الأناضول

يقضي اللاجئون السوريون في تركيا، شهر رمضان جديد بعيدا عن أرض الوطن. واعتاد بعضهم على الوضع بعد قضائهم عاما أو أكثر في تركيا دون أن تبدو إمكانية عودتهم ممكنة في الأمد القريب، وإن كانوا لم يفقدوا أملهم بعد، في حين نزح بعضهم مؤخرا إلى تركيا، وأنشأوا لأنفسهم مخيمات بدائية على الحدود متحينين أقرب فرصة للعودة الى ديارهم. 

يقيم 3031 لاجئ سوري في مخيم أنشأته لهم الحكومة التركية في ميديات بولاية ماردين جنوبي تركيا. وليس هذا هو اول رمضان للكثير من هؤلاء اللاجئين الذين يستفيدون من بطاقات تمونية توزعها عليهم إدارة الكوارث والطوارئ التركية لشراء احتياجاتهم الغذائية من المتجر الموجود بالمخيم. كما زرع بعضهم الخضروات في مساحات مجاورة لخيمهم، ليستخدموها في وجباتهم.

وفي حوار مع مراسل الأناضول، توجه محمد غريبي، الذي هرب مع عائلته من محافظة إدلب السورية، ويقضي رمضانه الثاني في تركيا،بالشكر لتركيا على حسن ضيافتها للاجئين السوريين ودعمها لهم، مشيرا إلى تناول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، طعام الإفطار في مخيمهم، وتجديده التأكيد على أن الأتراك هم الأنصار والسوريين هم المهاجرين.

سمير العمر، قدم إلى المخيم هو وعائلته أول أيام رمضان الماضي، وقال في حديث مع الأناضول، إن رمضان الماضي مر صعبا عليهم، وإنهم قضوا العيد في البكاء لبعدهم عن بلادهم، إلا أنهم اعتادوا على الوضع فيما بعد. واعتبر سمير أنه وعائلته في وضع جيد، حيث أن كثيرين لا يجدون ما يتوفر لهم بالمخيم.

شهدت ولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا خلال الأيام الماضية موجة نزوح جديدة، من السوريين الذين فروا من مدينتي تل أبيض ورأس العين السوريتين، بسبب غارات طائرات التحالف، وضغط الجماعات الكردية.

أقامت مجموعة  تتكون من حوالي 200 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، مخيما بدائيا في منطقة أقجة قلعة بولاية شانلي أورفا على الحدود مع سوريا، على أمل أن يعودا إلى بلادهم فورهدوء الأوضاع.

تقيم زبلة أيوب، في هذا المخيم البدائي، الذي قالت للأناضول إن 60 عائلة نازحة شيدته بشكل بدائي باستخدام الأغطية، وتقيم في بعض خيمه 3 عائلات معا. تشتكي زبلة من درجات الحرارة المرتفعة التي تتسبب في فساد الأطعمة التي يوزعها عليهم فاعلو الخير، إلا أنها تحمد الله على ابتعادهم عن خطر الموت الذي لاحقهم في سوريا.

أمينة سيف، التي تقطن المخيم البدائي هي الأخرى، قالت للأناضول إن تركيا قدمت لهم يد العون في الوقت الذي كانوا قد فقدوا فيه الأمل تماما، معربةً عن سعادتها بنعمة الأمان في تركيا، وعن أملها في العودة قريبا إلى سوريا. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!