ترك برس

قال الكاتب والمحلل التركي جم كوتشوك، انزعاج الغرب من تعميق أنقرة علاقاتها مع روسيا، هي بمثابة "نكران للجميل"، ولا سيما أن تركيا هي الدولة الوحيدة داخل حلف شمال الأطلسي "ناتو" التي تستطيع حاليا التحاور مع روسيا حول كافة الملفات.

وأضاف في زاويته بصحيفة "تركيا" أنه على الغرب أن يشكر أنقرة التي لعبت دورا محوريا في توصل موسكو وكييف إلى اتفاق لتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، ووضعها حدا لأزمة غذاء عالمية كانت قاب قوسين أو أدنى".

واعتبر كوتشوك أن التصريحات التي نقلتها صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مسؤولين أوروبيين وتعبّر عن انزعاج الغرب من تعميق أنقرة علاقاتها مع روسيا، هي بمثابة "نكران للجميل"، ولا سيما أن تركيا هي الدولة الوحيدة داخل حلف شمال الأطلسي "ناتو" التي تستطيع حاليا التحاور مع روسيا حول كافة الملفات، سواء فيما يخص مواصلة ضخ الغاز إلى أوروبا أو بشأن وجوب إنهاء العملية العسكرية ضد أوكرانيا.

وأشار كوتشوك في هذا السياق إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه مع نظيره رجب طيب أردوغان، مؤخراً في سوتشي، حين قال "إنه يجب على أوروبا أن تكون ممتنة لتركيا إزاء تدفق الغاز الطبيعي من روسيا إليها دون انقطاع".

وانتقد الكاتب استياء الاتحاد الأوروبي من تعامل تركيا مع روسيا بالعملة المحلية، مشيرا إلى وجود عدة دول أوروبية وافقت على طلب روسيا دفع ثمن الغاز المستورد بالروبل، وأضاف أن الاستياء الأوروبي له أسباب أخرى غير وجوب الالتزام بالعقوبات الغربية المفروضة على موسكو، وهي استهداف تركيا التي بدأت خلال السنوات الأخيرة بانتهاج نظام اقتصادي جديد قائم على الاعتماد على الموارد المحلية وتطوير قطاعي الإنتاج والتصدير.

هذا وأعلنت تركيا وروسيا مؤخراً، التواصل اتفاق لاعتماد العملة المحلية في التبادل التجاري بينهما، وذلك تزامناً مع تعرض موسكو لعقوبات غربية قاسية، بسبب حربها في أوكرانيا.

الاتفاق التركي الروسي، جاء خلال قمة زعيمي البلدين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، مؤخراً، في مدينة سوتشي الروسية، حيث نص الاتفاق على دفع أنقرة جزءًا من ثمن الغاز الطبيعي لموسكو بالعملة الروسية المحلية الروبل، وهو ما اعتبرته بعض الدول الغربية تحديا للعقوبات الصارمة المفروضة على موسكو.

التبادلات التجارية

وخلال السنوات الأخيرة، عززت العلاقات السياسية عجلة الحراك الاقتصادي والتجاري بين تركيا وروسيا في القطاعات السلعية والخدمية، مما ساهم في تسارع نمو قيمة التبادل التجاري بين البلدين.

ويتطلع البلدان -من خلال رزمة اتفاقيات- إلى رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 100 مليار دولار سنويا، في الأعوام القادمة.

وبحسب الأرقام الرسمية، فقد زاد حجم التبادل التجاري بين أنقرة وموسكو العام الماضي بنسبة 57%، محققاً 33 مليار دولار.

وتستورد تركيا من روسيا بالدرجة الأولى منتجات الطاقة وعلى رأسها الغاز الطبيعي، بينما تصدر إلى هذا البلد عددا من المنتجات في مقدمتها الزراعية.

ونفذت روسيا مجموعة مشاريع ضخمة في تركيا، أبرزها خط أنابيب السيل التركي لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

كذلك تنفذ حاليا مشروع محطة آق قويو النووية، ومصنع شاحنات الغاز، وتحتل السياحة مكاناً مهماً في التعاون بين البلدين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!