ترك برس

ازدادت مؤخراً احتمالات قيام تركيا بعملية عسكرية برية في الشمال السوري، بعد عملية "المخلب ـ السيف" الجوية التي تنفذها منذ أيام، فيما تتجه الأنظار إلى ردود الفعل المحتملة لكل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، إزاء العملية البرية المرتقبة لتركيا في الشمال السوري.

وتعززت احتمالات تنفيذ تركيا عملية برية في الشمال السوري، عقب تصريح لرئيسها رجب طيب أردوغان حول أن العمليات العسكرية التي تنفذها قوات بلاده ضد تنظيم "بي كي كي" وحلفائه شمالي سوريا والعراق لن تقتصر على الغارات الجوية.

وأضاف أردوغان أنه ستُجرى نقاشات بشأن إشراك قوات برية في العملية، وأن المهمة تتلخص في القضاء على المنظمات الإرهابية، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن روسيا لم تلتزم باتفاق سوتشي بشأن تطهير المنطقة من الإرهابيين، وأن تركيا سبق لها أن أكدت أنها لن تصمت إزاء ذلك، وهو ما حدث بالفعل، حسب قوله.

وفي سياق الحديث عن العلاقات التركية الأميركية، قال أردوغان إن تركيا والولايات المتحدة الأميركية تنضويان تحت مظلة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، لكن واشنطن أرسلت رغم ذلك آلاف الآليات والأسلحة إلى ما سماها منطقة الإرهاب في سوريا، وبناء عليه أبلغت أنقرة الولايات المتحدة امتعاضها من إرسالها أسلحة إلى إرهابيين في سوريا منذ عهد أوباما، لكن الإدارات الأميركية اللاحقة استمرت في هذا المسلك، وفق قوله.

احتمال وارد

وعن احتمال تحول القصف التركي إلى عملية برية، أوضح الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية الدكتور سعيد الحاج، في حديثه لحلقة برنامج "ما وراء الخبر" على شاشة قناة الجزيرة القطرية، أنه من الناحية النظرية باتت العملية البرية التركية في سوريا شبه حتمية، ولكن الواقع العملي قد يحول دون ذلك، إذ ترى تركيا أن عمليات مكافحة مواجهة تنظيم "بي كي كي" الإرهابي لم تصل إلى نهايتها بعد.

وكان من المفترض أن تكون عملية "المخلب- السيف" الجوية رسالة رد وردع لعملية إسطنبول حسب رأيه، مشيرا إلى أن الخيار الجوي موجود ولكنه لا وجود لضمانات بأنه سيتم اللجوء إليه، خاصة أن تركيا تحاول دائما الحديث مع الدول الفاعلة (أميركا وروسيا وإيران) لتكون عملياتها دون عقبات وبأقل تكلفة ممكنة.

وفي ظل العلاقات التركية الأميركية القوية لا بد من وجود ضوء أخضر من واشنطن بشأن أي تحرك تركي على الأرض، وهناك توقعات بأن تركيا تحاول إقناع كل من أميركا وروسيا بأهمية القيام بعملية برية سريعة، للتمكن من ردع ما تسمى بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتنظيم "بي كي كي" الإرهابي والرد بشكل قوي على تفجير إسطنبول، حسب ما نقله "الجزيرة نت" عن أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني.

وعن السياق العام، رأى العناني أن هناك شعورا تركيا بمبررات لهذه العملية يمنحها موقفا قويا بدل القناعة الأميركية والروسية الماضية بأنه ليست هناك حاجة لها، خاصة في ظل حرب روسيا على أوكرانيا، فضلا عن الحاجة الماسة على المستوى الإقليمي التي تقوي موقف أنقرة ليكون لها المجال مناسبا للقيام بالعملية في الشمال السوري.

وعقب أسبوع من التفجير الإرهابي الذي استهدف شارع الاستقلال وسط إسطنبول، وفي إطار حق الدفاع عن النفس قصف الجيش التركي مواقع الإرهابيين بمدافع ذاتية الحركة حيث سمعت أصوات القصف من ولايتي كيليس وغازي عنتاب التركيتين.

والاثنين، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، مقتل 3 مدنيين وإصابة 6 آخرين جراء قذائف أطلقها تنظيم "واي بي جي" الإرهابي من الشمال السوري على قضاء قارقامش بولاية غازي عنتاب التركية.

والأحد أصيب جندي و7 من رجال الشرطة التركية بجروح نتيجة إطلاق صواريخ على بوابة أونجوبينار الحدودية في كليس من قبل عناصر "واي بي جي" الإرهابي.

وفجر الأحد أعلنت وزارة الدفاع التركية شن قواتها عملية "المخلب-السيف" الجوية ضد مواقع للإرهابيين شمالي العراق وسوريا.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن القوات المسلحة التركية دمرت معاقل للإرهابيين شمالي سوريا والعراق، ردا على الهجوم الإرهابي الذي نفذوه في شارع الاستقلال بإسطنبول.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!