ترك برس

تُهدر المياه بالأطنان عند استهلاكها بلا وعي، وقد دقت أجراس خطر الإهدار في جميع أنحاء العالم بما فيها تركيا، فبالرغم من الانعكاسات السلبية لتغير المناخ العالمي والاحتباس الحراري والجفاف وانخفاض مستوى هطول الأمطار، ما زال استهلاك المياه يتم بلا وعي، وفي هذا الإطار اقترح خبراء أتراك تدابير لحماية الموارد المائية تعد من أهم الخطوات لضمان بقائها في المستقبل.

أصبحت تركيا من ضمن الدول المرشحة لتراجع مخزون المياه فيها، لذلك اتخذت تدابير وأعدت لوائح واقتراحات إرشادية نُشرت في مناسبة يوم المياه العالمي 22 آذار/ مارس، الذي اعتمد من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1993، وتقام فعاليات به في كل عام بموضوع مختلف.

كما أقيمت فعاليات في هذا اليوم بالمديرية العامة للأشغال المائية بمشاركة وزير الزراعة والغابات بكر باكدميرلي، وتنفذ دراسات مكثفة من قبل الوزارة بالتعاون مع المديرية العامة للأشغال المائية، بهدف حماية الموارد المائية وتنميتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

يبلغ عدد سكان تركيا 82 مليون نسمة، ومقدار ما يستهلك الفرد الواحد سنويًا من المياه 1519 مترًا مكعبًا، وفقا لبيانات معهد الإحصاء التركي TÜİK، ويُقدّر أنّ كمية استهلاك الفرد الواحد ستنخفض إلى 1100 متر مكعب عندما يصل التعداد السكاني إلى 100 مليون نسمة بحلول عام 2030، ولذلك ستزداد قيمة المياه في كل عام.

من جهته، صرح الدكتور مريتش ألباي، عميد كلية العلوم المائية في جامعة إسطنبول، بأن تركيا لا تعد من الدول الغنية بالمياه قائلا: "ينبغي على الجميع معرفة ذلك، لقد استخدمنا 112 مليار متر مكعب من المياه، وهذا المقدار قليل نسبيا".

تعاني السدود والبحيرات في تركيا حاليًا من الجفاف، ولذلك يتم بناء سدود تحت الأرض للحيلولة دون نقص المياه، ويوجد 26 سدًا تحت الأرض في تركيا، ومن المخطط أن يصل عددها إلى 150 سدًا بحلول عام 2023.

وذكر مراد داغدفيرن، نائب المدير العام للأشغال المائية أن "المياه الجوفية تعتبر مصدرنا الاحتياطي للمياه، لذلك يتوجب علينا حمايتها بشكل جيد، كما يمكن لمزارعينا الري منها من خلال حفر الآبار".

تستخدم تركيا 75% من المياه في الزراعة، لذلك يقترح الخبراء بأن يتم الري بالتنقيط بدلا من الري بالرش أو الغمر من باب التوفير في الاستهلاك.

وأشار ألباي، إلى أن النفايات الصناعية والكيميائية التي تدخل في مصادر المياه تشكل تهديدا كبيرا، فمن الصعب أن تستعيد البحيرة أو النهر أو البحر نظافتها بعد تلوثها بتلك المخلفات، وقال: "النفايات تضر بصحة الناس وبالنظام البيئي، وتدمر أايضا التنوع البيولوجي، وكما أن تغير المناخ العالمي يتسبب بانخفاض الموارد الطبيعية، فإنّ بعض العوامل التي ينتجها الإنسان تتسبب بزيادة التلوث أيضًا".

تتسبب أيضا المخلفات الصناعية والكيميائية الملقاة في المساحات المائية بتقليل جودة المياه وجعلها غير صالحة للاستعمال، لذلك تفرض وزارة البيئة والتطوير العمراني رقابة على المناطق الصناعية لحماية جودة المياه، فقد تم خلال عمليات التفتيش في العامين الماضيين فرض غرامات بأكثر من 60 مليون ليرة تركية خلال 12 ألفًا و530 عملية تفتيش.

تحدث ألباي أيضًا عن المياه الرمادية التي يقتراح استخدامها بالإضافة الى الطرق التقليدية لتوفير المياه، حيث تعتبر 50_80% من مياه النفايات المنزلية مياهًا رمادية، وقال: "يمكننا الإستفادة من المياه الرمادية بإعادة استخدامها في المراحيض، عن طريق تصميمها بشكل جيد وبناء بنية جديدة، حيث تؤخذ النفايات المنزلية وتعاد إليه".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!