الأناضول

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية بدأ مع مجموعات صغيرة، مضيفًا: "تم إنشاء البنية التحتية وإعداد التجهيزات اللازمة، وبات المدربون الأتراك والأمريكيون جاهزون لتولي مهامهم، وتجري عملية اختيار المشاركين في برنامج التدريب من قبل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، مصطفى أكنجي بعد لقاء ثنائي وآخر بين الوفود، في العاصمة القبرصية نيقوسيا، حيث ذكر جاويش أوغلو أن تركيا والولايات المتحدة يتولون سويًا تلك العملية بشكل كامل، مضيفًا: "نتخذ القرارات ونسير سويًا، وجميع القرارات التي تخص برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية حتى اليوم تم اتخاذها بشكل مشترك وسيتواصل الأمر كذلك مستقبلًا".

وأفاد جاويش أوغلو أن المسؤولين الأتراك والأمريكيين تباحثوا بشأن المكان الذي سيدخل منه المشاركون في البرنامج إلى سوريا، والإجراءات الأمنية التي ستتخذ، إضافة إلى الدعم الذي سيتم توفيره لهم، والتدابير التي ستُأخذ من أجل حمايتهم من الضربات الجوية.

يشار إلى أنه اتفاقية "تدريب وتجهيز"، لتدريب وإعداد عناصر من المعارضة السورية، وقعت بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، في 19 فبراير/ شباط الماضي، في مقر وزارة الخارجية التركية بأنقرة، حيث وقّع عن الطرف التركي، مستشار وزارة الخارجية "فريدون سينيرلي أوغلو"، بينما وقع عن الطرف الأمريكي، سفير الولايات المتحدة في أنقرة، "جون باس".

وفي الشأن القبرصي، أعرب الوزير التركي عن سرور بلاده الكبير باستئناف المفاوضات بين الجانبين التركي والرومي من قبرص التي توقفت العام الماضي، مبديًا رغبة بلاده الاستمرار بالمفاوضات المتواصلة بشكل يفضي إلى نتائج، وذلك في إطار الإعلان المشترك الصادر في 11 شباط/ فبراير عام 2014، والمبادرات التي تم التواصل إليها إلى يومنا.

وأشار جاويش أوغلو إلى إمكانية التوصل إلى حل وسلام دائم في الجزيرة خلال العام الحالي في حال أبدى كلا الطرفين تصميمًا على ذلك، مبديًا دعم بلاده لقرار لقاء الزعيمين القبرصيين مرتين شهريًا والوفود المفاوضة لأكثر من ذلك.

ولفت جاويش أوغلو إلى أن التوصل إلى حل في قبرص يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية وليس تركيا واليونان فقط، قائلًا: "إن التوصل إلى حل هنا سيعود بالفائدة على الجميع، حيث ستصبح قبرص جزيرة سلام وتنمية وازدهار، ويستفيذ سكانها جميعًا بذلك".

من جانبه، أعرب رئيس جمهورية شمال قبرص التركي عن سروره بلقاء جاويش أوغلو، مبينًا أنهم واصلوا المحادثات المفيدة والقيمة التي بدأوها خلال زيارته للعاصمة التركية أنقرة، منوهًا إلى أنهم قيموا مرحلة المفاوضات خلال اللقاء.

وشكر أكنجي جاويش أوغلو للدعم الذي قدمه لشمال قبرص خلال مرحلة المفاوضات، مضيفًا أن اللقاء الثاني الذي سيجمعه مع زعيم قبرص الرومية "نيكوس أناستاسيادس" في إطار المفاوضات سيكون يوم الخميس المقبل.

وقد استؤنفت في 15 أيّار/مايو الجاري، المفاوضات القبرصية، برعاية الأمم المتحدة، بين أكنجي وزعيم قبرص الرومية، نيكوس أناستاسيادس، في المنطقة الفاصلة بين شطري الجزيرة، وعُقد اللقاء في مكتب بعثة النوايا الحسنة التابع للأمم المتحدة، بضيافة "إسبن بارث إيدي" المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون قبرص.

وكان زعيم القبارصة الأتراك السابق، درويش أر أوغلو، ونظيره الجنوبي، نيكوس أناستاسياديس، قد تبنيا في (11) شباط/ فبراير 2014 "إعلانًا مشتركًا"، يمهّد لاستئناف المفاوضات، التي تدعمها الأمم المتحدة لتسوية الأزمة القبرصية، بعد توقف الجولة الأخيرة في آذار/ مارس (2011)، عقب الإخفاق في الاتفاق بشأن قضايا، مثل تقاسم السلطة، وحقوق الممتلكات، والأراضي.

تجدر الإشارة إلى أن جزيرة قبرص تعاني من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ عام 1974، وفي عام 2004 رفض القبارصة الروم خطة الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!