
ترك برس-الأناضول
قبل الآذان بدقائق تمتلئ ساحة حديقة جامع "السلطان أحمد" في إسطنبول بأناس أحضروا طعامهم وافترشوا العشب بانتظار حلول موعد الإفطار.
ومع الأذان يبدأ الناس بتناول إفطارهم مستمتعين بجو معتدل وأجواء رمضانية جذابة، ويخيم الصمت في الساحة طيلة مدة تناول الإفطار.
وتشكل العائلات معظم الذين يأتون إلى الحديقة لتناول الإفطار، من الأتراك والسياح، وتتيح الحديقة لهم الإفطار في الهواء الطلق مع أطفالهم.
والإفطار في ساحة حديقة جامع السلطان أحمد هو تقليد يومي طوال أيام شهر رمضان، طالما كان الجو ملائما لافتراش العشب وتناول الإفطار عليه.
وتجد على موائد الإفطار مأكولات ومشروبات متنوعة فالبعض جهزها في البيت وأتى بها إلى الحديقة، والبعض اشتراها كوجبات جاهزة من المطاعم المجاورة.
عدد كبير من العائلات تجتمع بالساحة التي تتوسط معالم تاريخية متل جامعي "السلطان أحمد" و"آيا صوفيا"، ما يضفي للإفطار فيها أجواء روحانية وتاريخية.
وبعد انتهاء الإفطار يعود الضجيج مجددا ويرحل الصمت لتحل محله أصوات الأطفال وأحاديث الناس وهم يتمتعون بالمشروبات التي جلبوها معهم.
ويحرص الجميع في المنطقة على عدم ترك مخلفات الطعام بالمكان، فيحتفظون بما يمكن الاحتفاظ به، وإلقاء ما يجب إلقاءه في سلال المهملات المنتشرة داخل الحديقة.
ويمكن ملاحظة مدى السعادة في وجوه الصائمين جراء تناول الإفطار في هذه الأجواء، تحت أضواء الساحة الخافتة التي تزداد إضاءتها مع حلول المساء.
وبعد الإفطار يتوجه الكثيرون إلى جامع آية صوفيا المجاور للحديقة لأداء صلاة التراويح وينتظرون على الدور لدخوله بشكل منتظم، وبعدها ينطلقون لمتابعة جولاتهم في إسطنبول.
وتتوسط حديقة السلطان أحمد منطقة تاريخية يؤمها السياح من كل حدب وصوب، فيوجد في المنطقة إضافة إلى جامعي السلطان أحمد وآيا صوفيا، قصر "طوب قابي" و"حديقة غولهانة"، و"السوق المسقوف"، وغيرها من الأثار العثمانية.
وتبقى الكثير من المحال التجارية مفتوحة في المنطقة خلال رمضان حتى ساعات متأخرة من الليل لتتيح للراغبين بالتسوق المسائي شراء ما يحتاجونه من أشياء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!