نوري أليبول – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس

يبدو أنّ استطلاعات الرأي التي تشير إلى أنّ حزب العدالة والتنمية سيتمكّن من تحقيق الأغلبية البرلمانية التي تخوّله إصدار الدّستور الجديد للبلاد لوحده، بدأت تخيف الأطراف المعادية للدّولة التركية مثل الكيان الموازي وعدداً من العقول الخفية التي اتخذت من الدّول الغربية التي لا تريد لتركيا أن تحقّق المزيد من التّقدم والنّجاح مركزاً لها.

فقد بدأت العقول الخفية التي تحرّض ضدّ القيادة التركية، بإعداد الخطط التي من شأنها ضمان تجاوز حزب الشّعوب الدّيمقراطية للعتبة الانتخابية خلال انتخابات 7 حزيران/ مايو المقبل. ولربّما لن تصدّقوا إذا قلت لكم بأنّ الطاقم الإداري للكيان الموازي، بدأ أيضاً بإعداد ما يلزم من أجل تجاوز حزب الشّعوب الدّيمقراطية للعتبة الانتخابية.

كانت قيادات حزب الشّعوب الدّيمقراطية تبني سياساتها على أساسٍ طائفي وتحصر فعالياتها ضمن مساحة جغرافية معيّنة، بالإضافة إلى أنّهم كانوا يتصرّفون وكأنهم ناطقون باسم إرهابيي الـ (PKK) في البرلمان التركي. إلّا أنّنا نلاحظ اليوم ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، أنّ قيادة حزب الشّعوب الدّيمقراطية بدأت تأخذ منحاً آخر وتتعمّد تغيير سياساتها وتعمل على توسيع قاعدتها الاجتماعية.

فقد بدأت هذه القيادات الماركسية بمحاولات كسب ودّ الطّبقة المتديّنة من خلال إطلاق تصريحاتٍ دينية. كما أنّنا نلاحظ أنّ هؤلاء بدؤوا يميلون إلى الطّائفة العلوية في محاولة منهم لكسب أصوات العلويين في الانتخابات المقبلة، وذلك من خلال التّصريحات التي أدلى بها رئيس حزبهم "صلاح الدّين ديميرطاش" الذي لم يستطع حتّى الآن الخروج عن تعليمات الإرهابيّين المتواجدين في جبل قنديل.

فجأةً تذكّر هذا الشّخص معاناة العلويّين. لقد شارك ديميرطاش في مؤتمرٍ للعلويّين وأطلق هناك تصريحاتٍ حول ضرورة إزالة العلوم الدّينية من المناهج المدرسية، وذلك بحجّة أنّ هذه الدّروس تحدّ من حريّة ممارسة المعتقدات الدّينية المختلفة في البلاد.

أتمنّى أن يقوم هذا الشّخص بالإدلاء يمثل هذه التّصريحات في ولاية ديار بكر وشانلي أورفا وولاية فان. لكنّ هذا الرّجل يشبه الحرباء. فهو يغيّر تصريحاته حسب الزّمان والمكان.

أعتقد أنّ صلاح الدّين ديميرطاش لا يدرك حقيقة المعتقد العلوي في الأناضول. فهو يتعامل مع العلويين وكأنّهم جزء من الملحدين الذين لا يؤمنون بالمقدّسات الدّينية ولا يقتدون بـ "علي كرّم الله وجهه". ديميرطاش الآن يتعامل مع أولئك الألمان الذين يدعمون قسماً من العلويين الأوروبيّين الذين لا يقتدون بعلي رضي الله عنه.

إنّ العلويين الذين يعيشون في الأناضول، لا يمكنهم أن يدلوا بأصواتهم لشخصٍ يساند التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الـ (PKK) سواء كان هؤلاء العلويون من أصولٍ تركية أو كردية. فأبناء الجمهورية التركية التي بناها "مصطفى كمال أتاتورك" لا يمكن أن يصوّتوا لصالح شخصٍ يتعامل مع الإرهابيين الذين يعتدون على مقدّسات الوطن ويقوموا بأعمالٍ إجرامية ضدّ المواطنين الأبراياء.

لن يدلي العلويون بأصواتهم لمن قام بالاعتداء على جنود الوطن وقتل الآلاف من السكّان الأبرياء في القرى. العلويون في تركيا يتمتّعون ببعد النّظر، فلديهم شريحة واسعة من المثقّفين، وهم يدركون ماذا ستفعل قيادة هذا الحزب في حال دخولها البرلمان تحت اسم الحزب. لذلك أنصح صلاح الدّين ديميرطاش والعقول الخفية التي تساند الكيان الموازي، بأن يقرعوا أبواباً غير العلويّين لكي يحصدوا المزيد من الأصوات.

عن الكاتب

نوري أليبول

كاتب في صحيفة تركيا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس