سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

هل يا تُرى ما يجري الآن من وقائع ميدانية يدلّ على بداية انهيار النّظام الأسدي في سوريا؟

بعض التّطوّرات الميدانية الأخيرة، أثارت في أذهان الذين يترقّبون المسألة السورية عن كثب هذا السؤال.

وعلى الرّغم من أنّه لا يوجد حتّى الآن جواب نهائي لهذا السؤال، إلّا أنّنا عندما ننظر إلى الوقائع الميدانية والصّراعات العسكرية، باستطاعتنا القول إنّ مستقبل الأسد دخل في مرحلةٍ حرجة جداً. وأهمّ هذه الأحداث والتّطوّرات هو تعاظم قوّة عناصر جبهة النّصرة وسيطرة جيش الفتح الذي تشكّل مؤخراً على محافظة إدلب ومنطقة جسر الشّغور في شمال البلاد. وهذين الحدثين دليل واضح على خسارة الأسد عسكرياً.

هناك حدث آخر يعتبر أيضاً بمثابة تهديد خطير لمستقبل الأسد في سوريا، وهو أنّ هناك تصدّعات كبيرة داخل الجهاز الاستخباراتي الذي يُعدّ العمود الفقري لنظام الأسد. فبحسب ما نشرته صحيفة (Daily Telegraph) البريطانية فإنّ النّظام الأسدي قام باعتقال رئيس جهاز الاستخبارات "علي مملوك" بحجّة تعامله مع أجهزة الاستخبارات التركية. وقد قام بعض الخبراء بتحليل هذا الحدث على أنّه بداية انفكاك النّظام الأسدي من الدّاخل.

استراتيجية جديدة

هناك أقاويل بأنّ الخسارات المتتالية لقوات النّظام الأسدي على عدّة جبهات، أجبرت قيادة النّظام على نقل المراكز الحساسة للدّولة من العاصمة دمشق إلى مدينة اللاذقية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط والتي تعتبر مسقط رأس بشار الأسد. وهذه الأقاويل تبقى مجرّد ادّعاءات حتّى الآن، إلّا أنّ هذه الأقاويل تُعدّ مؤشّراً على مدى التّهديد الذي يحيط بالأسد من كلّ جانب.

وبالتّزامن مع التّمدّد العسكري لقوات المعارضة على عدّة جبهات، فإنّ لهذا التّمدّد أبعاد سياسية أيضاً. فمن الواضح أنّ الاتفاق الثلاثي الذي جرى بين تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية بخصوص رفع مستوى الدّعم العسكري للمعارضة السورية، انعكس بشكل إيجابي على مجريات الأحداث في ميادين القتال. وبحسب تصريحات المعارضة السورية، فإنّ تركيا وقطر والسّعودية قامت بدعم جيش الفتح عسكريا ولوجستياً، حيث قدّمت هذه الدّول المعدّات القتالية والخطط العسكرية لعناصر هذا الجيش الحديث.

وعلى الرّغم من التزام القيادة التركية الصّمت حيال هذه الادعاءات، إلّا أنّه بات من الواضح للعيان آثار هذا الاتفاق الثلاثي على أرض الواقع في سوريا. وإنّ بذور هذه الاتفاقية تعود إلى الزّيارة التي قام بها الرّئيس التركي رجب طيب أردوغان في شهر آذار/ مارس الماضي  إلى العاصمة السعودية ولقائه بالعاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

وعلى غرار أنقرة، فإنّ كل من الدّوحة والرّياض ترغبان في إنهاء حكم بشار الأسد في سوريا وتقومان بتقديم كافّة أنواع الدّعم العسكري والمادّي للمعارضة السورية.

إنّ هذه الاتفاقية الثلاثية تّعدّ بمثابة الاستراتيجية الجديدة للحكومة التركية حيال القضية السورية. وإنّ هذا الدّعم الثلاثي للمعارضة السورية، يؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك بأنّ القيادة التركية وضعت نصب عينيها مسألة التّدخل في القضية السورية بشكل فعّال أكثر ممّا كانت عليه في السّابق.

إشارات استفهام

إلى متى سيستمرّ الدّعم التركي للمعارضة السورية؟

هل هناك احتمال وقوع الأسلحة المقدّمة للمعارضة المعتدلة بيد الجماعات المتطرّفة؟

وهل تؤيّد الولايات المتحدة الأمريكية التّحالف الثلاثي بين تركيا وقطر والسعودية؟

وماذا سيكون موقف كلّ من روسيا وإيران حيال هذا التّحالف؟

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس