ترك برس

أصدر دار نشر تركي في إسطنبول أوّلُ ترجمةٍ شعرية للمعلّقات السبع إلى اللغة التركية، حيث ترجمها الباحث والمترجِم التركي محمد حقّي صوتشين.

كتابُ صوتشين الذي صدر عن "دار قرميزي كدي"، جاء في 176 صفحة، وتمّ تصميمُ كلِّ صفحة من المعلَّقات باللغة العربية موازية للترجمة التركية.

وضمّت الترجمة تقديماً مطوًّلاً لأدونيس تحت عنوان "قراءة الشعر الجاهلي"، جمعها صوتشين وترجمها من كتاباتٍ متفرّقةٍ للشاعر السوري بموافقة أدونيس.

وحول ذلك يقول صوتشين: "تعبتُ كثيراً على النصوص لأنقل مضامينها إلى اللغة التركية، إلى جانب إبداع الشعرية في النسخة المترجَمة؛ حيث ترجمتُها وفق نظام الأبيات، وخلقِ موسيقى داخلية ووضع قوافٍ سلسة للأبيات الشعرية في اللغة التركية. وقد استفدتُ من شرح الزوزني والنحّاس والأنباري والشيباني لفهم الكلمات والعبارات الغريبة".

وعن دوافعه لترجمة المعلّقات السبع، يوضّحُ أستاذ الأدب العربي في "جامعة غازي" بأنقرة بأنَّ كثيراً من الشعراء الأتراك البارزين كانوا يكتبون له ويحثّونه على ترجمة المعلّقات، بعدما اطّلعوا على ترجماته لابن حزم الأندلسي من الأدب العربي الكلاسيكي، ولأدونيس ومحمود درويش وشعراء عرب آخرين معاصرين، مضيفاً: "كنتُ أُترجم عدداً من الأبيات كلّما أجد وقتاً لذلك. لكن خلال فترة الحجر الصحّي التي فرضها فيروس كورونا المستجدّ، تفرّغتُ للترجمة ورحتُ أعمل ليلاً ونهاراً لإكمالها".

ويشير صوتشين في حوار أجراه مع صحيفة "العربي الجديد" إلى أنّ الترجمةَ حقّقت، بعد صدورها، إقبالاً جيّداً من قرّاء التركية، وكذلك مِن الكتّاب والشعراء والمثقّفين في تركيا، معلّقاً: "هذا أمر يُسعدني، لأنّ الترجمة تُعرّف بنصٍّ عربي عريق لقارئ اللغة التركية. أتمنّى أن يكون نصّاً يُضاهي إلياذة هوميروس في تركيا من حيث المعرفة والقراءة".

وشدد الأكاديمي التركي على أنه يتلقّ "أي تمويل من جهة عربية ولا تركية. قمت بكل ترجماتي إلى حدّ الآن كعمل تطوُّعي للتعريف بالأدب والثقافة العربيَّين في تركيا".

ومؤخراً، استضافت قناة الجزيرة القطرية، الأكاديمي التركي في حلقة خاصة ناقشت فعاليات واستراتيجيات ومشاكل الترجمة في اللغتين العربية والتركية.

https://www.youtube.com/watch?v=flSZhVwQqwQ&ab_channel=AljazeeraMediaLib...

يُذكَر أنَّ محمد حقي صوتشين من مواليد مدينة إغدير في تركيا عام 1970، تخرّج من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة أنقرة سنة 1993، وحصل على الماجستير والدكتوراه سنة 2004 من "جامعة غازي" في أنقرة، حيث يعمل اليوم أستاذاً في قسم اللغة العربية.

أصدر صوتشين عدداً من المؤلّفات باللغة التركية؛ من بينها: "ترجمة الأخبار بين اللغتين العربية والتركية"، و"الكينونة في لغة أخرى: التكافؤ في الترجمة بين اللغتين العربية والتركية"، و"اللغة العربية بطريقة فعّالة"، و"الترجمة إلى اللغة العربية بالأمس واليوم".

كما ترجم أكثر من عشرين عملاً إلى اللغة التركية من الأدب العربي القديم والمعاصر؛ لكتّاب وشعراء مثل: ابن حزم الأندلسي، ويحيى حقّي، ومحمود درويش، ونزار قباني، وأدونيس، ونوري الجرّاح، ومحمد بنّيس. ومن بين ترجماته الأخيرة التي صدرت هذا العام: "كزهر اللوز أو أبعد" لمحمود درويش، و"هذا هو اسمي" لأدونيس، وفي 2019: "قارب إلى لسبوس" لنوري الجرّاح، و"طوق الحمامة في الألفة والألاف" لابن حزم الأندلسي. وتصدر له قريباً عن دار قرمزي كيدي ترجمة "جولة بين حانات البحر المتوسط" لعلي الدوعاجي.

وكان محمد حقي صوتشين، من أعضاء هيئة التحكيم للجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر العربية" في دورتها لعام 2014 .

ويضم المعلقات السبع للشعراء امرئ القيس، طرفة بن العبد، عنترة بن شدّاد، زهير بن أبي سلمى، لبيد بن ربيعة العامري، عمرو بن كلثوم، والحارث بن حلّزة. 

جدير بالذكر أن المعلّقات السبع وصلت إلى اللغة التركية عام 1943؛ حين أنجز محمد شرف الدين يالتقايا (1879 - 1947)، ثاني رئيس لمنظّمة الشؤون الدينية في أنقرة، ترجمةً نثرية لها، لكنّها كانت أقرب إلى ترجمةٍ لشروح الحسين بن أحمد الزوزني (القرن الخامس الهجري) للمعلّقات، منها إلى ترجمةٍ للقصائد الشعرية نفسها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!