ترك برس

عقب فوز المعارضة التركة بالانتخابات المحلية خلال مارس/ آذار الماضي، تعالت بعض الأصوات في صفوفها للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة رغم أنها أجريت قبل أقل من عام وفاز بها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

وفي الوقت الذي تصر فيه المعارضة ولو بشكل غير مباشر على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تؤكد الحكومة وتحالف الجمهور المكون من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، على إجرائها في موعدها المحدد بعد قرابة 4 سنوات.

بعد يوم واحد من إعلان نتائج الانتخابات البلدية، طالب مرشح حزب “الرفاه من جديد” عن مدينة إسطنبول محمد ألتينوز -في مؤتمر صحفي داخل مقر الحزب- بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وبرر السياسي التركي مطلبه بقوله “لم يعد لدى الناس أموال في جيوبهم، والتجار يغلقون أعمالهم، لذا فإن إجراء انتخابات مبكرة أصبح ضرورة”.

لكن الكاتب الصحفي التركي محمد جيليك استبعد اللجوء إلى هذا الخيار، موضحًا أن “الانتخابات المبكرة يمكن أن تحدث بطريقتين، إما أن يطالب البرلمان بانتخابات مبكرة، أو تكون هناك مطالبات بتعديلات في الدستور، لكنني أرى أنه من الصعب إجراء انتخابات مبكرة في المستقبل القريب”.

موقع "الجزيرة مباشر" نقل عن "جيليك" قوله: “أمامنا 4 سنوات دون انتخابات، وبما أن العدالة والتنمية حصل على المركز الثاني في الانتخابات البلدية، فهو الآن في فترة محاسبة النفس بعد الهزيمة، ولا ينبغي أن نتوقع من الحكومة أن تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة دون إجراء تحسينات في بعض المجالات خاصة بالاقتصاد”.

وتوقع جيليك أنه “في حال حدوث انتخابات فستكون في عام 2028، لأنه ليس في مصلحة أي طرف أن تحدث انتخابات مبكرة خاصة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد”.

من جهتها، قالت نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض غمزة تشيتجار في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن الضغط الاجتماعي قد يولّد فكرة الانتخابات المبكرة، وإن نجاح الحزب خلال الانتخابات بُني على ما قدمته البلديات خلال السنوات الخمس الماضية. وأضافت “الشعب يريد التغيير”.

حزب “الرفاه من جديد”

وبشأن حديث المعارضة على أن نتائج الانتخابات البلدية هي الجولة الثالثة من انتخابات الرئاسة التركية (بعد الجولة الأولى والإعادة)، أكد جيليك أن المعارضة تعتقد أنها تفوقت على الرئيس أردوغان، إذ ترى أن هذه الانتخابات ليست محلية فقط، بل تصويت مباشر للرئيس أردوغان.

وأوضح “لا أرى أن هذا الكلام صحيح، لأنه في الانتخابات الرئاسية عام 2023 كانت الظروف أصعب من ذلك بكثير، وفاز أردوغان بفترة جديدة رغم كل محاولات المعارضة لإسقاطه”.

ورأى الكاتب التركي أنه في حال فهم العدالة والتنمية الرسائل التي وجهها الناخبون إليه من خلال الصناديق، فبإمكانه أن ينافس وبقوة في الانتخابات القادمة، لأن بديله هو الحزب الوليد “الرفاه من جديد” الذي سيخضع لتقييم الجماهير خلال الفترة المقبلة.

وأوضح أن “أكبر العوامل المؤثرة في الانتخابات المقبلة تتحدد فيما إذا كان أردوغان سينافس في ولاية جديدة من عدمه”.

آراء المواطنين الأتراك

واستطلع موقع الجزيرة مباشر آراء بعض المواطنين بشأن الانتخابات المبكرة، وقال المواطن التركي فاضل عثمان إنه لا داعي لانتخابات مبكرة، مضيفًا “الأمور تسير على ما يرام، وأنا صوَّت لصالح الشعب الجمهوري، لكن إذا حدثت انتخابات مبكرة ستكون هناك فوضى في البلاد نحن في غنى عنها. أعتقد أن الرسالة وصلت إلى العدالة والتنمية، والكرة الآن في ملعب أردوغان”.

وأعربت التركية صبيحة يلدريم عن استيائها من دعوات حزب “الرفاه من جديد” إلى انتخابات مبكرة، قائلة “أنا من داعمي الحزب، ولكنني صُدمت بهذه الدعوات، إذ إننا جميعًا أبناء البروفيسور أربكان، ولا داعي لتقسيم الصف الإسلامي المحافظ، ففي النهاية هدفنا واحد، وأعتقد أن الحزب بدأ ينجرف في طريق مختلف”.

بينما يرى إبراهيم جنكيز ضرورة أن تكون هناك انتخابات مبكرة بسبب الوضع الاقتصادي الكارثي، وفق وصفه، إلى جانب الزلزال المنتظر، مضيفًا “أعتقد أننا بحاجة إلى التغيير، وأدعو إلى إعطاء فرصة لأكرم إمام أوغلو وللشعب الجمهوري لحل المشكلات المستعصية”.

ووفق شولا كايا، فإنها على مدار سنوات تصوت للعدالة والتنمية، لكن ازدواجية المعايير في السياسة الخارجية وخاصة في حرب غزة دفعتها إلى عدم الذهاب للتصويت في الانتخابات البلدية كنوع من الاحتجاج، مضيفة “أنا غاضبة لكن هذا لا يعني أنني أوافق على انتخابات مبكرة، لا أرى أن أحدًا يصلح لإدارة البلاد سوى أردوغان”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!