ترك برس

قال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط "أورسام"، أحمد أويصال، إن هناك تناقضات حقيقية بين أحزاب تحالف "الطاولة السداسية"، ناهيك عن وجود حزبين كبيرين مسيطرين على الطاولة وهما "الشعب الجمهوري" و"الجيد".

وأضاف أن مرشح التحالف، كمال كليتشدار أوغلو نجح في فرض نفسه أن يكون مرشحا مشتركا، فيما أجبرت مرال أكشنر، زعيمة حزب "الجيد"، على العودة إلى الطاولة لكن بشرط فرضته بشأن رؤساء البلديات، بحسب ما نقله تقرير "عربي 21".

وأشار أويصال إلى أن الطاولة تحدثت عن العودة إلى النظام البرلماني، وهنا تساؤل شائك بشأن كيفية ذلك، لأنها إن فازت فلن تفوز بالأغلبية المطلقة.

وذكر أويصال أن البند الـ12 من البيان المشترك لـ "الطاولة السداسية" يشكل نقطة شائكة بين حزبي "الجيد" و"الشعب الجمهوري"، لأن ميرال أكشنار لم تحقق ما تريد ولم تكن مرتاحة، وملامح وتعبيرات وجهها أثناء المؤتمر الصحفي الذي ألقاه كليتشدار أوغلو تدلل على ذلك، مشيرا إلى أن الاتفاق فرض عليها فرضا وخشيت من أن تقلب الطاولة مرة أخرى، وهي وافقت دون رضا.

ونوه إلى أن البند الـ12، لا يوجد فيه ضمانات بإمكانية تعيين رؤساء البلديات نوابا للرئيس، وحتى إن فعل ذلك فسيمنحهم صلاحيات منقوصة.

وأكد أن كليتشدار أوغلو ليست لديه رغبة الشراكة مع الآخرين في السلطة، خاصة مع رؤساء البلديات الذين يعتبرون حلفاء لأكشنار.

ونوه إلى أن قادة الأحزاب الأخرى اعترضوا على مقترح أكشنار بشأن رؤساء البلديات، لأنهم يرغبون في أن يكونوا هم نواب الرئيس وعليه فسيكون لدينا 5 نواب رئيس+ رئيسا بلدية إسطنبول وأنقرة، والتساؤل: "كيف سيحكم كل هؤلاء، البلاد؟".

وبالنسبة للبند الرابع، والمتعلق بشأن تحديد توزيع الوزارات وفقا لعدد المقاعد التي يحصل عليها الحزب في الطاولة، فقد أشار أويصال إلى أنه سيتسبب في مشكلة بين الأحزاب، وسيقوي البعض على الآخر.

ونوه إلى أن البند الثالت والمتعلق بصلاحيات الرئيس، يعني وصاية الأحزاب الخمسة على الرئيس المنتخب، سيكون مقيدا، وسيتسبب في مشاكل في المستقبل.

ورأى أويصال أن ما جرى مؤخرا أضعف حزب الجيد، لأن زعيمته أكشنار غامرت ولكنها لم تحقق إنجازا.

ولفت إلى أن الأكراد نصفهم يصوتون لصالح أردوغان، والنصف الآخر لحزب الشعوب الديمقراطي، كما أن ترشح كليتشدار أوغلو سيزعج القوميين الأتاتوركيين، كما أن الحزب الكردي إذا أعلن دعمه لترشح زعيم حزب الشعب الجمهوري فإنه سيزعج القوميين والمحافظين الأتراك حتى أولئك داخل حزب كليتشدار أوغلو.

وأضاف أن رئيسي بلديتي أنقرة وإسطنبول فقدا جزءا من شعبيتهما، وترشحهما أيضا في إسطنبول وأنقرة يعد سؤالا معلقا.

ولفت إلى أن ما جرى مؤخرا من قلب الطاولة وما تلاه، أثار مخاوف الرأي العام في تركيا، وستثار تساؤلات حول إدارة البلاد من تحالف مرتبك حتى قبل وصوله إلى السلطة، كما أن هناك معضلة أن هناك من يرى أن كليتشدار أوغلو لا يمكنه الفوز أمام أردوغان، ولذلك فقد يواجه التحالف عزوفا من جمهوره عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

وأكد أن ترشح كليتشدار أوغلو لصالح أردوغان، ولكنه لن يكون سهلا بسبب الزلزال والجيل الجديد وعوامل أخرى.

بدورها، أكد الكاتب في صحيفة "صباح" التركية، أوكان مودرس أوغلو، على أن التوصل إلى صيغة رئيس مع 7 نواب، تشبه وضع أطراف صناعية على سيقان مبتورة على الطاولة لإبقائها على قيد الحياة.

وذكر في تقرير أن اللوحة المرسومة حاليا تذكرنا بـ"تركيا القديمة"، مشيرا إلى أن انعدام الثقة الذي وصل إلى ذروته بين الطاولة السداسية، يؤكد أنها لن تستطيع حكم البلاد إذا وصلت إلى السلطة.

وشدد على أن البنود الـ12 الموضحة تشكل خطورة على استقرار تركيا، وأنها تعد ضرورية لمكونات الطاولة. واصفا إياها بالهياكل المجزأة، مع آليات تتسبب في مشاكل إدارية، ناهيك عن شراكات في سلطة الرئيس، وعليه فإن الخيار الآن للشعب "إما الاستقرار أو الأزمات".

يُذكر أن تحالف "الطاولة السداسية" المعارض في تركيا، أعلن مؤخراً عن اختياره كمال كلجدار أوغلو، مرشحاً عنه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك بعد خلافات عصفت بها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!