ترك برس

أعلنت تركيا قبل أيام تسليم قواتها المسلحة أول دفعة من صواريخ سونغور (SUNGUR) أرض-جو المحمولة على الكتف، وهي من صناعة شركة "روكيتسان" التي كانت ذات يوم شريكة في تصنيع صواريخ "ستينغر" الأمريكية الشهيرة، قبل أن تتمكن من صناعة بديلها المحلي "سونغور."

وتُعَدّ منظومة سونغور المحمولة على الكتف، التي كُشف عنها العام الماضي لأول مرة كمنظومة محمولة على قاعدة، واحدة من أفضل المنظومات الدفاعية في فئتها على مستوى العالم، بقيتمها الفنية، وهي أيضاً ركن مهم ضمن المساعي التركية لتوطين معظم ما تحتاج إليه في المجال العسكري والدفاعي.

وإذا ما قورن سونغور التركي بمنظومات الدفاع الجوي قصيرة المدى المحمولة على الكتف، على رأسها منظومة ستينغر الأمريكية، نجد أن المنظومة المحلية الجديدة، التي طورتها شركة "روكيتسان" التركية لصناعة الصواريخ، تتفوق عليهم جميعاً من حيث المدى وأقصى ارتفاع ونظام التوجيه والتتبع الفعّال ضد الطائرات المسيرة والطائرات النفاثة والمروحيات، بحسب تقرير لـ "TRT عربي."

مشروع سونغور الوطني

في خلفية التطور الأخير الذي أعلنه إسماعيل دمير، بعض التفاصيل القيمة للغاية لمشروع سونغور. فعند وصف سونغو، من الضروري فتح قوس والتحدث عن منظومة ستينغر الأمريكية الصنع، المنظومة الأكثر شهرة في العالم وربما الأكثر تفضيلاً في هذا المجال.

لكن ما لا يعرفه كثيرون أن شركة "روكيتسان" (Roketsan) التركية، المطورة لمنظومة سونغور الوطنية، كانت بين الشركات الأجنبية التي شاركت في إنتاج ستينغر بطريقة ما في نطاق تعاون مشترك.

وفي السنوات الأخيرة لفتت "روكيتسان" الانتباه بفضل استجابتها السريعة والفعالة للاحتياجات الماسة. في الواقع، يرتبط تطوير سونغور مباشرةً بالإنجازات والخبرات التي حُصل عليها، سواء من المشاركة في إنتاج ستينغر الأمريكي، أو من المشاركة في تطوير منظومة الدفاع الجوي التركية من طراز "HİSAR".

وبفضل المعرفة التي اكتسبتها شركة "روكيتسان" وخبرائها في أثناء العمل على تطوير وتصنيع منظومة سونغور، من المتوقع تطوير منتج آخر بالغ الأهمية في المستقبل القريب، فغالباً ما شهدنا إحراز تقدُّم في تكوينات مختلفة، مما يعني أن الشركة قد تكون بصدد تطوير صاروخ جو-جو.

سونغور.. الأفضل في فئته

تُظهر الميزات الفنية لمنظومة سونغور مدى خصوصية المنتج. أول ما يتبادر إلى الذهن هو قدرته على اكتشاف الهدف بغضّ النظر عن النهار أو الليل، وقدرته المتقدمة للغاية على اكتشاف وتحديد وتتبُّع الهدف الذي ينظر إليه، بالإضافة إلى قدرته على التصوير بزاوية 360 درجة.

وعند استعراض البيانات العددية، نجد أن سونغور التركي يتفوق على جميع منافسيه من حيث المدى. فبينما يصل أقصى مدى لسونغور إلى 8 كيلومترات، نلاحظ أن مدى ستينغر الأمريكي هو 4.8 كيلومتر فقط، وبينما يبلغ مدى ميسترال الأوروبي 7.5 كيلومترات، فإن هذا الرقم يبلغ 6 كيلومترات في فيربا الروسية.

وإلى جانب تفوقه على منافسيه في المدى، يتفوق سونغور في الارتفاع أيضاً. بينما يصل أقصى ارتفاع إلى 3.8 كيلومتر لستينغر و3.5 كيلومتر لفيربا ونحو 3 كيلومترات لميسترال، فإن أقصى ارتفاع يحققه سونغور هو 4 كيلومترات.

ولعل إحدى أهم ميزات سونغور من منافسيه نظام توجيه التصوير بالأشعة تحت الحمراء (IIR)، وهو النظام الذي يجنّب الصاروخ أن يتعرض لخداع الكرات الحرارية التي تلقيها الطائرات للهروب من الصاروخ، بما يتيح له معرفة الصورة العامة للهدف وتتبعه وضربه مباشرةً.

منتج دفاعي غاية في الأهمية

تستخدم تركيا حالياً أنظمة أمريكية وروسية بشكل أساسي. الصواريخ من هذا النوع حرجة للغاية، خصوصاً أن دولاً مثل الولايات المتحدة الأمريكية تراجع دورياً البلدان التي تبيع لها منظومة ستينغر، فضلاً عن أنها تطالب باستمرار بمعلومات حول صاروخ ستينغر، مثل متى وأين وضدّ مَن استُخدم.

بطبيعة الحال فإن هذا الوضع يؤدي إلى تبادل المعلومات حول بعض العمليات الحساسة ضد التنظيمات الإرهابية مع دولة أخرى.

لكن هذا الإنجاز الأخير الذي حقّقته شركة "روكيتسان" التركية ضمن مساعيها لتوطين أنظمة الأسلحة والصواريخ التي تحتاج إليها القوات التركية من خلال تسخير خبراتها ومواردها المحلية بالكامل، مكّن تركيا من الاستقلال عن الهيمنة الأمريكية والأجنبية في هذا النوع من المجالات، وبالتالي حماية معلوماتها الأمنية والعسكرية ضد التنظيمات الإرهابية.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!