ترك برس

يتميز الاستعمار الحديث بالاعتماد على التبعية الاقتصادية والعسكرية والثقافية، والتبعية تعني سعي بعض الدول لربط الدول الأخرى بها من خلال بعض الأساليب السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، من جانب سياسي وعسكري فيتم من خلال عقد الاتفاقيات والصفقات السياسية والعسكرية التي تحتوي على بعض الشروط التي تحد من حرية تصرف الدول المستهدفة من خلال هذه الصفقات، أما الأساليب الاقتصادية فتتمثل بتقديم الدعم والديون الاقتصادية للدول المحتاجة مما يجعل هذه الدول مرتبطة وتابعة للدول الدائنة. وفي نهاية يتم الجانب ثقافي من خلال الأفلام والمسلسلات والأغاني، ويقال لهذه العملية صناعة الثقافة المشهورة.

وتركيا، كغيرها من الدول  التي تسعى للمحافظ على استقلاليتها في القرار السياسي والاقتصادي، سعت إلى إيجاد سبل تحافظ على استقلاليتها ومركزيتها في صناعة القرار. تأسست تركيا في عام 1923، ولكن بسبب كونها دولة جديدة محاطة بالكثير من ديون الدولة العثمانية الجمة بقيت دولة تابعة لبعض الدولة الأخرى، بعد تخلص تركيا من سداد الديون وبعد تحقيقها مستوىً ملحوظًا من الاكتفاء الاقتصادي الذاتي عملت على تأسيس مؤسسة تنتج أسلحة عسكرية وجوية مستقلة، أسمتها "شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "توساش". تأسست توساش بتاريخ 28 حزيران/ يونيو 1973 كأحد الدوائرالتابعة لوزارة الصناعة والتكنولوجيا بهدف تخفيف تبعية تركيا للدول الأخرى في مجال الصناعة الدفاعية الجوية.

بقيت توساش تابعة لوزارة الصناعة والتكنولوجيا لغاية عام 1984 إذ بعد هذا التاريخ أصبحت شركة خاصة باسم شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية، وبقى اختصارها "توساش" ثابتًا ولم يتغير. وكما هو واضح من اسمها، يُعد مجال الإنتاج الرئيسي لتوساش هو صناعة أسلحة الدفاع الجوية والفضائية. ومن الصناعات التي تقوم بها توساش والتي أظهرت فيها مستوى عالي من النجاح:

ـ الصناعات المدنية. تهدف الشركة لإنتاج طائرات مدنية بأيدي تركية. وتعتمد تركيا في صناعتها بهذا المجال على التعاون مع الدول الأخرى لكنها تُبقي إدارة ورئاسة المشاريع بيدها. ومن الطائرات المدنية التي استطاعت تركيا إنتاجها أو المشاركة في إنتاجها خلال عملها في هذا المجال:

ـ طائرة A 400m التي تُستعمل في الإغاثة الإنسانية وتزويد الطائرات الميدنية بالوقود وهي بالجو.

ـ A 350 طائرة نقل مدنية واسعة ومزودة بأحدث الأجهزة التكنولوجية. تم إنتاجها من خلال التعاون مع تركيا وبعض الدول الأوروبية.

ـ AW 139 طائرة هليكوبتر مدنية تم إنتاجها من قبل المهندسين الأتراك، وتُستعمل كعربة إسعاف أولية جوية، كما يمكن استعمالها لنقل الدبلوماسيين ورجال الأعمال.

ـ صناعة الطائرات الحربية. تعمل توساش بشكل عام من خلال هذا المجال في إنتاج الطائرات الحربية F16.

ـ صناعة طائرات الهليكوبتر. تعمل "توساش" في مجال الصناعة هذا على تطوير طائرات الهليكوبتر العسكرية المستخدمة في عمليات الاستكشاف والقصف العسكري. ومن طائرات الهليكوبتر العسكرية التي استطاعت توساش إنتاجها بأيدي تركية خالصة، لكن عن طريق التعاون مع مركز الصناعات العسكرية الإلكترونية "أسيل سان" ووزارة الدفاع التركية، طائرة ATAK T129 التي تم الإعلان عنها بشكل رسمي وبدأ عرضها للبيع بتاريخ 22 نيسان/ أبريل 2014.

ـ طائرات بدون طيار استكشافية. الطائرة التي استطاعت انتاجها تركيا في هذا المجال ولكن لم تنتهي منها بشكل كامل هي طائرة أنكا، وهناك بعض المشاريع الأاخرى التي تسعى توساش لإنجازها في هذا المجال مثل طائرة كاكليك وشيمشيك وتورنا. وتهدف توساش إلى إنتاج طائرات بدون طيار بتقنية تكنولوجية عالية جدًا تمكن الأجهزة العسكرية من استخدامها في الهجوم والمهام الاستكشافية.

طائرة أنكا بدون طيار

ـ صناعة الأنظمة الفضائية. تشمل صناعة الأقمار الصناعة الاستكشافية ولوازمها، وقد تم إنتاج بعض الأقمار الصناعية الاستكشافية في هذا المجال مثل "غوك تورك 1" و"غوك تورك 2". مهمة هذه الأقمار رصد المعلومات الاستخباراتية حول العالم عن طريق التقاط صور ومشاهد متحركة بجودة عالية على الرغم من الأعراض الجغرافية مثل الغابات والغيوم الماطرة، كما يمكن استعمال هذه الأقمار في التحكم بالصاوريخ عن بعد.

ـ الصناعات اللوجستية. تشمل صناعة جميع المستلزمات اللوجستية الخاصة بالأنظمة الموجودة أعلاه، كما تشمل صناعة بعض أجهزة التحكم والتواصل اللاسلكي عن بعد والأجهزة الحديثة الخاصة بغرفة العمليات.

الاستثمار في توساش

وبما أن توساش شركة إدارية ربحية تساهمية، فهذا يعني أنّ من الممكن الاستثمار وشراء أسهم فيها من أجل الاستثمار الربحي.

ويتم شراء الأسهم التشاركية في توساش من خلال بورصة إسطنبول، كما يمكن الحصول على وكالة بيع من توساش عن الطريق التنسيق مع وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية والعسكرية الموجودة في البلاد التي يُراد أخذ وكالة البيع فيها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!