حقي أوجال - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

لم تسنح الفرصة للعثمانيين قط للاعتراض على إنشاء المملكة اليونانية في شبه جزيرة البيلوبونيز عام 1821. كان على السلطان العثماني محمود الثاني إرسال بيان اعتراف (وليس تهنئة) إلى ملك اليونان الجديد أوتو. لم تتمكن الدول التي حاربت الإمبراطورية العثمانية من أجل الاستقلال اليوناني - إنجلترا وفرنسا وروسيا - من الاتفاق على شخص يوناني ليُنصب ملكًا، لذلك كان عليها أن تجد الأمير البافاري أوتو فون ويتلسباخ. استغرق بحثهم عن ملك يوناني ما يقرب من عقد، وأصبح أوتو البافاري أول ملك لليونان في عام 1832، بموجب اتفاقية لندن. حكم حتى خلع في عام 1862.

ارتقى أوتو الابن الثاني للملك لودفيغ من بافاريا، سدة العرش اليوناني الذي أنشئ حديثًا وهو ما يزال قاصرًا. باختصار، كانت إنجلترا تحكم البلاد، بعد كل شيء، كانت أمة أنشأها اللورد بايرون، الشاعر، حرفيا من الشعب المقدوني.

لم يقاتل العثمانيون اليونان قط. بدأ البريطانيون والفرنسيون حروبًا بالوكالة باستخدام الشاب أوتو الفقير ومن حلوا مكانه. خلال الأيام الأخيرة للإمبراطورية، استحوذت الولايات المتحدة على الملكية باليونان لأن الرئيس وودرو ويلسون كان عاشقًا لكل الأشياء اليونانية والأرمينية والكردية. قدم وسائل النقل إلى ما يسمى بالجيش اليوناني لاحتلال الأناضول. عارض الملك الشاب قسطنطين دخول الحرب معارضة تامة، ولا سيما الانضمام إلى جانب الحلفاء لأن عائلته كانت ألمانية وكان صهر القيصر. لكن رئيس الوزراء الطموح إليثيريوس فينيزيلوس كان على يقين من أن الحلفاء سيفوزون في الحرب وأن مشاركة اليونان ستعود بفوائد على "فكرة ميغالي" وخطته ضد بلغاريا وتركيا. خلف جيراننا الفقراء 216.000 ابنًا قتلوا في الأناضول تحت رماد الإمبراطورية العثمانية، التي نهضت منها تركيا الحديثة.

مد مؤسسو تركيا الحديثة، حتى مع استمرار ارتفاع الدخان من تلك الرماد في غرب الأناضول، يد الصداقة إلى ملك اليونان. كانت مغامرة الأناضول نتيجة مباشرة لسياسة فينيزيلوس. وأثره على القومية اليونانية تسمم سياساتهم الداخلية وكذلك العلاقة مع تركيا.

لطالما شابت العلاقات بين اليونان وتركيا الأوهام التي رعاها إرث فكرة ميغالي. وبدلاً من البحث عن حل وسط وحل للمشاكل المشتركة، أهدر الجانب اليوناني طاقته في الاحتفاظ بتلك الأوهام التي مزقها رئيس الوزراء، كرياكوس ميتسوتاكيس، عندما قال أن إعادة فتح آيا صوفيا مسجدا كان خيبة أمل كبيرة لليونان. تنجم خيبة الأمل بشكل عام عن أفكار وتوقعات لا تتوافق مع الواقع.

مثال آخر على إضاعة اليونان وقتها وطاقتها هو جزر بحر إيجه. لم يكن لدى اليونان قط جزر في بحر إيجه كإقليم شرعي لها. الاتفاقات التي اضطر العثمانيون إلى الموافقة عليها عندما كانت القوى العظمى مشغولة في إنشاء اليونان وضعت الجزر العثمانية تحت الحماية الإيطالية. لم تناقش في معاهدة لوزان في عام 1923، وبعد 10 سنوات انتزعت من أيدي تركيا. في ذلك الوقت، كانت تركيا تنفذ سياسة تهدئة تجاه الغرب، لكن فقدان الجزر كان سببًا كبيرًا للغضب (على الرغم من أنه لم يعبر عنه رسميًا قط). هناك ملاحظة تستحق الذكر: ما يثير الغضب هو القول إن أيا صوفيا يجب أن تكون من أملاك اليونان. لم تكن اليونان موجودة (ولا حتى الكلمة!) عندما غزا العثمانيون الإمبراطورية الرومانية الشرقية وعاصمتها. على العكس من ذلك، امتلكها العثمانيون كجزء من أراضيهم لمدة 300 عام على الأقل.

وأخيرًا، فإن البلدين على وشك الاجتماع معًا لمناقشة العديد من القضايا الشائكة التي يبدو أنها تعرقل التحول إلى علاقات أفضل. أيا كان سبب هذا الذوبان غير المسبوق، فإن الاجتماعات يجب أن تكون نقطة بداية جيدة لكلا البلدين.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس