
ترك برس
دعا المشاركون في الجلسة الافتتاحية لمنتدى البيئة في مدينة إسطنبول التركية، الخميس، إلى صياغة "خطاب جديد" بشأن قضية تغير المناخ.
والمنتدى تنظمه وكالة الأناضول لمدة يوم واحد، بمشاركة محلية ودولية رفيعة المستوى، تحت عنوان "إعادة تشكيل سرد أزمات البيئة والمناخ".
ويهدف المنتدى إلى إقامة علاقة بين الإعلام والبيئة على أرضية صحية، ويناقش قضايا مثل ضرورة خلق لغة إعلامية جديدة حول قضايا المناخ والبيئة ودور وكالات الأنباء العالمية في زيادة الوعي بتلك القضايا.
ويشارك في المنتدى كل من رئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول المدير العام سردار قره غوز، وممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تركيا لويزا فينتون، ونائب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أويس سرمد.
ويشارك فيه أيضا رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية فخر الدين ألطون، عبر رسالة مصورة، ونائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، ووزير البيئة والتطوير العمراني والمناخ مراد قوروم، والوزير البرتغالي السابق للشؤون الأوروبية برونو ماكايس.
وكذلك كل من المدير العام لوكالة "أنسا" الإيطالية للأنباء ستيفانو دي أليساندري، ومحرر المناخ والبيئة في وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية بيتر برينغمان، ومدير المناخ في وكالة الأنباء الإسبانية أرتورو لارينا.
وشهد حفل الافتتاح إلقاء كلمات من منظمي المنتدى وضيوف مشاركين، بالإضافة إلى كلمة مصورة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال مدير عام الأناضول: "الهدف من لقائنا اليوم هو مكافحة مشاكل البيئة ومقاربة ذلك إعلاميا بمبادرة من وكالة الأناضول، هناك عدو مشترك لنا جميعا يؤثر علينا، وهو التغير المناخي".
وأضاف أن "هذه المشكلة لا تؤثر على المستقبل فحسب، بل على واقعنا الحالي ونحن كصحفيين لا يمكننا الهروب من هذه التطورات.. هي مسؤوليتنا: كيف يمكن للصحفيين إعادة تشكيل هذه الأزمة ويكونون لاعبين في عملية التغيير؟".
وتابع: "بعد مناقشات أسست الوكالة الخط الأخضر، وهي منصة كبيرة للبيئة تهدف لتلبية احتياجات العالم، وتركز على البيئة والبيئة الخضراء وصفر نفايات.. نحن لا ننقل معلومات فقط بل نتناول ما يحيط بالإنسان من مخاطر كبرى ونرصد في الخط الأخضر كل الآفات والقصص الجيدة".
وأفاد قره غوز بأن "منتدى البيئة يهدف لمناقشة العنصر البشري في التغير المناخي، والأكاديميون ومتخذو القرار سيجتمعون فيه، والحديث هو عن خطاب جديد عبر جلسات تشهد مناقشات بين الحضور وتبادل الآراء حول دور الإعلام في تناول هذه المواضيع".
وختم بأن "العديد من الدول تشارك في المنتدى، ونأمل أن تكون خطوة من أجل حياة آمنة، وبالتعاون يمكننا منع الأسوأ.. وفي وكالة الأناضول نسعى لمنع الأسوأ والدعوة إلى المساهمة في ذلك".
فيما قالت ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أنقرة إنه "من المهم على المستوى المحلي مكافحة تغير البيئة، ونعتقد أنه يمكن لتركيا ريادة هذا الأمر في العالم، وأعتقد أن تركيا ستكون في مقدمة المستجيبين، ويجب إعادة تشكيل خطاب تغير البيئة مجددا".
ودعت إلى "الابتعاد عن الأخبار المتعلقة بالخوف في قضية تغير البيئة والتركيز على مسألة النتائج المترتبة وإن كانت هناك أهداف تصفير النفايات، يجب التفكير بكيفية طرح الأمر بشكل متوازن، العلم يناقش كل ذلك ويجب مناقشة كيفية التحرك وكيفية جعل الشعوب تطلب ذلك من حكامها".
وأكدت فينتون ضرورة أن "نغير طريقنا تجاه الطبيعة ووقف حالة الانتحار هذه.. نقترب من قمة المناخ في مصر الشهر المقبل وسنتعرف فيها على مواقف الدول ومقاربتها من تغير المناخ، وللإعلام دور مهم".
وأضافت أن "لتركيا دورا في مسألة تصفير النفايات في العالم، وكل الأجيال يجب أن تشارك في مراحل الاهتمام بالبيئة، وهو ما يعيدنا إلى مسألة إعادة تشكيل الخطاب المتعلق بتغير المناخ، ونحن في الأمم المتحدة ندعم الجهود التركية في هذا الصدد".
أما نائب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، فقال: "مهما كنا أغنياء أو فقراء ومهما كنا أتباع أديان مختلفة، فإن التغير المناخي يؤثر على الجميع بتأثيراته المدمرة وأدى إلى هجرة الملايين من بلدهم".
وأردف: "الاحتباس الحراري والتغير المناخي من أسباب الهجرة، وهي ليست محصورة بدولة محددة مثل باكستان، بل تحصل في كل مكان، لا يهم في أي مكان تعيشون على الكرة الأرضية التأثير السلبي متواصل".
وتابع سرمد: "اليوم توجد أزمات عديدة في العالم وصعوبات مختلفة تواجهها الدول، لكن يجب عدم نسيان أن التغير المناخي يمكن أن يلعب دورا في توحيد الجهود، لأن الأزمات المالية والتضخم والحروب تنتهي وهي مؤقتة، ولكن التغير المناخي وتناوله يمكن أن يوحد الشعوب".
وتُعقد الجلسة الأولى للمنتدى تحت إشراف رئيس التحرير العام بوكالة الأناضول يوسف أوزهان، بعنوان "مسؤولية وسائل الإعلام في تغير المناخ"، ويتحدث فيها ممثلون عن وسائل إعلام ومنظمات مجتمع مدني محلية وأجنبية وسياسيون وأكاديميون.
كما يعقد المنتدى جلسات بعنوان "الطاقة النظيفة من أجل التنمية المستدامة"، و"نهج وسائل الإعلام في مواجهة الكوارث الطبيعية"، و"أزمة المناخ وتقاسم المسؤولية"، لتسليط الضوء على قضايا تغير المناخ والطاقة ووجهة نظر وسائل الإعلام حولها.
ومن المقرر أن تلقي الكلمة الختامية للمنتدى سيدة تركيا الأولى أمينة أردوغان، رائدة مشاريع "صفر نفايات".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!