حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

لم يبق أحد لا يعرف الجنرال خليفة حفتر. عذرًا.. كنا نعتقد أنه لم يبق أحد لا يعرف أن صديق القذافي، وقائد القوات الليبية المشاركة في حرب أكتوبر، وصاحب مخططات الانقلاب على القذافي، والمقيم لسنوات في الولايات المتحدة قرب مقر "سي آي إيه"، والعائد إلى ليبيا من أجل تقسيهما، هو في الوقت نفسه عميل للاستخبارات الأمريكية..

لكن هناك من لا يعرف.. إنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين! 

طبعًا هذه مزحة، فبوتين لديه قائمة مذكور فيها من أين اشترى حفتر ملابسه الداخلية في الولايات المتحدة وما لونها، علاوة على تدريبه في "سي آي إيه" ومساوماته مع واشنطن بالتاريخ والساعة..

لكن في ظل وجود حكومة ليبية من الواضح أنها ستوحد البلاد وحائزة على الدعم الدولي، وفي وجود أميرين عربيين (بن سلمان وبن زايد) يدعمان مصالح حفتر وهمهما الوحيد إلغاء الاتفاق العسكري والأمني واتفاق مناطق الصلاحية البحرية الموقعين بين ليبيا وتركيا، لماذا تقف روسيا إلى جانب حفتر وليس حكومة الوفاق؟ 

هل يطمع بوتين بأن يغير الأميران المذكوران أسعار النفط لصالح روسيا وليس الولايات المتحدة؟ ألا يعلم أنهما لا يستطيعان مجابهة الولايات المتحدة وأنهما سيخذلان روسيا في أول فرصة؟ 

إذن بماذا يمكننا تعليل هذا الموقف الروسي؟ يقول منظّر العلاقات الدبلوماسية مورتون كابلان بوجود فترات يمكن وصفها بـ"المزاجية" أو "المصادفة" في العلاقات الدولية للأمم.

ويؤكد كابلان أن من يدرسون هذه الفترات وينظرون إليها من وجهة نظر منهجية، ويعتقدون أن المصالح القومية تصيغ دبلوماسية الدول، لا يجدون إجابات تعتمد على التبرير بالمصالح العقلانية. 

تعرض مصطلح "المزاجية" هذا لانتقادات كثيرة لكن لم يُرفض تمامًا في أي وقت من الأوقات. 

بينما هناك حرب أثارتها الولايات المتحدة من أجل تقسيم سوريا، هل من سبب لكي تعتقد روسيا أن عميلا للاستخبارات الأمريكية يمكن أن يكون أداة أو ألعوبة بيدها أو حليفًا لها؟ 

هل هذا السبب أهم من مصالح روسيا في شرق البحر المتوسط وغربه؟ هل ما يسمى بـ"المنهج" لا يملك أدنى قيمة في نظر بوتين؟ رغم أن موسكو لم تزل خريطة العالم التي وضعتها روسيا القيصرية، من جدار وزارة الخارجية، حتى اليوم.

هناك أمر لا يستقيم في هذه المسألة!!

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس