ترك برس

قال الخبير العسكري والضابط السابق في المخابرات العسكرية البريطانية فرانك ليدويدج أن القوى الغربية تنظر إلى تركيا كوسيط منصف وعادل في الحرب الدائرة على أرض أوكرانيا، منذ فبراير/ شباط الماضي.

ووسط فرز دولي حاد على خلفية الموقف من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، تحتفظ تركيا بعلاقات جيدة مع كل من موسكو وكييف، مستغلة ذلك في طرح مساعي وساطة. 

الوساطة التركية أثمرت سابقا توافقات بشأن صادرات الحبوب وتبادل أسرى الحرب في أوكرانيا. ولكن تبقى عقدة المنشار هي خفض التصعيد ووقف الاقتتال ولو جزئيا، تمهيدا لأجواء قد تقود إلى إنهاء الحرب والذهاب إلى اتفاق شامل للسلام.

وتعترض هذا الهدف التركي تعقيدات جمّة لعل أهمّها هيمنة منطق الاقتتال والتسلح على مسارات الأزمة. ففي الوقت الذي تصعد فيه روسيا هجماتها، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اعتزام حكومته تسليم 14 دبابة من طراز "تشالنجر2" وأسلحة ثقيلة أخرى إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة.

وبهذا الصدد، قال الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي في مركز "سيتا" للأبحاث مراد أصلان، إن المسار التقليدي لفض أي نزاع يقتضي بالضرورة استمرار الجهود الدولية لتحقيق ذلك.

وأوضح في مشاركة له ببرنامج "ما وراء الخبر" على شاشة الجزيرة القطرية، أن ما تقدمه تركيا لا يرتبط ارتباطا كبيرا بمجريات الميدان، ولكنها فرصة جديدة لكلا الطرفين حتى يفكرا في حل محتمل للحرب في أوكرانيا رغم أن الظروف لم تنضج بعد للقيام بهذه الخطوة.

وأضاف أن إنهاء الحرب في أوكرانيا يعتمد على مسار طويل، ولكن الوضع الحالي هو أنه تمّ تغيير القيادة العسكرية الروسية، أما أوكرانيا فهي "ضعيفة" لأنها تعتمد على الدعم الغربي اعتمادا كاملا، معتبرا أنه بعد شهرين من الآن يمكن للطرفين تحديد قدرتهما على تحقيق أهدافهما العسكرية.

في المقابل، اعتبر الخبير العسكري والضابط السابق في المخابرات العسكرية البريطانية فرانك ليدويدج أن القوى الغربية تنظر إلى تركيا كوسيط منصف وعادل في هذه الأزمة، ولكن المصالح الأوكرانية لا تسمح بوقف القتال، موضحا أن كييف تقدمت بظروف صعبة لوقف إطلاق النار، ولذلك لا يتوقع أن ينال أي عرض تركي إعجاب الأوكرانيين، ولن تقبل روسيا بشروطهم.

كذلك أكد تعنّت الجانبين الأوكراني والروسي وتحملهما مسؤولية ضياع فرص التفاوض بينهما، مشيرا إلى أن تركيا تمضي قدما في محاولة حل الأزمة رغم احتدام القتال على الأرض، موضحا أن ما يجعل كييف ترفض أي وقف لإطلاق النار هو أنه سيخدم المصالح الروسية ويعطيها ميزة وتقدما في القتال على الأرض.

من جهتها، علقت السفارة الروسية لدى بريطانيا على هذه التطورات بالقول إن دبابات "تشالنجر2" البريطانية لن تساعد القوات الأوكرانية في تغيير الوضع على الأرض، بل ستصبح هدفا مشروعا للقوات الروسية. وأشارت إلى أن إرسال هذه الدبابات لن يقرِّب من نهاية الأعمال القتالية، بل سيسهم في تصعيدها.

ويشار إلى أن تعزيز المدد العسكري الغربي لمصلحة أوكرانيا لا يقتصر على بريطانيا فقط، فقد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" ( Wall Street Journal) عن مسؤول ألماني قوله إن برلين ستفي بتعهدها بإرسال دبابات قتالية لأوكرانيا إذا انضمّ الحلفاء الغربيون إلى هذا المسعى.

ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أنه سيجري خلال زيارته لبرلين محادثات بشأن تسليم دبابات ألمانية الصنع.

يذكر أن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان تبذل منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية مساعٍ كبيرة لإنهاء الصراع وإحلال السلام بين الجانبين.

وتمكنت تركيا من لعب دور فعال في توصل الطرفين إلى اتفاق ينص على شحن الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية عبر البحر الأسود.

وفي 24 فبراير/ شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلا" في سيادتها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!