ترك برس

قررت وزارة الثقافة والسياحة تطبيق نظام الكتاب المسجل صوتيا في المكتبات العامة بكافة الولايات التركية، بهدف تسهيل وصول الكفيفين إلى عالم الكتب المنوع ولتعريفهم بخدمات المكتبة دون عوائق.

كانت مكتبة "تكلي أوغلو" العامة في منطقة مراد باشا التابعة لولاية أنطاليا، أول مكتبة تطبق هذا النظام، حيث يرتادها 600 كفيفا لاحتوائها على منطقة خاصة بالكفيفين، كما تقدم خدماتها على مدى 24 ساعة، فهي تحتوي أكثر من 60 ألف كتاب وعضوية لأكثر من 20 ألف شخص.

صرح أحمد مصباح دميرجان، نائب وزير الثقافة والسياحة، بأن الهدف من تطبيق هذا النظام هو تلبية حاجة المواطنين الكفيفين ليتمكنوا من الاستفادة من المكتبات وسهولة الوصول للمعلومات وزيادة معدل القراءة، وقال: "لا يمكن لمعظم مدننا الصغيرة الوصول إلى الكتب والمعرفة، ونحن نريد الحفاظ على مناطقنا، لذلك سنعمل على تطبيق نظام الكتب الصوتية في جميع المكتبات العامة في جميع أنحاء تركيا، لأننا نهتم بالفئات المحرومة، الذي تم تطبيقه بمكتبة تكلي أوغلو العامة في أنطاليا".

ينقل نظام الكتاب الصوتي الكفيف إلى عالم الأدب من خلال جلسة استماع، كما يرسل قوائم الكتب الصوتية إلى البيئة الرقمية، مما يتيح وصولها إلى جميع الكفيفين واختيار ما يناسبهم عبر النظام الرقمي. سُجّلت الكتب صوتيا من قبل 30 قارئا متطوعا، يقومون بالقراءة في غرفة معزولة (استوديو) في مكتبة تكلي أوغلو، كما يوجد استوديو في جميع المكتبات العامة الإقليمية تتاح فيه الفرصة لقراءة جميع الكتب الصوتية لجميع الكفيفين عبر الوسائط الرقمية.

يستغرق تسجيل كتاب من 400 صفحة مدة ثلاثة أشهر، حيث يقضي 30 متطوعا ساعات طويلة بالتسجيل، لمساعدة الكفيفين على الوصول إلى محتوى الكتب بالاستماع إليها، وينتظر 300 شخصا قبول تطوعهم، وقد تم تسجيل 300 كتاب حتى اليوم، كما تم تقييم قراءات المتطوعين من قبل أربعة موظفين قبل اعتمادها، اثنان منهم من الكفيفين وفقا لمعايير التركيز والنغمة الصوتية وسرعة القراءة.

أعرب إسماعيل صابنجي، الكفيف البالغ من العمر 38 عاما، عن سعادته لإتاحة الفرصة له للاستماع إلى الكتب، وقال: "ما لم يُقرأ لنا الكتاب لا نستطيع الاطلاع عليه. يهمني جدا الاستماع إلى الكتب الصوتية، وأشكر قراءنا المتطوعين وأقدرهم على ما قدموه لنا، وأنتظر بحماسة الكتاب الصوتي الذي أرغب بسماعه، وأستمع إلى الكتاب ذي 400 صفحة بثلاثة أيام والذي تم تسجيله خلال ثلاثة أشهر".

أشارت القارئة المتطوعة مليس شاهين، البالغة من العمر 33 عاما، إلى استمتاعها بقراءة الكتب لتسجيلها صوتيا، وقالت: "سجلت كتبا عن الحيوانات والأطفال، وأقضي وقت فراغي بالتسجيل، وأشعر بشعور جميل لمساعدتي الكفيفين على العيش في عالم الكتب والمعرفة. لا يكفي أن أقرأ فقط في المكتبة لنفسي بل أحيانا أسجل بالساعات. إنه ليس عملا متعبا بل ممتعا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!