ترك برس-الأناضول

تستعد المساجد في المناطق المنكوبة بالزلازل جنوبي تركيا لاستقبال شهر رمضان المبارك، وهي أول الوجهات التي يقصدها الصائمون خلال الشهر الفضيل للعبادة والصلاة وتلاوة القرآن.

وعملت السلطات المحلية على تجهيز المساجد الصالحة والسليمة في منطقتي "إصلاحية" و"نورداغي" التابعتين لولاية غازي عنتاب، لتكون مستعدة لاستقبال صلوات التراويح والفجر وإمضاء فترة السحور وإجراء الدروس القرآنية.

كما عملت السلطات على إعداد قرابة 80 مصلى من الخيم في مخيمات إيواء المنكوبين وعند الجوامع المتضررة، وتجهيزها بأنظمة الصوت لإقامة الصلوات فيها.

وفي 6 فبراير/ شباط الماضي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا زلزالان بقوة 7.7 و7.6 درجات، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلَّف دمارا ماديا ضخما.

** مسجد مخيم إصلاحية

في مسجد مخيم إصلاحية للبيوت مسبقة الصنع، أتم المسؤولون الاستعدادات لشهر رمضان المبارك، بإكمال أعمال النظافة والتأكد من أجهزة الصوت والتدفئة.

كما قام العاملون والمتطوعون في وقف الديانة التركي بفرش المسجد بسجادات الصلاة، بحضور الأئمة الذين أشرفوا على عمليات الاستعداد بما فيها تنظيم أوقات تلاوة القرآن في رمضان بطريقة "المقابلة" التي تركز على تلاوة القرآن جهرا بغرض تعلم قراءته.

وبحسب القائمين على المسجد، فإن أوقات "المقابلة" للرجال ستكون عقب صلاة الفجر كل يوم في رمضان، بينما تم تخصص ساعة صباحية للنساء.

كما يحرص أئمة المسجد باستمرار، على تلاوة القرآن وقراءة الأدعية والأناشيد الدينية قبل الصلوات، في مسعى لأن تمسح المساجد وأجواؤها الروحانية، حزنا كبيرا خلفته آثار الزلازل المروعة.

** مسجد فاتح ميلت

مسجد فاتح ميلت بمنطقة نورداغي تعرض لأضرار طفيفة وتشققات خفيفة في الجدران وهو صالح للعبادة، وبني مخيم من المنازل مسبقة التجهيز بجانبه، وهو ما زال يخدم المصلين من منكوبي الزلزال.

يشهد المسجد إقبالا من سكان المخيم والعاملين والموظفين في المنطقة لخدمة المنكوبين، وأصبح جاهزا لاستقبال الصائمين في شهر رمضان، بخيام كبيرة بنيت بجواره لتقديم وجبات الإفطار والسحور.

كما سيتم توحيد رفع الأذان بحسب القائمين، حيث أفاد مفتي ولاية غازي عنتاب حسين هازرلار في وقت سابق لوكالة الأناضول، عن إعداد قرابة 80 مصلى من الخيام لاستخدامها كمساجد لأداء الصلوات فيها ورفع الأذان عبر أجهزة الصوت.

** جامع جادة كنت

أما جامع جادة كنت في مدينة إصلاحية فهو بدوره تعرض لأضرار كبيرة أدت لخروجه من الخدمة، ووضعت أمامه خيمة كبيرة أعدت بعناية من أجل العبادة واستقبال المصلين الصائمين.

وفرش المصلى الجديد بالسجاد وأعد مكان الإمام بكامل تجهيزاته، إلى جانب أنظمة الصوت، انتظارا لحلول أوقات الصلاة في رمضان.

وحول الجامع، تحولت فرق المتطوعين والمسؤولين عن المنطقة، إلى خلية نحل لاستكمال كافة تحضيرات رمضان، للاستفادة من روحانيات الشهر الفضيل والمساجد لتعزيز التكافل وسط المجتمع.

** دعوات وقراءة قرآن

وتتميز تركيا بعادات رمضانية عديدة، منها "المقابلة" وهي عادة مستمرة منذ زمن العثمانيين، حيث تتلى ختمة قرآنية جماعية بشكل جهري في كل جوامع ومساجد البلاد تقريبا وكذلك في البيوت بمشاركة مختلف الأعمار.

ومع حلول شهر رمضان، ترتفع أصوات تلاوة القرآن والأذان من المساجد لتضفي لونا من الخشوع والروحانية، في وقت يستعد فيه الناس لدخول الشهر الكريم، باعتباره "سلطان" الأشهر الهجرية، وفق التعبير التركي.

ومع أول رمضان خارج منازلهم، يحاول منكوبو الزلزال تجاوز الآلام والأحزان التي أصابتهم، بينما يسارع المسؤولون في تجهيز كل الخدمات الممكنة للمتضررين لتمكينهم من قضاء الشهر الكريم بسلامة ويسر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!