ترك برس

اكتشف عضو هيئة التدريس في قسم أمراض حساسية ومناعة الأطفال في كلية الطب بجامعة مرمرة الدكتور أحمد أوغوزهان أوزن، علاجا ناجحا بنسبة 100% لمرض "متلازمة تشابل"، المتسبب بأعراض مميتة في عمر الطفولة، تداولت الحديث عنه الصحف العالمية بعد أن جذب اهتماما كبيرا في عالم الطب.

تعد متلازمة تشابل، من الأمراض النادرة التي لم يكن لها علاج، وهو نوع من أمراض المناعة الوراثية التي تظهر أعراضه في مرحلة الطفولة المبكرة مثل آلام البطن والإسهال والقيء وفقدان الشهية، يحدث في بدايته تسرب البروتين من الأمعاء، مما يفتح طريقا لموت الأطفال، لم يكن له علاج سوى بعض الأدوية القوية الكابتة للمناعة، لأن حدوثه بسبب استهداف الجهاز المناعي للنسيج السليم، مؤديا لالتهاب الأوعية الدموية التي تسبب إعاقة في تدفق الدم إلى الأعضاء والأنسجة، مما يؤدي لتلفها المستمر في بعض الحالات.

حتى أن تشخيص المرض لم يكن ممكنا، إلا أن طبيبا تركيا نجح في إيجاد علاج لذلك، أولا باكتشاف طريقة تشخيصه قبل عدة أعوام ثم باكتشاف علاجا له، فقد تمكن عضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة مرمرة الدكتور أحمد أوغوزهان أوزن، مع فريقه من إيجاد طريقة تشخيص المرض في عام 2017، وجد أيضا اليوم العلاج بعد إجراء العديد من الدراسات والأبحاث والتجارب، باستخدامهم عقارا تم اختباره في بعض أمراض الدم والكلى بخلايا المرضى في الأعوام الأخيرة، كان تأثير هذا العقار ناجحا بنسبة 100%.

صرح الدكتور أوزن، ببيان بتعلق بالعلاج قائلا: "رأينا في تجاربنا الأولى لعقارنا على مدى الأعوام الأخيرة، بأن الأطفال طريحي الفراش في المستشفى استردوا صحتهم وعافيتهم في غضون أيام. كان هذا العلاج ناجحا بدرجة لا تصدق، ويعد إنجازا رائعا باعتباره معجزة من معجزات تقنيات الجينوم، وربما الفرق بينه وبين غيره من العقارات الأخرى أنه يهيأ للأطفال التمتع بصحة جيدة تماما. نستطيع القول بأن عقارنا مفيد جدا وأن علاجنا ناجح للغاية".

عمر صالح بوغرا ألتمير، يبلغ من العمر 15 عامًا، وهو أحد المرضى الذين قضوا معظم حياتهم في المستشفى تقريبا، كما فقد في خلال عامين سبع كيلوغرامات من وزنه بسبب هذا المرض، ووُلد له شقيقان عانيا من نفس المرض أيضا، الذي أدى لوفاة أحد أشقائه بعد معاناة شديدة منه. لكنه تلقى مؤخرًا علاج الدكتور أوزن.

صرحت مؤمنة ألتمير، والدة صالح بوغرا، بأن مسيلات الدم التي استخدمها صالح، تسببت له في نزيف دماغي، إلا أن العلاج بالعقار الجديد غير حياته تماما: "الطفل الذي يمشي ويتحدث اليوم لم يكن قادرا على المشي أو التحدث للتعبير عما يعانيه. لقد كان يفقد صالح كيلو غرامًا من وزنه بين يوم وآخر رغم تقدمه في العمر، وقد أجريت له عملية جراحية في الدماغ عام 2005 بعد معاناته من اضطرابات جسدية، فقد بقي مصابا بالصرع، وهو الآن يستطيع والحمد لله تلبية جميع احتياجاته الخاصة، ولم يعد يعاني من الإسهال والإقياء، حتى أن معدلات دمه لم تعد تنخفض أبدا".

وقد نشرت مجلة "مناعة الطبيعة" (Nature Immunology) التي تعد من أعرق المجلات الطبية الصادرة في بريطانيا، تغطية واسعة ألقت فيها الضوء على نجاح الطبيب التركي في عددها الصادر في شهر كانون الثاني/ يناير 2021.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!