بكر هازار – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

كل الأصدقاء والحلفاء في الساحة الدولية هم مزيفون، لأنّ ما يهمهم بالدرجة الأولى هو مصالحهم فقط، فانظروا على سبيل المثال إلى ألمانيا التي تدعم حزب العمال الكردستاني منذ سنين طويلة، وذلك لأنها تخاف من 3.5 مليون تركي يعيشون في أوروبا، ولهذا كانت مليارات الدولارات تتدفق من ألمانيا إلى جبل قنديل.

ووصل الأمر في الآونة الأخيرة، إلى أنْ نكتشف وجود أسلحة ألمانية الصنع بيد حزب العمال الكردستاني، وعلى ما يبدو أنّ الألمان باعوا هذه الأسلحة للبشمركة، وباعتها الأخيرة لحزب العمال الكردستاني، واعتقد أنهم يرسلون هذه الأسلحة عن طريق سفن ناقلات النفط التي تتجه إلى اللاذقية من أجل أخذ نفط داعش، وتنتقل الأسلحة عن طريق وحدات الحماية الكردية (YPG) بالتنسيق مع بشار الأسد.

وفي مقابل تسليم حزب العمال الكردستاني أسلحة ألمانية الصنع تهدد عرباتنا المصفحة، قامت حكومة برلين بسحب صواريخ الباتريوت من الأراضي التركية، وبرّر رينير ارنولد بكل وقاحة سبب قيام ألمانيا بذلك بأنّ "الضربات الجوية التركية كانت موجعة لحزب العمال الكردستاني".

وأكبر الحروب التي تقودها ألمانيا ضد تركيا هي التي تجري في البلقان، فقد تسلمت ألمانيا تقريبا السيطرة والهيمنة على كرواتيا، وأصبح الكروات يعيشون حياة التبعية للألمان، ونفس الأمر ينطبق على البوسنة والهرسك، حيث أصبحت تابعة للبنوك الألمانية، واصطدم الألمان بعدها بالبنوك التركية والدولة التركية.

التوسع الذي تريد تحقيقه ألمانيا من كرواتيا ومرورا عبر البوسنة نحو الشرق الأوسط، تسعى من خلاله للسيطرة على تركيا أيضا، وتستخدم من أجل ذلك حزب العمال الكردستاني منذ سنوات طويلة، كما دعمت وتدعم الجهات اليسارية المتطرفة، وقد ثبت ذلك بالدليل القطعي بعد وجود عملاء يحملون جوازات سفر ألمانية بالقرب من أماكن حصلت فيها تفجيرات وأحداث عنف.

هذه الدولة المنافقة التي تتعاون مع قتلة الإنسانية، تأتي إلينا اليوم لتعطينا دروسا في حقوق الإنسان، ويلقون التهم على دولتنا وعلى رئيس جمهوريتنا فيما يتعلق بالحق والحقوق. وبالعودة إلى تاريخنا، فإننا نجد أنّه كلما عبر السلطان سليم الأول (ياووز سليم) منطقة إدرنة نحو البلقان، كان الجيش الإيراني يدخل ارزوروم التركية، وبعد عودته ذهب بجيشه العثماني إلى إيران وأجبرها على الاعتذار والتراجع، لكنه عندما يعود مرة أخرى نحو البلقان تكرر إيران فعلتها وتدخل ارزوروم.

لكن الحرب اليوم تُقاد بالأموال وبالإرهابيين، فكلما حاولنا الاقتراب من خطوط النفط لتصبح لنا يد تتحكم فيها، كلما شن حزب العمال الكردستاني هجماته، وكلما توجهنا نحو البلقان، يبدأ حزب العمال الكردستاني بالضرب في مناطقنا الشرقية، وخلال زيارة البابا لتركيا، قام رئيس الجمهورية اردوغان بقراءة فيرمان حقوق الإنسان الذي كتبه السلطان محمد الفاتح قبل 650 سنة، ثم أهداه إلى البابا، وبعد فترة قصيرة زار اردوغان البوسنة، وبعدها مباشرة قام البابا بتغيير جدول زياراته ليتجه نحو البوسنة والهرسك في زيارة مفاجئة.

وكان اردوغان قد افتتح مسجد الفاتح في البوسنة قبل عدة أسابيع، والآن نسمع إلى جانبه أجراس كنيسة جديدة، فأصبحنا نرى هناك مأذنة يعتليها الهلال، وعلى بعد 100 متر فقط نرى الصليب يعتلي الكنيسة.

تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بزرع ضباعها الأوروبية في مواجهة مساعي تركيا في البلقان، وهناك العديد من الناس يخدمون هؤلاء ويرسلون أبنائهم إلى الموت دون أنْ يعلمون أنهم يخدمون بلاد الصليب، وهذا ما يجب أنْ يدركه جيدا إخوتنا الأكراد الذين يؤمنون بالله الذي نؤمن به.

في أول هجوم على مسجد "الغازي خسرو بك" في عاصمة البوسنة سراييفو قُتل إمام المسجد من قبل الصرب، وبعد ذلك خرج تواليا 30 شخص إلى المأذنة ليصدحوا بالأذان رغم معرفتهم المسبقة بمصيرهم، وقد قتلوا جميعا، لكن الأذان لم يصمت على الإطلاق، وهذه الحقيقة يجب أنْ لا ينساها خادمو التحالف الصليبي الصهيوني من الملحدين وحزب العمال الكردستاني وغيرهم.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس