ترك برس

دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية كبيرة الليلة الماضية إلى الأراضي السورية عبر معبري تل أبيض وباب السلامة، وذلك تزامناً مع الحديث عن عملية عسكرية وشيكة ستنفذها أنقرة في الشمال السوري، لتأسيس منطقة آمنة بعمق 30 كيلو متر عن حدودها باتجاه الجنوب.

وذكر قائد عسكري في الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية، إن "تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للجيش التركي دخلت مساء الأربعاء من معبر باب السلامة الحدودي في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي".

وأوضح أن هذه القوات "توجهت إلى القواعد التركية، كما دخل رتل آخر من معبر تل أبيض بريف الرقة الشمالي، واتجه إلى مناطق جنوب تل أبيض"، بحسب ما نقله تقرير لـ "الجزيرة نت."

وأفاد سكان محليون في مناطق ريف تل أبيض الغربي بأن الجيش التركي وفصائل المعارضة أطلقوا عشرات القذائف على عدة قرى غرب تل أبيض الخاضعة لسيطرة ما يعرف بـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

بدوره، قال طبيب في مستشفى تل أبيض "قتل 4 أشخاص وأصيب 7 آخرون، بينهم اثنان في حالة حرجة، وتم تحويل أحد المصابين إلى المشافي التركية".

وأشارت "قسد" في بيان لها إلى تكثيف الجيش التركي من قصفه لمواقعها.

من جهته، حذر مظلوم عبدي القائد العام لـ "قسد" التي يشكل تنظيم "واي بي جي" الإرهابي عمودها الفقري، من تبعات أي هجوم جديد للجيش التركي.

وأعرب عبدي في تغريدة له على تويتر، الخميس، عن قلقهم من هجوم تركي محتمل على مناطق سيطرتهم، زاعماً أن ذلك يشكل خطراً على الشمال السوري، بحسب تعبيره.

وعقب أيام من تأكيده على عزم بلاده استكمال إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء إن أنقرة تخطط لتطهير تل رفعت ومنبج في سوريا من الإرهابيين.

وفي تصريحات أدلى بها خلال استضافته على طاولة الاجتماع الصباحي لمحرري وكالة الأناضول، الاثنين، شدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، على أنّ من واجب الدولة القضاء على كافة التهديدات الإرهابية التي تهدد أمنها.

وقال تشاووش أوغلو: "واجبنا إزالة التهديدات الإرهابية في الداخل والخارج، وفي سوريا أيضا، وأينما وجدت".

بدوره، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الثلاثاء، إنّ بلاده لن تقبل بوجود إرهابيين على حدودها الجنوبية (شمال سوريا)، وإنها مستعدة لأي مهمة بهذا الخصوص.

جاء ذلك في تصريحات للصحفيين، بعد لقائه وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد بن أحمد البواردي، ورئيس البلاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على هامش زيارته الرسمية إلى الإمارات.

وأكد أكار أن القوات المسلحة التركية بجنودها ومركباتها وأسلحتها وتجهيزاتها وبالمعنويات العالية وخبرتها مستعدة لأي مهمة تكلف بها ضد الإرهابيين.

وتطرق أكار إلى تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان وبيان مجلس الأمن القومي التركي حول احتمال تنفيذ عملية عسكرية في الشمال السوري ضد التنظيمات الإرهابية.

وقال إن القوات المسلحة التركية نفذت منذ عام 2016 عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام ودرع السلام شمال سوريا، مؤكدا أن الهدف الوحيد منها هو تعزيز أمن الحدود والأراضي التركية.

وجدد وزير الدفاع تأكيده على عدم السماح بإنشاء "ممر إرهابي" في الشمال السوري، واصفاً ذلك بـ "المبادرات الخطيرة للغاية" بالنسبة لتركيا.

وفي السياق، شدد الوزير التركي على عدم وجود أي فرق بين تنظيمي "بي كي كي" الإرهابي وذراعه السوري "واي بي جي"، مبيناً أن أنقرة تنتظر من الجميع أن يدركوا ذلك.

وتابع: "لا نقبل بأي شكل من الأشكال تواجد الإرهابيين شمالي سوريا وجنوبي بلادنا، وسنواصل كفاحنا ضد الإرهاب بغض النظر عن الجهات التي تقف خلف الإرهابيين".

كما أكد أكار على احترام تركيا وحدة وسيادة أراضي دول الجوار وفي مقدمتها سوريا والعراق، مبيناً أن العمليات العسكرية التركية هدفها الوحيد هو الإرهابيين.

وفي رده على سؤال حول توقيت العملية المتوقعة شمالي سوريا، قال إن القوات التركية بكوادرها البشرية والعسكرية جاهزة لتنفيذ كافة أنواع الأوامر التي تتلقاها، و"تملك الحزم والعزم والقدرة الكافية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!