
على الصاوي - خاص ترك برس
يتسع سوق تداول الأوراق المالية في استقطاب كثير من العملاء الراغبين في تداول رؤوس الأموال في السوق العالمي كأحد روافد الاستثمار ضمن سوق اقتصادي كبير متنوع الاستثمار سواء في الذهب والمعادن أو العملات المختلفة وأسهم الشركات ومنتجات الطاقة، وقد تعددت كثير من الشركات المتخصصة في تداول رؤوس الأموال في مختلف أنحاء العالم، ورغم ما يُحقّقه هذا المجال من مكاسب فإن مخاطره كبيرة فيما يتعلق بقانونية الكيان الوسيط ومدى أهلية القائمين عليه وهل هو مرخص أم مجرد كيان وهمي يسرق أموال المتداولين؟
في الحقيقة يتضمن قطاع الاستثمار كيانات تداول غير مُرخّصة حيث تقوم هيئة السوق المالي في أكثر من دولة بتحذير المستثمرين من التعامل مع بعض الكيانات المضللة، لأن التراخيص تُعد من أهم الأمور التي وضعها في الاعتبار عند اختيار شركة تداول العملات في سوق الفوركس، وهذا أمر قد يتحقق منه الراغب في تداول أمواله بشكل آمن إذا تريّث وتأنى وسأل المتخصصين في هذا الشأن.
لكن في عصر الفضاء التكنولوجي الذي سيطر على العالم، جعل من السهل دخول أي شخص إلى عالم البيع بالتجزئة وسوق الفوركس بلا خبرة أو تحت مظلة كيان قانوني، رغم إن تداول الفوركس يحتاج إلى كثير من الفهم والدقة لتحقيق أقصى استفادة منه والحفاظ على أموال المودعين، وبسبب أنه سوقاً مفتوحاً أمام الجميع فإن المتداولين المبتدئين ينجذبون إلى أي فرصة للتداول دون إدراك ما يترتب على ذلك من مخاطر نصب واحتيال.
وقد ظهر مؤخرا منصات على وسائل التواصل وقنوات التليجرام المغلقة فوركس غير قانوني ومُضلّل يستدرج ضحاياه من خلال مَدخل التحليل والمعلومات المالية وآخر أخبار البورصة العالمية وسياسات التحديث للبنك الفيدرالي وأخبار فوركس العاجلة، وتقديم أنفسهم أنهم وسطاء لشركات لها اسم كبير في سوق التداول، كخطوة أولى.
ثم تأتي الخطوة الثانية وهىى إنشاء قناة على التليجرام للتداول وتوصية المشتركين بالتواصل لتداول أموالهم وحين تتهيأ سياقات الاطمئنان ويدفع العميل الأموال لبدء التداول يختفي المسؤول بعد أن يكون قد أوقع الضحية في شباك ألاعيبة المحبوكمة بدقة.
وقد حدث هذا الموقف مع أحد الأصدقاء المقربين، فبحسب شهادته هناك قناتين على تطبيق تليجرام يشوبوهما كثير من الشكوك حول نشاطهما التداولي، منها قناة تحمل اسم دكتور خبير في التداول المالي وقناة أخبار فوركس العاجلة وأخرى تحمل اسم مستشار قانوني ومالي، مضيفا أن أحد القنوات تستدرك الأشخاص الذين لديهم خلفية متواضعة حول الفوركس وتسرق أموالهم ويقطعون كل وسائل التواصل معهم خشية الملاحقة، بالإضافة إلى ابتزاز الشركات من خلال نشر أخبار مضللة حول تداولها المالي وسرقة أموال العملاء وعدم ردها بلا أى أدلة بهدف الابتزاز المالي ما كبّد تلك الشركات خسائر كبيرة بسبب تشوية صورتهم.
واستطرد صديقي الحديث بقوله: إنه بعد بحث وتحري تبيّن أن صاحب أحد القنوات على تليجرام شاب من مواليد التسعينات مقيم بدولة عربية ليس له علاقة بالدكتوراة محترف النصب وابتزاز العملاء والشركات، مشيرا إلى أنه بصدد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لتوقيفه، موضحا أن حالات الابتزاز لا تقف عند مرة واحدة بل تستمر كلما خضعت الضحية للابتزاز ودفعت لهم الأموال المطلوبة، وقد حمّلنى صديقي أمانة الحديث حول هذا الأمر بهدف التوعية والحفاظ على أموال الناس وألا ينجروا وراء أى إشاعات أو إغراءات.
وعندما سألته لمَ التليجرام بالذات يستخدمونه في هذا المجال؟ فقال: لأنه من الصعب تحديد هوية الشخص صاحب القناة وبإمكانه حذف كل الرسائل بينه وبين العملاء ولو مرّ عليها أكثر من عام، فمن الصعوبة الوصول إلى أى بيانات دقيقة تخص هؤلاء المحتالين، لذلك وجب على الناس التعامل مع الشركات ذات الطابع التنظيمي المرخصة وتجري عقودا بينها وبين العملاء تجنبا لخسائر أموالهم، فالقانون لا يحمي المغفلين، وكما قال المثل: طول ما الطماع موجود يظل النصاب بخير."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس