
ترك برس
أجرى رئيس جهاز الاستخبارات التركي، هاكان فيدان، زيارة غير معلنة إلى ليبيا، وذلك بعد يوم من زيارته للسودان، الأمر الذي أثار تساؤلات حول أسباب وتداعيات هذه الزيارة لبلد يشهد حرباً وصراعات داخلية منذ سنوات.
وأمس الثلاثاء، التقى رئيس الاستخبارات التركي، برئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في العاصمة الليبية طرابلس.
وذكر بيان نشر في الصفحة الرسمية على فيسبوك لرئاسة الوزراء الليبية، أن الدبيبة بحث آخر التطورات الإقليمية مع فيدان.
وأضاف البيان: "استقبل رئيس مجلس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في رئاسة مجلس الوزراء، رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان، وتم خلال الاجتماع بحث ملفات إقليمية ودولية مشتركة".
وذكر البيان أن وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ووزير الدولة عادل جمعة، ووزير الاتصالات والشؤون السياسية وليد اللافي حضروا الاجتماع.
كما التقى فيدان مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في طرابلس.
وذكر بيان صادر عن المكتب الصحفي لمجلس الرئاسة، أن رئيس جهاز المخابرات الليبي حسين العائب، وسفير تركيا في طرابلس كنعان يلماز حضرا الاجتماع، دون أن يذكر البيان تفاصيل عن فحوى الاجتماع.
وفي سياق دلالات وأسباب الزيارة، رأى نزار كريكش مدير مركز "بيان" للدراسات السياسية في ليبيا، أن زيارة وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA)، وزيارة مدير المخابرات التركية هاكان فيدان إلى ليبيا تأتيان في السياق الدولي الضاغط على الأطراف الليبية.
وأضاف في مشاركة له على شاشة قناة الجزيرة القطرية، أن الأطراف السياسية في ليبيا تراهن على التحرك الدولي لحل الأزمة لأنها باتت منهكة وتفتقد لرؤية جديدة.
وأوضح أن الأطراف الليبية التي دخلت في نزاع لسنوات وعجزت عن إجراء تغيير حقيقي؛ مستعدة اليوم لخوض المسار السياسي والتسليم للأطراف الدولية من أجل إيجاد حل للأزمة من الخارج، مؤكدا أن زيارة وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA)، وزيارة مدير المخابرات التركية هاكان فيدان إلى ليبيا تأتيان في السياق الدولي الضاغط على الأطراف الليبية.
وقال إن اللواء المتقاعد خليفة حفتر يبحث عن حلول سياسية ويحاور الجميع، لأنه فهم أن الظرف الحالي ليس مجال للعسكرة، وهو تطور مهم، في نظر كريكش الذي أشار إلى أن هناك محاولات لإيجاد بيئة تسمح باستقبال حفتر سياسيا، أي ترويض العملية السياسية من أجل اللواء المتقاعد.
غير أن "كريكش" ربط الاهتمام الدولي بليبيا باهتمام الغرب وأوروبا خصوصا منطقة شمال أفريقيا التي قال إنها ستكون مستقبل العالم لما فيها من ثروات طبيعية مهمة مثل الطاقة واليورانيوم، مؤكدا أن أوروبا وفي ظل التحديات الدولية الحالية لديها رؤية إستراتيجية حول كيفية إيجاد مجال حيوي في البحر الأبيض المتوسط.
دخول واشنطن
وشاطر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف، الدكتور حسني عبيدي ما ذهب إليه الخبير الليبي من أن الأطراف الليبية الداخلية تعاني من حالة إعياء وهي بحاجة إلى تدخل خارجي، مؤكدا أن الأطراف الأجنبية نفسها وصلت لطريق مسدود بشأن الأزمة الليبية.
وقال إن الأمم المتحدة تحاول إدارة النزاع، ولكنها لا تملك إمكانيات الحل، وإن رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي هو المستفيد الأول من التحركات الحالية خاصة أنه سيقدم قريبا عرضا لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا، وقال إنه يراهن على اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) ويريد منحها دورا متقدما.
وكان باتيلي دعا كلا من المجتمع الدولي وحكومة الوحدة الوطنية إلى دعم عمل اللجنة العسكرية المشتركة لتحقيق الاستقرار والسلام في ليبيا. وقال باتيلي -في مؤتمر صحفي عقده في سرت- إن اللجنة العسكرية ناقشت القضايا المتعلقة بإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، وإنه تم اتخاذ قرارات مهمة في هذا الشأن.
ووفق عبيدي، فإن دخول واشنطن على خط الأزمة الليبية هو معطى مهم ويمكنها أن توقف التدخلات الإقليمية التي وصفها بالسلبية على الأطراف المحلية، لكنه لم يستبعد أن يكون التحرك الأميركي له علاقة بقضية الوجود الروسي في ليبيا وتداعياته على العمليات العسكرية للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم.)
وكان بيرنز قد التقى الخميس الماضي بالعاصمة طرابلس رئيسَ حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة وعددا من المسؤولين، حيث بحث ملفات أمنية عدة ومنها وجود المرتزقة في البلاد.
وكشفت مصادر ليبية للجزيرة أن مدير الـ "سي آي إيه" شدد خلال زيارته إلى ليبيا مؤخرا على عدم المساس بموانئ النفط أو بتصديره.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!