ترك برس

"فرصٌ هائلة" تتمتع بها تركيا في كافة المجالات، الكلام لسفيرة نيوزيلندا لدى أنقرة، زوي كولسون سنكلير، التي عيّنت في المنصب نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، أشادت السفيرة النيوزيلندية بالفرص الهائلة التي تتمتع بها تركيا في كافة المجالات، والتي ترقى لتجعلها "مصدر إلهام".

وقالت سنكلير إن اختيارها لتكون سفيرة إلى كل من تركيا وأذربيجان والأردن وإسرائيل في آن واحد، "فرصه لاستكشاف كيفية تأسيس شراكة أوثق بين الدول الأربع".

وتحدثت عن أهمية المنطقة وانفتاح بلدانها بالقول: "هذه المنطقة من العالم مندمجة بشكل وثيق للغاية، نحن جزيرة منعزلة وليس لدينا الخبرة نفسها وفهم ما يعنيه العمل مع جيراننا الموجودين على حدودنا".

وأشارت إلى أن تركيا تتمتع بفرص هائلة ومكانة عالية في كافة المجالات، لافتةً إلى أن بلادها تسعى للعمل مع أنقرة "لإيجاد حلول للمشكلات العالمية وتعزيز الاستقرار الإقليمي".

وأضافت: "لدى تركيا تاريخ من العمل المهمّ في مجال الطاقة المتجددة على سبيل المثال، وعملنا معاً بشكل وثيق في مشاريع الطاقة الحرارية الأرضية".

وفي السياق، نوّهت إلى أن مشاريع الهندسة والبناء في نيوزيلندا "يتم العمل عليها من قبل الشركات التركية".

ولفتت في المقابل إلى وجود شركات نيوزيلندية تؤسس مصانع في تركيا، لإنتاج المنتجات الصناعية.

وأردفت: "هناك شراكة واسعة بين نيوزيلندا وتركيا، وأعلم أن تركيا لديها دور مهم للغاية تلعبه على المستوى الإقليمي".

** الدور التركي في تشكيل هوية نيوزيلندا

السفيرة النيوزيلندية تحدثت للأناضول عن كيفية ارتباط تركيا بالأجيال المختلفة في بلادها، وأكدت أنها تشكل جزءاً من هوية كل مواطن نيوزيلندي.

وقالت: "الأسس التاريخية القوية بين نيوزيلندا وتركيا تقوم على إرث حملة جاليبولي (حملة الدردنيل) في الحرب العالمية الأولى، والتي شاركت فيها القوات النيوزيلندية".

وأكدت أن تركيا تلعب دوراً في تشكيل الهوية الفريدة لنيوزيلندا "لأن الكثير من تاريخ بلدها بدأ على شواطئ جاليبولي (حيث دارت معركة جناق قلعة بين العثمانيين وقوات الحلفاء في فبراير/شباط 1915)".

ومع ذلك، واجهت قوات الحلفاء مقاومة شجاعة من الأتراك وتكبدت الحملة آنذاك فشلاً ذريعا ومكلفا، وأدى الانتصار إلى رفع الروح المعنوية للجانب التركي الذي استمر في شن حرب من أجل الاستقلال بين عامي 1919 و1922 وشكل في النهاية الجمهورية التركية عام 1923.

وجدير بالذكر، أن النيوزيلنديين والأستراليين يسافرون كل عام آلاف الكيلومترات لزيارة جاليبولي (شبه جزيرة تقع في تراقيا الغربية في الجزء الأوروبي من تركيا) لتكريم جنودهم الذين سقطوا خلال الحرب.

** الدعم التركي بعد مذبحة كرايس تشيرش

وفق كولسون سنكلير، كان التضامن الذي أبدته تركيا مع نيوزيلاندا عقب مذبحة كرايس تشيرش عام 2019، "موضع ترحيب"، التي راح ضحيتها عشرات المسلمين.

ولفتت إلى أن بلادها نفذت عدداً من التوصيات منذ عام 2019 "لضمان عدم تكرار" مثل هذه الهجمات.

وأضافت أن ما سعت إليه الحكومة النيوزيلندية عقاب الهجوم هو "ضمان أن يكون المجتمع أكثر شمولاً وتسامحاً".

وتابعت: "كان من المهم أن نزيل أيّ نوع من التمييز على أساس أيّ دين، وإذا كانت هناك دروس في ذلك ليتعلّمها الآخرون، ونحن دائماً سعداء جداً لمشاركتها".

وفي 15 مارس/آذار 2019 أقدم الشاب الأسترالي برينتون تارانت، على قتل 51 شخصاً وجرح 40 آخرين، في مسجد النور ومركز لينوود الإسلامي في نيوزيلندا.

وبعد وقت قصير من الحادث سارع نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، بالتوجه إلى نيوزيلندا لتقديم الدعم لشعب وحكومة نيوزيلندا.

وفي أغسطس/آب 2020، حُكم على الشاب بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط، في أول حكم من نوعه على الإطلاق في نيوزيلندا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!