الأناضول 

أكد "محمد علي شاهين" نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، احترامهم الكامل للرئيس الجديد الذي سيخلف رئيس الحالي "رجب طيب أردوغان" الذي سيتسلم مهام منصبه رسميا كرئيس للجمهورية التركية، في الـ28 من الشهر الجاري أب/أغسطس، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تركيا يوم الأحد الماضي 10 من الشهر ذاته.

جاء ذلك في التصريحات الصحفية التي أدلى بها "شاهين"، على هامش مشاركته في إحدى المناسبات بولاية "قارابوك" شمالي تركيا، أمس السبت، والتي أجاب فيها على أسئلة الصحفيين حول مستقبل الحزب، وابرز الأسماء المرشحة لخلافة أردوغان بعد تركه الحزب لتولي الرئاسة.

وتابع "شاهين" قائلا: "هذا المنصب سيتولاه صديق لنا، وأيا كان هو سيكون له احترامه كرئيس للحزب بأكلمه، ولأنه سيتولى في الوقت ذاته رئاسة الوزراء، سيكون رئيس وزراءنا، ولا توجد لدينا أي مشكلة في هذا الأمر".  

وأضاف "المشاورات جارية الآن داخل الحزب من أجل تسمية رئيس الحزب والحكومة، فأنت تعلمون أن الحزب الحاكم لا يمكن أن يبقى بدون رئيس"، مضيفا "واحتمال كبير أن ينعقد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب الخميس المقبل لتسميته".

وذكر أن رئيس الوزراء "أردوغان" سيحلف اليمين الدستورية في الـ28 من الشهر الجاري، "وبالتالي سيحصل على لقب رئيس البلاد رسميا، لتسقط بذلك رئاسته للحزب والوزراء معا"، لافتا إلى أن نتائج المشاورات الجارية "سيتم تقييمها تحت رئاسة رئيس حزبنا وحكومتنا ورئيس الدولة - في إشارة إلى أردوغان".   

وفي رد منه على سؤال حول المزاعم التي انتشرت مؤخرا حول وجود حالة من الاستياء لدى أعضاء "العدالة والتنمية" بعد تردد اسم وزير الخارجية "أحمد داود أوغلو" بقوة كمرشح لرئاسة الحزب والحكومة، قال "شاهين": "رئيس العدالة والتنمية سيكون رئيسا للوزراء في الوقت ذاته. والرئيس التركي الحالي عبد الله غل إذا عاد إلى حزبنا بعد انتهاء مدته لا يمكنه أن يكون رئيسا للوزراء، وذلك لأنه ليس نائبا بالبرلمان. وبالتالي لا يوجد داخل حزبنا أي استياء على الإطلاق". 

وتابع قائلا: "حينما تأسس حزبنا في الـ14 أب/أغسطس من العام 2001 وضعنا برنامجا عاما للحزب، نطبقه من خلال برامج الحكومة على مدار 12 عاما مضت"، مضيفا "لقد قدمنا لتركيا خدمات مهمة للغاية، والمهم في الأمر هو أننا ننفذ الوعود التي نقطعها على أنفسنا أمام الشعب، ولا توجد أي اهمية على الإطلاق لمسألة من رئيس الحزب ، ومن رئيس الحكومة، فجميعنا نعمل داخل الحزب من أجل خدمة الشعب كل في منصبه".

وأضاف: "والرئيس غل كان أحد 3 أسسوا الحزب، ومؤمن بهذه الأفكار جيدا، لذلك إذا عاد إلى الحزب، سيعود بنفس الأفكار".

وفي رد منه على سؤال حول ما إذا كان هناك تعديلا وزاريا محتملا في الحكومة بعد تعيين رئيس جديد لها، قال "شاهين": "لنختار أولاً رئيساً لحزبنا، ثم تأتي الخطوات اللاحقة التي ستتضح فيما بعد".

وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت هناك تعديلات دستورية مرتقبة قال "شاهين": "منذ زمن ولدينا أفكارا تتعلق بتغيير دستور العام 1982، فلقد أكدنا أكثر من مرة أنه ينبغي تقديم دستور جديد للشعب، لكن مع الأسف عقب عامين من العمل على إجراء التعديلات الدستورية عجزت لجنة التوافق على الدستور بالبرلمان عن تقديم دستور جديد، لكننا لن نتراجع عن أهدافنا على الإطلاق".

وأوضح أن مسألة التعديلات الدستورية "ستكون إحدى أهم الوعود التي سنعد بها شعبنا في حملاتنا الانتخابية التي سنجريها استعدادا للانتخابات النيابية في العام 2015"، مشيرا إلى "أن الدستور الجديد سيكون بالتوافق، فنحن نؤمن بأن البلاد بحاجة إلى دستور يمكنه حل مشاكل البلاد، ويهتم بحقوق الإنسان والحريات، ويجعل من تركيا دولة أكثر عصرية".

وفي شأن آخر ناشد "شاهين" الصحافة التركية عدم التعويل كثيرا على الأنباء التي تنشرها مجلة "دير شبيغل" الألمانية بحق تركيا عامة، وحزب "العدالة والتنمية"، ورئيسه "أردوغان" خاصة، وذلك في رد منه على سؤال متعلق بخبر نشرته تلك المجلة حول قيام الاستخبارات الألمانية (بي إن دي) بالتجسس على تركيا شريك حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأوضح أن المجلة المذكورة، دأبت على كتابة أخبار مختلقة لا أساس لها بشأن تركيا، مضيفا "لذلك علينا أن نكون حذرين لدى تناول أية أخبار من هذا النوع".  

وتابع قائلا: "لكن مع هذا على الحكومة أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد، وعلى ما أظن أن وزارة خارجيتنا وحكومتنا سيتقصون المزاعم التي نشرتها المجلة الألمانية، وهذا أمر ضروري في مثل هذه المواقف".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!