الأناضول

جددت الخارجية التركية نفيها  صحة الادعاءات القائلة بأن تركيا ستعطي ضريح سليمان شاه (جد "عثمان غازي" مؤسس الدولة العثمانية)، في سوريا، إلى تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، مقابل اطلاق سراح موظفي القنصلية التركية في الموصل بالعراق، الذين تم اختطافهم في وقت سابق.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية التركية "تانجو بيلغيج"،اليوم الجمعة، عن أسفه لما تداولته صحيفة تركية اليوم الجمعة، من إدعاءات في هذا الشأن، مؤكدا أن تلك الإدعاءات لا أساس لها من الصحة وأنها  من صنع الخيال.

وكانت الخارجية التركية، قد  أصدرت أمس بيانا  حول المزاعم ذاتها التي تناقلتها وسائل إعلام، مؤكدة أن الادعاءات لا أساس لها من الصحة، واصفة إياها بـ"التصرف اللامسؤول".

وشدد البيان، على أنه لا يمكن القبول باستغلال المواضيع المتعلقة بالأمن القومي، وسلامة المواطنين، بأي شكل من الأشكال، مشيرا إلى أنه  لايمكن اعتبار ذلك من الحريات الصحفية.

وأكدت الخارجية ضرورة مراعاة الاخلاق المهنية، حيال هذا الموضوع الحساس للغاية، وتجنب نشر الشائعات المغرضة، الرامية لتضليل الرأي العام، داعية كافة وسائل الإعلام إلى التحلي بالمسؤولية اللازمة.

كما دعت الخارجية المواطنيين إلى عدم الاكتراث لمثل هذا الإشاعات الكاذبة، مشيرة إلى تواصل العمل بتنسيق بين كافة المؤسسات المعنية من أجل عودة موظفي القنصلية إلى الوطن بسلام.

وتنص "اتفاقية أنقرة" التي أبرمت بين مجلس الأمة التركي (البرلمان) والحكومة الفرنسية المنتدبة على سوريا، في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 1921، والتي أنهت الحرب بين الجانبين وأفضت إلى تبادل الأسرى، أن منطقة ضريح "سليمان شاه" - الذي كان في قلعة جعبر قبل أن تغمر بمياه بحيرة الثورة نتيجة إقامة سد الفرات (الطبقة) عام 1973 – هي أرض تركية.

 وبعد إتمام بناء سد الفرات، طلبت الحكومة السورية من نظيرتها التركية، نقل الضريح إلى تركيا أو أي مكان آخر، خشية انغماره بمياه السد، فاتفق الجانبان، على نقل الضريح والرفات إلى منطقة تقع على ضفة نهر الفرات، بالقرب من قرية "قره قوزاق"، على الطريق التي تربط محافظة حلب بمحافظة الحسكة السورية، ثم أبرمت اتفاقية ثانية بين الحكومتين في 22 كانون الثاني/ يناير 2003، وقعت في العاصمة التركية أنقرة، إذ اتفق الجانبان على تحديد مساحة الضريح ومحيطه بـ 10 آلاف و96 متر مربع، وقيام تركيا بإعادة ترميم الضريح والمخفر وفتح الضريح أمام الزوار، ويعتبر الضريح، هو الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة، يسهر على حمايتها جنود أتراك، يتم تأمين تبديل وردياتهم عبر حوّامة تركية بشكل شهري.

يذكر أن "سليمان شاه" كان زعيم قبيلة "قايي" - إحدى قبائل الأتراك الأوغوز الـ 24 الذين يعرفون في التاريخ باسم التركمان؛ كما ورد في كتاب ديوان لغات الترك للشيخ محمود الكاشغري المؤلف عام 1074، وكتاب "تاريخ أتراك الأوغوز" للمؤرخ التركي "فاروق سومر" - وتوفي عام 1219 مع إثنين من جنده، أثناء محاولته عبور نهر الفرات، حيث كان في طريقه باتجاه الأناضول، قادماً من أواسط آسيا (تركستان).

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!