ترك برس

تصدر التحرك التركي الواسع الداعم للقدس والفلسطينيين، ردود الفعل العربية والإسلامية والعالمية الرافضة لاعتداءات إسرائيل المتواصلة على المقدسيين والمصلين في المسجد الأقصى، والعدوان على قطاع غزة.

جاء ذلك وفق تقرير لوكالة الأناضول حول مواقف رسمية وشعبية شملت إلغاء فلسطين احتفالات عيد الفطر حدادا على أرواح شهداء قطاع غزة في القصف الإسرائيلي.

ويأتي هذا الزخم قبيل ساعات من اجتماعين طارئين، الثلاثاء، لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية لبحث الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة في مدينة القدس وقطاع غزة.

ومنذ مساء الإثنين، استشهد 24 فلسطينيا بينهم 9 أطفال، وأصيب 103 آخرين جراء قصف إسرائيلي عنيف على غزة، فيما تم تسجيل 612 إصابة سجلت في المسجد الأقصى ومدينة القدس جراء اعتداءات قوات الاحتلال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

** تحرك تركي واسع

وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدة اتصالات مع عدد من القادة والمسؤولين، منذ الإثنين، أكد خلالها ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وبحث خطوات حشد موقف عربي ودولي ضدها.

وشملت الاتصالات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية.

وقدم الرئيس الفلسطيني خلال الاتصال الهاتفي، "الشكر الجزيل للرئيس أردوغان على مواقف تركيا الداعمة للحقوق الفلسطينية".

فيما قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في سلسلة تغريدات، إن الرئيس نجح في لفت أنظار المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ودول العالم، لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.

وحول أوضاع القدس، أجرى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اتصالات مع نظرائه الفلسطيني رياض المالكي، والإيراني محمد جواد ظريف، والجزائري صبري بوقادوم، والتونسي عثمان الجرندي، والباكستاني شاه محمود قريشي، والروسي سيرغي لافروف.

كما بحث وزير الخارجية التركي خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، الخطوات المزمع اتخاذها لعقد اجتماع لـ"لجنة القدس" الثلاثاء.

وأدان البرلمان التركي، بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، فيما غرد متحدث "حزب العدالة والتنمية" عمر جليك، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العنف الإسرائيلي المتصاعد.

فيما استنكرت الجالية المصرية بتركيا "الهجمات الصهيونية الشرسة ومحاولات اقتحام المسجد الأقصى"، مؤكدة في بيان، أن "القضية الفلسطينية والقدس عقيدة وقضية المسلمين الأولى مهما مرت الأعوام".

** حداد بفلسطين

فلسطينيا، قرر الرئيس الفلسطيني، تنكيس الأعلام، وإلغاء احتفالات عيد الفطر، حدادا على أرواح شهداء القصف الإسرائيلي.

وطالب الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، في تصريح للأناضول، الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي.

كما بحث، إسماعيل هنية، خلال اتصال هاتفي أجراه مع وزير خارجية إيران، التطورات الميدانية في مدينة القدس وقطاع غزة.

فيما خرجت احتجاجات بمناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة رفضا للاعتداءات الإسرائيلية على القدس والأقصى والعدوان الوحشي على قطاع غزة.

** عربيا

عربيا، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، خلال اتصال مع الرئيس الفلسطيني، موقف ليبيا الثابت تجاه القضية الفلسطينية ودعهما اللامحدود لها، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).

بدوره، استنكر المجلس الأعلى للدولة الليبي، عبر بيان، اعتداءات الاحتلال في القدس وغزة والأراضي المحتلة بشكل عام، معربا عن تضامنه مع نضال الشعب الفلسطيني.

وفي القاهرة، أدانت وزارة الخارجية المصرية، عبر بيان، "بشدة" اقتحام قوات إسرائيلية للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين داخله، وطالبت إسرائيل بـ"ضرورة تحمل مسؤوليتها إزاء هذه التطورات المتسارعة والخطيرة، والتي تُنبئ بمزيد من الاحتقان والتصعيد الذي لا يُحمد عُقباه".

فيما أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده تبذل جهودا لوضع حد سريع للتطورات بالقدس، مشيرا إلى "التحركات العربية والإعداد للاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية الثلاثاء"، وفق بيان للخارجية المصرية.

من جانب آخر، حيا شيخ الأزهر أحمد الطيب، في تغريدة، الشعب الفلسطيني، داعيا له بالنصر والحفظ في مواجهة "الإرهاب الصهيوني الغاشم".

وفي الدوحة، أعربت الخارجية القطرية، في بيان، عن إدانتها "بأشد العبارات" اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.

وفي عمان، قالت الخارجية الأردنية في بيان، إن اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين "انتهاك صارخ ومرفوض"، وطالبت الوزارة بإخراج الشرطة الإسرائيلية فورا من المسجد الأقصى، والسماح للمصلين بأداء شعائرهم الدينية.

وفي الكويت، أعربت الخارجية الكويتية في بيان، عن "إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لاستمرار إسرائيل في بناء المستوطنات وما تمارسه من عمليات تهجير وإخلاء في القدس الشرقية، ولاسيما في الشيخ جراح".

وفي الرياض، عبرت الخارجية السعودية، عبر بيان، عن "رفض المملكة خطط وإجراءات إسرائيل من أجل إخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها".

كما نددت الإمارات - التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل مؤخرا - "بشدة" بالاشتباكات وعمليات الإخلاء المحتملة، في بيان لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية خليفة المرر، وحثت السلطات الإسرائيلية على "خفض التصعيد".

وأعربت وزارة خارجية البحرين - التي وقعت أيضا اتفاقا لتطبيع مؤخرًا - عن "استنكارها الشديد لاعتداء القوات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى، ودعت، عبر بيان الحكومة الإسرائيلية إلى "وقف هذه الاستفزازات المرفوضة ضد أبناء القدس، والعمل على منع قواتها من التعرض للمصلين في هذا الشهر الفضيل".

وفي اليمن، دعا مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان)، في بيان، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات لوقف العدوان الإسرائيلي على القدس.

فيما أدانت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، في تغريدة "اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى"، مشيرة إلى وجود "صمت دولي مخجل ومؤسف".

وفي نواكشوط، دعت "هيئة العلماء الموريتانيين" (غير حكومية) الأمة الإسلامية، في بيان، إلى نصرة فلسطين وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها.

فيما قالت هيئة "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني في موريتانيا" (غير حكومية) إنه "يجب على أمة الإسلام أن توجه ضربة قوية للكيان عبر إفشال مخططاته في كل المحافل والتضييق عليه إقليميا ودوليا".

وفي تونس، غرد رئيس البرلمان راشد الغنوشي، متضامنا مع الأقصى، وداعيا لأهل القدس وفلسطين وغزة بالحفظ، والنصر على الاحتلال.

فيما خرجت مسيرات احتجاجية منددة بالاعتداءات الإسرائيلية على القدس والأقصى وغزة بالعاصمة اللبنانية بيروت ومدينتي صيدا (جنوب) وطرابلس (شمال)، وأمام مبنى البرلمان بالعاصمة المغربية الرباط.

وقالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان، إن "إن غطرسة العدو الصهيوني وممارساته الوحشية (..) لن يردعها إلا موقف عربي إسلامي صارم (..) من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحكومات الدول يصحبه وقف محاولات التطبيع الجارية ؛ وطرد السفراء من العواصم العربية".

** ردود عالمية

عالميا، قالت متحدثة البيت الأبيض، جين بساكي في مؤتمر صحفي، إن مستشار الأمن القومي جاك سوليفان "كرر المخاوف بشأن احتمال إجلاء عائلات فلسطينية من منازلهم"، وأدان الهجمات الصاروخية من قطاع غزة تجاه إسرائيل.

وفي هذا الصدد، قالت عضو الكونغرس الأمريكي، إلهان عمر، عبر تويتر، إن "الضربات الجوية الإسرائيلية التي تقتل المدنيين في غزة هي عمل إرهابي"، مضيفة: "الفلسطينيون يستحقون الحماية".

فيما غرد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، قائلا: "يحب وقف العنف المستمر في القدس وغزة".

ودعا الناطق باسم الحكومة الألمانية، ستيفن سيبرت، إلى وقف التصعيد، وحث الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على ممارسة الحكمة وضبط النفس.

فيما دعا متحدث وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونينج ، إلى الهدوء وضبط النفس وتجنب الاشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال وزير الخارجية والدفاع الأيرلندي، سيمون كوفيني، عبر حسابه على تويتر، إن "الرد الوحشي لأجهزة الأمن الإسرائيلية على الاحتجاجات في (المسجد) الأقصى أمر غير مقبول".

بينما قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة إن "النظام الإسرائيلي (..) تمادى ليعتدي على المصلين الأبرياء في ثالث الحرمين بالنسبة للمسلمين وفي أقدس أيامهم".

فيما دعا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل، الإسرائيليين والفلسطينيين لاحترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس.

كما حذر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن تقود التطورات الأخيرة في مدينة القدس الشرقية إلى "تصعيد خطير"، وفق مؤتمر صحفي لمتحدثه، ستيفان دوجاريك.

وطالبت لجنة التضامن الفلسطينية السريلانكية (غير حكومية) حكومة البلاد بإدانة الأعمال الوحشية التي تمارسها إسرائيل في فلسطين.

ومنذ بداية شهر رمضان في 13 إبريل/نيسان الماضي، تشهد القدس اعتداءات متصاعدة من جانب الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة بمحيط المسجد الأقصى ومنطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح"؛ ما أسفر عن إصابة مئات الفلسطينيين، واعتقال العشرات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!