بكر هازار – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

أصبحنا اليوم عندما نتحدث عن المصالح العليا لدولتنا، نرى أناسا من بيننا يتنافسون في خدمة العالم من أجل الوقوف في وجهنا، وتبدأ الصحف المدعومة برأس مال يهودي بحملة كي وعي للمواطنين في بلادنا.

ارهاب حزب العمال الكردستاني يقتلنا كل يوم، ويدمر ويحرق ويهاجم، ويتسبب باستشهاد رجال الشرطة والجنود، ويقتل المدنيين، وبعدها، يأتي أحد "المثقفين" الأتراك، لينتقد ويهاجم الدولة التركية في مقابلة مع إحدى الصحف الفرنسية، وهؤلاء يتفانون في الافتراء على الجيش التركي الذي يقدم الشهداء في سبيل مواجهة الارهاب، ويصيحون بأنّ "الطائرات التركية تقصف المدنيين"، وعندما تم قصف مخازن المخدرات ومخازن أموال المخدرات التابعة لحزب العمال الكردستاني، وقف العالم على قدميه، وصاح حزب الشعوب الديمقراطي بأنه "تم قصف المدنيين" في هذا الهجوم.

ألا يرى هؤلاء كيف يتصرف الإعلام الغربي عندما يريد تحقيق مصالح لبلادهم؟ تذكروا ما فعله الجيش الأمريكي قبل دخول العراق، أحضر كل وسائل الإعلام والصحفيين ونقلهم بالسفن والبواخر إلى هناك، وعندما أعلن "جيش" الصحفيين بأنه جاهز بعد نصب الكاميرات وتوجيه الإشارة والبث، دخلت القوات الأمريكية أرض العراق، وصوروا الجنود الغازين على أنهم "أبطالا".

ونحن لم نقصر أيضا، وجلسنا أمام شاشات التلفاز لنتابع ما يرى، أكثر من 20 قناة محلية تركية دخلت في موجة بث حي ومباشر، لكن لم يكن لديهم هناك في المنطقة أي كاميرا ولا أي مراسل، وإنما كانوا يأخذون ما تصوره وتبثه لهم قناة CNN، وما تعمله القنوات التركية هو ترجمة فورية لما تريد القناة إيصاله للعالم، وكذلك فعلت القنوات العربية وعلى رأسها الجزيرة.

كان الإعلام الغربي يصوّر ويبث ما يريده، ونحن نقوم بدورنا بتقديمه لـ 77 مليون إنسان، هم كانوا يعطوننا ما يريدون، ونحن نعرض للناس ذلك، ومصادر الأخبار محدودة بمصادرهم فقط، ولذلك كنا نفكر ونحلل ونبرر حسب الأخبار التي يوردونها لنا، وكنا بذلك نساهم في كي وعي الناس بالطريقة التي يريدها الغرب تماما.

لم يكن لدينا في ذلك الوقت وسائل إعلام تركية توصل للعالم الأحداث كما يراه الأتراك، وبالطريقة التي تصب في مصالح الدولة التركية، وأنا أكتب هذه الكلمات بعد خروجي من زيارتي في الأيام الماضية لمبنى قناة TRT  في اسطنبول، فما يجري في هذه القناة هو أمر يبعث على الافتخار، لأنّ جميع العاملين فيها يحبون الوطن، ويريدون خدمته، وشاهدت حجم التحضيرات القائمة من أجل إطلاق بث باللغة الانجليزية، لإسماع صوتنا للعالم، بالطريقة التي نريد.

نعم، أقولها وبكل افتخار، في القريب العاجل، ستنطلق قناة TRTWorld إلى العالم، من أجل إسماع صوت تركيا للعالم بأسره باللغة الانجليزية، وتركيا بحاجة إلى وسائل إعلام بطابع دولي تسمع الناس وجهة النظر التركية، لتشكل نجاحا على صعيد الإعلام، بعد النجاحات الأخرى في قطاعات أخرى مثل وسائل المواصلات وخطوط الطيران، والذي رسخته الخطوط الجوية التركية التي تتقدم يوما بعد يوم نحو أنْ تكون الأفضل في العالم.

ولهذا على تركيا اليوم أنْ تستخدم نفس السلاح الذي يستخدمه الإعلام الغربي، وذلك من خلال التواصل مع مراسلين من قلب تلك الدول لينقلوا الأخبار كما تريد تركيا أنْ يسمعه العالم، ولهذا سيكون لقناة TRTWorld دورا مهما في ذلك إن شاء الله، حتى تكون رادعا لكل القنوات الإخبارية المحلية والدولية التي تحاول تصوير جنودنا "المحمديين" بأنهم يقتلون المدنيين في شرق البلاد.

كما أتمنى أنْ يخرج من دولتنا رجال أعمال قادرين على شراء الصحف والوسائل الإعلامية المدعومة برأس مال إسرائيلي، لنكن موحدين، ولنكثر من المثقفين المادحين لجنودنا الأبطال، ولا تنسوا أنّ في العالم ثلاث قوى كبيرة، وهي الدولة، الجيش والإعلام.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس