حسين بسلي – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

1 - المواطن التركي بدأ يسأل السؤال التالي: "ما الذي سيحدث في الثاني عشر من أيلول سبتمبر القادم؟". فيجيبه الاخر: "لقد حدث انقلاب عسكري أطاح بالحكومة المدنية في الثاني عشر من سبتمبر عام 1980".

2 – من الواضح أنّ المؤتمر العام لحزب العدالة والتنمية الذي سيجري في الثاني عسر من أيلول/ سبتمبر القادم، أثار فضول المواطنين الأتراك منذ لحظة الإعلان عن موعد هذا المؤتمر من قِبل قيادة الحزب. ومن المعلوم أنّ رغبة الشارع التركي في معرفة ما سيجري في هذا المؤتمر وما سينتج عنه من قرارات، لا ينبع من كون أنّ هذا المؤتمر سوف يعقد قبيل الانتخابات المبكرة، فهذا المؤتمر له أبعاد أخرى ايضاً. فما سبب انتظار الشارع التركي لهذا المؤتمر بهذا الشكل؟.

يبدوا أنّ أنصار حزب العدالة والتنمية والقاعدة الشعبية الواسعة، تطالب القيادة المركزية للحزب بإجراء تغييرات جذرية ومحورية في الهيكلية العامة للحزب. ومن الواضح انّ هذه القاعدة رأت في المؤتمر العام أفضل فرصة للإعلان عن هذا التغيير والتشكيلة الجديدة.

3 – من المعلوم لدى الجميع أنّ عملية التجديد، يُفهم منها تخلّي القيادات القديمة لمناصبها لصالح الفئة الجديدة المليئة بالنشاط والحيوية. لكنّ الغريب في هذا المؤتمر، أنّ أنصار العدالة والتنمية لن يطالبوا بتخلّي الطاقم القديم لمناصبهم لصالح الجدد، لأن الطاقم الموجود هو الطاقم الجديد. بل يطالبون بعودة الطاقم القديم لاستلام زمام الأمور في الحزب. ولهذه الخطوة عدّة أسباب مما لا شك فيه.

لقد أشرف على تأسيس حزب العدالة والتنمية، أولئك المثقفين الذين اكتسبوا الخبرة السياسية من مأساة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. وقد سخّر هذا الطاقم إمكاناته وخبراته لتأسيس مرحلة جديدة في تركيا وذلك من خلال دمج أفكارهم وخبراتهم بالفكر المعاصر الجديد. لكن خلال الأعوام الأخيرة تعاظمت القوة والهيمنة السياسية في البلاد، ما انعكس ذلك سلباً على شتّى الطّبقات وحتّى الطبقة المثقفة في تركيا. ومن المعروف أنّ النهج الذي يتّبعه حزب العدالة والتنمية فيما يخصّ تنشئة الكوادر القيادة قائم على أساس البدء من الفئات العمرية الصغيرة. ولأنّ الفئة الجديد الناشئة لم تستطع بلوغ الخبرة السياسية الكافية، فإنّ الحاجة للخبرات القديمة بدأت تظهر من جديد.

إنّ المؤتمر العام لحزب العدالة والتنمية الذي سيعقد في الثاني عشر من أيلول، لا شكّ أنه يستحوذ على أهمية بالغة، لكن الأهم من هذا المؤتمر هو السعي لإيجاد أفكار جديدة والعمل على إنشاء الجيل الجديد القادر على حمل اللواء من أسلافهم. 

عن الكاتب

حسين بسلي

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس