ترك برس

فتحت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، الأسبوع الفائت، والتي كانت الأولى له منذ 12 عاماً، الباب أمام تساؤلات عما إذا كان استكمال التطبيع مع مصر قد يسرّع من خطوة مشابهة مع النظام السوري.

وفي هذا الإطار، سلط مقال تحليلي للمنسق العام لمركز “سيتا” للأبحاث برهان الدين دوران الضوء على سياسات التطبيع التي بدأتها أنقرة منذ 3 سنوات، وقال إن "سوريا بقيت الحلقة المفقودة" من المسار الذي من المتوقع أن يفضي إلى "شراكات استراتيجية".

دوران الذي دائماً ما يرافق أردوغان في زياراته الخارجية، وكان آخرها إلى العاصمة المصرية القاهرة، أضاف في مقاله على صحيفة “صباح“، إنه ومع زيارة أردوغان إلى مصر تكون "رحلة أخرى قد اكتملت من سياسة التطبيع التركية".

وتشكّل الخطوة التركية-المصرية رابطاً جديداً لسياسة تطوي "الشراكات الاستراتيجية".

ويضيف دوران أنها “تطور سيؤثر على معادلات القوة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط التي دخلت حقبة جديدة مع أزمة غزة”.

“4 محاور”

المنسق العام لمركز “سيتا” اعتبر أن “حقبة ما بعد الثورات العربية قد انتهت بالفعل. وانتقلت القوى الإقليمية إلى تفاهم جديد لأنها رأت حدود إدارة صراعاتها في ظل التوتر والصراع”، بحسب ما نقله موقع "السورية" الإخبارية.

ويشير إلى أن وصول إدارة بايدن إلى السلطة (يناير/كانون الثاني 2021) لم ينه سياسة الضغط الأقصى المطبقة على إيران فحسب، بل أطلق أيضاً عملية تطبيع ذات أربعة محاور في الشرق الأوسط:

أ) التعاون بين قطر وأعضاء آخرين في دول الخليج العربية (مجلس التعاون الخليجي).

ب) إيران والسعودية

ج) بين تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ومصر

د) بين إسرائيل والدول العربية.

ويوضح أنه باعتبارها واحدة من الدول التي تبرز في التكيف مع الفوضى العالمية والإقليمية، يبدو أن سياسة التطبيع التي تنتهجها تركيا أكثر نجاحاً من غيرها.

وكانت تركيا قد حققت تقدماً كبيراً في تحسين العلاقات مع العديد من الدول.

وبينما وصلت إلى حد عقد اجتماع تعاون رفيع المستوى مع اليونان، فإنها فتحت صفحة إيجابية جديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد وصلت العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى مستوى يمكن من خلاله مناقشة الشراكة الاستراتيجية.

وبزيارته للقاهرة، اتخذ أردوغان خطوة جديدة في لعبة الشطرنج الإقليمية، ومن خلالها تم تأسيس مستوى تعاون استراتيجي رفيع المستوى في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والدفاع.

ومن ناحية أخرى، دعمت تركيا مصر في أزمة غزة، وعززت سياستها المتمثلة في تركيز دول المنطقة على القضية الفلسطينية.

ماذا عن سوريا؟

رغم المسارات التي تقدمت بها أنقرة إلى الأمام “بقيت سورية الحلقة المفقودة في سياسة التطبيع التي تنتهجها أنقرة منذ ثلاث سنوات”، كما يوضح الباحث دوران.

ويضيف: “بما أن إدارة دمشق اشترطت انسحاب الوجود العسكري التركي من شمال سوريا كشرط أساسي، لم يتم الحصول على نتائج إيجابية من هذه العملية”.

نقطة أخرى أشار إليها المنسق العام لـ”سيتا” وتتعلق بعلاقة أنقرة مع تل أبيب.

وأضاف أن “مجازر حكومة نتنياهو في غزة هي المسؤولة عن التراجع عن التطبيع مع إسرائيل”.

وبذلك فإن “إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تشهد تراجعاً في اتجاهات التطبيع”.

“الكرة في ملعب الأسد”

وكان وزير الخارجية التركي، حقان فيدان قال قبل أسبوعين إن “محاولة النظام السوري وضع شروط مسبقة على تركيا خاطئة”.

وأضاف أن “النظام السوري لا يستطيع حالياً الاجتماع والتفاوض لعدة أسباب”. وأوضح بقوله: “عندما نجمتع لا يمكنهم (النظام السوري) أن يكونوا على طبيعتهم بأي حال من الأحوال.. هناك دائماً دولة أخرى تكون معهم”.

وتابع أيضاً: “هذه ليست مشكلة بالنسبة لنا، لأن لدينا ثقة كاملة في أنفسنا ونعرف ما نريد أن نفعله، بينما القيمة التي نعلقها على الاستقرار في المنطقة واضحة”.

ورغم إشارة فيدان إلى عدم إحراز أي تقدم على صعيد العلاقات مع النظام السوري تشي تصريحاته بأن “كرة التفاوض باتت في ملعب الأسد”.

وقال لتلفزيون “AHABER“: “كما قال رئيسنا، فإننا نبقي باب الحوار مفتوحاً. نحن دولتان متجاورتان. ندافع عن وحدة الأراضي السورية. ولم نقم بأي محاولات لانتهاك عملية أستانة حتى الآن”.

وأضاف أن “العناصر التي ندعمها (في إشارة إلى فصائل المعارضة السورية) لم تقم قط بأي تحرك كبير لعرقلة عملية أستانة”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!