الأناضول 

أدى ترشيح رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، وزير خارجيته "أحمد داود أوغلو" لتولي رئاسة الحكومة، وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، خلفا له، إلى ردود أفعال كبيرة داخل الأوساط التركية المختلفة، ولا سيما الوسط السياسي بالحزب الذي استقبل الترشيح بترحيب كبير.

وفي هذا الشأن قال "أمر الله إيشلر"، نائب رئيس الحكومة التركية، "بكل تأكيد نرحب بترشيح "داود أوغلو"، لهذا المنصب، وفي الـ (27) من الشهر الجاري سينعقد المؤتمر الطارئ للحزب، ويوافق المندوبون على الترشيح، ليصبح رئيسا عاما للحزب، وللوزراء بشكل رسمي، ونحن نتمنى له التوفيق".

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها "إيشلر"، عقب انتهاء مراسم الإعلان عن ترشيح الوزير التركي، والتي أكد فيها على أهمية المشاورات التي تتم داخل الحزب الحاكم، بخصوص عدد من القضايا المصيرية، والهامة.

وأوضح أن ترشيح "داود أوغلو"، جاء بعد قيام اللجنة التنفيذية العليا بالحزب، بدراسة النتائج التي أسفرت عنها عملية المشاورات، التي يجريها الحزب منذ فترة، مضيفا: "وهكذا أخذنا قرار ترشيح وزير الخارجية لهذا المنصب".

وتابع قائلا: "لقد كان لحزب "العدالة والتنمية"، دورا كبيرا في تأسيس دولة تركية حديثة منذ انتخابات (3) كانون الأول/ديسمبر 2002، وحتى الآن، ونحن سنواصل العمل على نفس المنوال، حتى نحقق الأهداف، التي وضعناها نصب أعيننا لنحققها بحلول عام 2023".

من جانبه أعرب وزير الطاقة والموارد الطبيعية "تانر يلدز"، عن أمنياته للوزير التركي بدوام التوفيق في المنصب الجديد، بعد الموافقة على ترشيحه في المؤتمر العام الطارئ للحزب، مشيرا إلى أن "أعضاء الحزب الحاكم في كافة المناصب يبذلون كل ما في وسعهم من أجل تقدم البلاد، وراحة المواطنين، ورفاهيتهم".

وأشار إلى أن الحزب الحاكم وضع سلسة من الأهداف، ليحققها على فترات متتالية، من أجل رفعة تركيا في كافة المجالات، وفي المحافل الدولية، بحسب قوله، معربا عن أمله في أن تستمر الحكومة الجديدة، في تحقيق النجاحات كما فعلت الحكومات السابقة.

وفي سياق متصل قال وزير العدل التركي "بكر بوزداغ": "ترشيح الوزير "داود أوغلو"، يوم تاريخي في الحياة السياسية لحزب العدالة والتنمية"، معربا عن تمنياته له بالتوفيق في منصبه الجديد.

وأوضح أن كافة كوادر حزب "العدالة والتنمية"، على درجة كبيرة من القوة، والمسؤولية، تمكنها من حل المشاكل التركية، وتجاوزها، وقيادة البلاد إلى مسافات أبعد، من النقطة التي وصلت إليها.

وأكد "بوزداغ" أن الحزب الحاكم لا يشهد أي مشاكل، أو انقسامات داخلية، مضيفا: "ومن ينتظر أن يحدث شيئا كهذا في الحزب سينتظر طويلا دون فائدة، فكافة القرارات في الحزب يتم اتخذها بناءا على معايير، وأمور، وقواعد معمول بها منذ التأسيس".

ونفى "بوزداغ"، ما أُثير حول نية "بن علي يلدريم"، كبير مستشاري "أردوغان"، عقد مؤتمر صحفي، غدا الجمعة، ليعلن رفضه لترشيح "داود أوغلو"، وأكد "بوزداغ" أن "يلدريم"، كان موجودا مع كوادر الحزب أثناء الإعلان عن ترشيح الوزير للمنصب.  

ومن جانبه قال "أفكان أعلا" وزير الداخلية، إن كواد الحزب ستبذل كل ما في وسعها من أجل نجاح الوزير "داود أوغلو"، في منصبه الجديد، سائلا الله تعالى أن يوفقهم جميعا من أجل رفعة البلاد، وتقدمها.  

وفي نفس الشأن قال "محمد على شاهين" نائب رئيس الحزب الحاكم، إنهم سيواصلون عملهم بنفس الوتيرة، بل وأسرع مع الرئيس الجديد لمواصلة النجاحات، لتحقيق الأهداف الكبيرة، التي يسعى الحزب لتحقيقها.  

وأوضح أن عملية ترشيح "داود أوغلو"، جاءت بعد فترة عصيبة، مضيفا: "والأحزاب الحاكمة تعيش في الغالب فترات عصيبة عن ترشيح أحد لرئاستها، نظرا لكثرة الخيارات المعروضة، وكلها متكافئة، ومتقاربة، بشكل كبير، فيصعب الاختيار بين مرشح، وآخر". 

ولفت إلى أن المشاورات، التي أجراها الحزب منذ فترة استقرت على ترشيح مرشح واحد لرئاسة الحزب والحكومة، على أن ينعقد المؤتمر العام الطارئ للحزب في الـ (27) من الشهر الجاري للموافقة على الترشيح. 

وأكد أن حزبهم له هدف واحد لا غير، ألا وهو خدمة تركيا وشعبها، معربا عن أمله في أن تكلل جهودهم بالنجاح في إنهاء مسيرة السلام الداخلي كما خطط لها. 

وأعلن "أردوغان"، ترشيح وزير الخارجية، "داود أوغلو"، في وقت سابق اليوم، لرئاسة حزب "العدالة والتنمية"، الحاكم، ورئاسة الوزراء.

وأوضح أردوغان في كلمته اليوم بعد انتهاء اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية للحزب، أن العزم، والحزم، اللذان أظهرهما "داود أوغلو"، في مكافحة "الكيان الموازي"، أسهما في ترشيحه لرئاسة الحزب، ورئاسة الوزراء، لافتاً إلى أن هذا القرار جاء على ضوء استشارات مكثفة في الحزب، ومختلف تشكيلاته. 

جدير بالذكر أن الإعلان الرسمي (البروتوكولي) عن تعيين "داود أوغلو"، لرئاسة الحزب، وبالتالي رئاسة الوزراء، سيتم في  المؤتمر العام لحزب "العدالة والتنمية"، الذي سيعقد في (27) آب/ أغسطس الجاري، ليكون بذلك "داود أوغلو"، رئيس وزراء الحكومة الـ (62) في تاريخ الجمهورية التركية.

يذكر أن ترشيح "داود أوغلو"، للمنصب خلفاً لأردوغان جاء بعد فوز الأخير في الانتخابات الرئاسية التي جرت في (10) أغسطس/ آب الجاري حيث حصل على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين.

ومن المنتظر أن يتسلم "أردوغان" مهام منصبه الجديد رسميا في الـ (28) من الشهر الجاري، وهو تاريخ نهاية مدة ولاية الرئيس الحالي "عبد الله غل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!