ترك برس-الأناضول 

تحتفل تركيا وأوكرانيا بالذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 3 فبراير/ شباط 1992.

وتركيا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي منتصف ديسمبر/ كانون الأول 1991.

وتتميز العلاقات بين أنقرة وكييف بنمو مستقر منذ التوقيع على اتفاقية الصداقة والتعاون بينهما مطلع مايو/ أيار 1992.

وأوكرانيا أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود التي تأسست بمبادرة من تركيا بهدف إرساء الاستقرار في المنطقة.

** "دولة ذات أولوية"

عقب زيارة الرئيس التركي الأسبق أحمد نجدت سيزر إلى كييف عام 2003، قررت تركيا تصنيف أوكرانيا "دولة ذات أولوية" في سياستها الخارجية.

ووقّع البلدان خطة عمل مشتركة خلال زيارة أجراها الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان إلى كييف عندما كان رئيسا للوزراء حينها عام 2004.

وبموجب هذه الخطة، تم إعداد إطار للتعاون بين البلدين في مجالات الأمن والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والطاقة والبيئة والملاحة البحرية، بجانب بنود لاندماج أوكرانيا في التحالف الأوروبي - الأطلسي.

وتعتبر ملفات أمن منطقة البحر الأسود وعضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) سمة مشتركة لمسار العلاقات الخارجية للبلدين خلال العقد الأول من القرن الحالي.

** شراكة استراتيجية

كما تتبادل أنقرة وكييف الدعم في المنصات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وعسكريا، عزز البلدان علاقاتهما على صعيد التعاون الثنائي وداخل آليات اللجنة المشتركة الأطلسية الأوكرانية ومجموعة مهام التعاون البحري للبحر الأسود (بلاكسافور).

وارتقت العلاقات الثنائية بين الجانبين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع تأسيس المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى عام 2011.

وبداية من مطلع يونيو/ حزيران 2017، ألغى البلدان تأشيرة الدخول لمواطنيهما واعتمدا بطاقة الهوية أثناء السفر.

وواصلت تركيا تطوير علاقتها مع أوكرانيا على أساس وحدة أراضي الأخيرة دون الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها في 2014.

وفي 3 فبراير/ شباط 2022، وقّع البلدان اتفاقية تجارة حرة في إطار زيارة الرئيس أردوغان إلى كييف بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

** سياحة وتبادل تجاري

نحو 4 مليارات و881 مليون دولار كان حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2019، وارتفع إلى 7.4 مليارات دولار بنهاية 2021، وأصبحت تركيا في ذلك العام خامس أكبر شريك تجاري لأوكرانيا.

وبالرغم من تراجع التبادل التجاري بين البلدين بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا منذ 24 فبراير 2022، إلا أن حصة كييف في التجارة الخارجية لأنقرة ارتفعت من 5.21 بالمئة في 2021 إلى 6 بالمئة خلال 2022.

ووفق معطيات هيئة الإحصاء التركية (حكومية)، فإن الصادرات إلى أوكرانيا تراجعت بنسبة 3.4 بالمئة خلال أكتوبر/ تشرين الأول 2022 لتصل إلى 2.24 مليار دولار مقارنة مع الفترة ذاتها من 2021.

بينما ارتفعت الواردات من أوكرانيا خلال الفترة ذاتها بواقع 5.8 بالمئة، مقارنة مع الفترة ذاتها من 2021، لتسجل 3.59 مليارات دولار، وفق بحسب معطيات المؤسسة ذاتها.

وبذلك سجل التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعا خلال 2022 بواقع 2.1 بالمئة، ليصل إلى 5.83 مليارات دولار بالرغم من الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا.

وعلى صعيد السياحة، استقبلت تركيا أكثر من مليوني سائح أوكراني خلال 2021، بعد أن كان العدد 700 ألف في 2020.

** وساطة تركية

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية تبذل تركيا جهود مكثفة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، ونجحت مرتين في عقد لقاء بين ممثلي البلدين، الأول بمدينة أنطاليا في 10 مارس/ آذار الماضي والثاني بإسطنبول في 29 من الشهر ذاته.

واحتضنت إسطنبول في 22 يوليو/ تموز 2022، حفل توقيع اتفاق لفتح ممر لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بين روسيا وأوكرانيا وبوساطة تركية ورعاية من الأمم المتحدة.

وبموجب الاتفاق، تم شحن نحو 17 مليونا و254 ألف طن من الحبوب من موانئ أوكرانيا.

كما رعت أنقرة عمليات تبادل للأسرى بين أوكرانيا وروسيا، شملت إحداها إفراج موسكو عن 5 قيادات من كتيبة "آزوف" الأوكرانية في سبتمبر/ أيلول 2022، بشرط بقائهم في تركيا.

وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول 2022، استقلت تركيا نحو 145 ألف لاجئ أوكراني، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأظهرت معطيات إدارة الهجرة التركية أن 5 آلاف و116 لاجئا أوكرانيا تقدموا بطلب الحماية الدولية (اللجوء) في تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!