
جلال سلمي - خاص ترك برس
بدأت عملية السلام الداخلي في تركيا عام 2012 حققت تركيا خلالها ازدهار ديمقراطي وحقوقي وسياسي واقتصادي ملحوظ ولكن هذا الازدهار لم يكتب له الاستمرار طويلًا إذ قام حزب العمال الكردستاني بالانقلاب المفاجئ على عملية السلام الداخلي الأمر الذي قضى على الازدهار وأدخله غيبوبة قديمة جديدة.
استغرب الجميع وحتى الخبراء السياسيين بعد قيام حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" بالانقلاب على عملية السلام الداخلي عقب انتخابات 07 حزيران/ يونيو 2015 مباشرة على الرغم من فوز حزب الشعوب الديمقراطي بنسبة 13 % ولكن بعض الخلافات الداخلية بين حزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني وبعض المشادات الكلامية بين حزبي العدالة والتنمية والشعوب الديمقراطي إلى جانب أسباب اخرى جعلت حزب العمال الكردستاني ينقلب على عملية السلام ويعلن بطلانها.
وبعد هذه التطورات بدأ الكثير من الخبراء والمختصين السياسيين يطرحون سؤال ماالذي يفعله حزب العمال الكردستاني في تركيا ولماذا؟
يتناول الخبير في الجماعات الإرهابية علي أوزجان الموضوع في دراسة أكاديمية له بعنوان "مالذي يريده حزب العمال الكردستاني نُشرت في صحيفة ميلييت التركية بتاريخ 18 أيلول/ سبتمبر 2015، ويرى علي أوزجان بأن "جواب السؤال الذي يطرحه الجميع ويريد جوابًا شافيًا له ليس بالصعب بل هو أوضح من وضوح الشمس وقت بزوغها".
ويضيف أوزجان أن "المنظمة باختصار تريد الاستفادة من الفرص السانحة لها في الداخل والخارج وتريد أن تجرب حظها في ذلك مهما كان الثمن حتى لو كان عملية السلام الداخلي فحسب الكثير من قادة حزب العمال الكردستاني عملية السلام يمكن تجميدها وإعادة إحيائها من جديد مرة أخرى دون صعوبة لذا لا بد من الاستفادة من الفرص الموجودة على الساحة قبل انقضائها".
ومن ناحية الفرص الخارجية فيشير أوزجان إلى أن "حزب العمال الكردستاني يحاول الاستفادة من الدعم المادي والعاطفي الذان حصلا عليهما الأكراد في المنطقة لتحقيق هدفه في محاولة الانقضاض على عناصر الجيش والشرطة في جنوب شرق وشرق تركيا وخوض حرب شرسة معهم تمكنه من اسماع صوته للبرلمانات الأوروبية والغربية والكونغرس الأمريكي لإيصال صوته إلى المحافل الدولية وبالتالي إضفاء العنصر الدولي على القضية الكردية في المنطقة ولكن بالطبع لن تتساهل تركيا تجاه هذه الخطة بل ستسعى بكل قواها إلى صدها ولن تقبل أي تدخل دولي مهما كان نوعه في القضية الكردية التي تعتبرها تركيا منذ 1984 قضية داخلية".
أما على الصعيد الداخلي فيرى أوزجان أن "حزب العمال الكردستاني أدرك مدى إمكانية دعم العديد من الأتراك أنفسهم له إعلاميًا وسياسيًا من خلال انتخاب حزب الشعوب الديمقراطي، لاعتباره المنافس الأول والأقوى لحزب العدالة والتنمية، ورأى من نفسه بأنه الأمل الوحيد لدى هؤلاء الأتراك لحجب صلاحيات رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وإبعاده عن الساحة إعلاميًا بعد اتهامه بالمخرب الأول لعملية السلام الداخلي التي قام بإفسادها عمدًا من أجل إقناع الجمهور بنجاعة النظام الرئاسي وبالتالي توفير فرصة أكبر لحزب الشعوب الديمقراطي للحصول على نسبة أكبر من الأصوات".
ويؤكد أوزجان بأنه "من السذاجة عودة تركيا للتفاوض مع حزب العمال الكردستاني من جديد لإحياء عملية السلام الداخلي، إن ما يجب على الحكومة التركية فعله وبجدية هو القضاء الجذري على بي كي كي كما استطاعت القوات الإسبانية القضاء الكامل على جماعة أتا الإرهابية أيضًا، تنشيط العناصر الاستخباراتية والتغلغل داخل جماعة بي كي كي سيمكن الحكومة التركية وبكل سهولة القضاء على حزب العمال الكردستاني الذي أرهق الدولة واستنزف قواها لسنوات طويلة".
ويطرح الخبير في قضايا الإرهاب جورج هايدين في لقاء صحفي له مع جريدة أكشام التركية لها بعنوان "القضاء على حزب العمال الكردستاني" نُشر بتاريخ 03 آب/ أغسطس 2015، فكرة القضاء الكامل على حزب العمال الكردستاني من خلال "تقوية التغلغل الاستخباراتي بداخله وإظهار الوجه القاسي للدول الداعمة له من خلال العلاقات الدبلوماسية القاسية ومن خلال الإقدام على قطع العلاقات الاقتصادية ومن خلال تقوية الدعاية السياسية المضادة له والتي تظهره على أنه حركة إرهابية مثل القاعدة وغيرها من تنظيمات إرهابية ويمكن إثبات بأنها مساوية للقاعدة في التحركة الإرهابي من خلال ذكر الأساليب غير الإنسانية التي تستخدمها في حربها ضد المواطنين الأتراك".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!