ترك برس-الأناضول

العودة إلى الديار، حلمٌ يتوق إلى تحقيقه المهجرون من أهالي مدينة منبج في محافظة حلب شمال سوريا، بعد التحرير المرتقب.

وكان أهالي منبج قد نزحوا من ديارهم عقب سيطرة مسلحي تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي على المدينة قبل ست سنوات.

عشرات الآلاف من المدنيين أجبرهم إرهابيو "واي بي جي/ بي كي كي"، على ترك بيوتهم والنزوح إلى مناطق قريبة من الحدود التركية.

وكان إرهابيو التنظيم قد احتلّوا منبج بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، تحت ذريعة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.

ويعمد "واي بي جي/ بي كي كي" على دفع الأهالي إلى الهجرة من خلال ممارسات تضغط عليهم، مثل التجنيد الإجباري للشباب والزج بهم في معارك عبثية.

منذ سنوات، اضطر مهجّرو منبج إلى استبدال منازلهم بخيام مؤقتة أقاموها بوسائل بدائية وبسيطة، حول منطقتي الباب وجرابلس على الحدود السورية مع تركيا.

عبد الله شلاش، زعيم عشيرة بني سعيد، أفاد لوكالة الأناضول، أنهم مستعدون للقيام بما ينبغي من أجل تحرير مناطقهم من الإرهابيين، مؤكداً دعم المساعي التركية لذلك.

وأضاف شلاش: "نريد تحرير المدينة في أسرع وقتٍ ممكن، لقد تم تهجيرنا لسنواتٍ عديدة، نؤيّد مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل تطهير منبج وتل رفعت من إرهابيي واي بي جي/ بي كي كي".

وكشف شلاش أن التنظيم يحتجز الشبّان العرب بذريعة "الخدمة العسكرية الإلزامية"، مشدداً على أن جميع سكان منبج ومهجّريها جاهزون لعمل ينبغي بغية تحرير المدينة.

** نحيا على أمل العودة إلى أراضينا

علي سليمان، مهجّرٌ آخر من منبج، أكد للأناضول أن آلاف الشباب من سكان المدينة أجبروا على الهجرة بسبب ما يسمى "الخدمة العسكرية الإلزامية" التي فرضها عليهم مسلحو "واي بي جي/ بي كي كي".

وأضاف سليمان لمراسل الأناضول، إنه ينتظر لحظة تحرك القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري نحو مدينتهم وتحريرها، من أجل العودة إلى بيته.

وأردف مؤكداً "نحن نحيا على أمل العودة إلى أراضينا مجدداً".

من جهته المهجّر جمعة خطيب، قال إنه يدعم جميع المساعي الرامية لإعادة النازحين المدنيين إلى منازلهم وأراضيهم، وتخليص المناطق السورية من الاضطهاد الذي يمارسه إرهابيو "واي بي جي/ بي كي كي".

فيما قال بكري أويس، أحد مهجّري منبج أيضاً، إنه لم ير المدينة منذ سنوات بسبب سيطرة التنظيم على المدينة، ويأمل في أن يبدأ تحريرها في أقرب وقت ممكن.

** الوضع في منبج

وقبل نحو 6 سنوات، سيطر مسلحو تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي على مدينة منبج السورية (شمال).

ويشكل العرب نحو 99 بالمئة من سكانها، وقد انتهج التنظيم سياسةً تقضي بالتضييق على سكان المدينة، بغرض إجبارهم على الهجرة.

ومن وقت لآخر، ينظم أهالي منبج الذين يعارضون ممارسات "واي بي جي/ بي كي كي" المتمثلة في التجنيد الإجباري للشباب، مظاهرات للمطالبة بالعودة إلى أراضيهم.

أما إرهابيو "واي بي جي/ بي كي كي"، فيعمدون بشكل متكرّر إلى استهداف منطقتي جرابلس والباب بالأسلحة الثقيلة انطلاقًا من منبج، ما يؤدي إلى وقوع ضحايا في أرواح المدنيين وخسائر في ممتلكاتهم، وبطبيعة الحال فقدان الأمان والاستقرار واختيار النزوح القسري.

وفي الآونة الأخيرة، أكدت تركيا أنها بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة بشأن إنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا شمالي سوريا، وتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج من الإرهابيين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!