت المجموعة اعتراف ضباط الشرطة الذين قتلوا بركين إلوان بفعلتهم في بثّ تلفزيوني مباشر، وطلبوا محاكمة هؤلاء الضباط في “محكمة الشعب” التابعة للمنظمة الإرهابية.

وطالبوا كذلك بإسقاط التّهم عن الذين شاركوا في تظاهرات من أجل بيركين إلوان، وأن يُغادر الخاطفون بأمان بحلول الساعة 15:36.

وأخيراً طلبوا أن يتواصلوا مع لجنة يتمّ إنشاؤها، تضمّ رئيس نقابة المحامين في إسطنبول “أوميت كوجاساكال”، والنائب من حزب الشعب المجهوري “سيغين تانريكولو”، ومحامياً من جمعية الحقوقيين الحديثة (ÇHD) وعدداً من “الجمعيات الشعبية”، على حدّ وصفهم.

ومن جهته، أفاد والد بركين إلوان بأنّه ينبغي إطلاق سراح المدّعي العام، وأنّ “الدّم لا يُغسل بالدّم”.

من هو بركين إلوان؟

توفّي الشاب بركين إلوان بعد دخوله بغيبوبة استمرّت 269 يوماً بسبب إصابة بليغة تعرّض لها من قبل الشرطة أثناء مشاركته في مظاهرات في منطقة “أوكميداني” في 16 حزيران/ يونيو 2013.

احتضنت عدد من التظاهرات من عدد من المجموعات الراديكالية قضية إلوان. وأصبح أيقونةً لعدد من المجموعات من اليسار المتطرف متورّطة مع المنظمة الإرهابية “جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري (DHKP-C)”.

من هي DHKP-C؟

تشكلت جبهة التحرر الشعبي الثوري في عام 1978 من قبل دروسون كاراتاس وهي مجموعة تتبنى الأيديولوجية الماركسية اللينينية الثورية وتسترشد بفكر كارل ماركس وفريدريش انغلز وفلاديمير لينين وجوزف ستالين وماوتسي تونغ وتشي غيفارا وقادة الفعل الشيوعي المسلح كما ترفع شعار المناهضة للولايات المتحدة وحلف شمالي الأطلسي الناتو،

ومنظمة  DHKP-C عبارة عن مجموعة من اليساريين المتطرفين الذين انشقّوا عن عدد من المنظمات التي تتبع نفس التوجّه، وكانت هذه المنظمات مسؤولة عن عدد من الهجمات الإرهابية، إلا أنّها كانت تعمل بعيداً عن الأنظار.

تشنّ هذه المنظمات هجماتها على نطاق أصغر من حزب العمال الكردستاني “بي كي كي”، الذي تعدّه الحكومة التركية إرهابياً كذلك. وبالرغم من ذلك، فقد صعّدت هذه المجموعة أعمالها خلال العامين الماضيين.

قام شخصٌ مسلح في عام 2013 بتنفيذ هجوم انتحاري على مجمّع  السفارة الأمريكية في العاصمة التركية أنقرة. كما تبنّت المجموعة في العام نفسه هجمات صاروخية غير قاتلة على مقرات لحزب العدالة والتنمية، ومقرات للشرطة ومبنى وزارة العدل في أنقرة.

وتصنّف تركيا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والاتّحاد الأوروبي هذه المنظمة على أنّها منظّمة إرهابية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!