ترك برس

عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وذلك في أعقاب اجتماع ثنائي بينهما واجتماع آخر على مستوى الوفود، وتوقيع عدد من الاتفاقيات.

وفي بداية حديثه أعرب الرئيس أردوغان عن ترحيبه باستقبال رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له، مضيفا: "لقد حققنا تقدما كبيرا في علاقاتنا الثنائية بعد زيارتي للعراق العام الماضي. ولعبت الإرادة والرؤية التي أظهرها السيد السوداني دورا هاما للغاية في وصولنا إلى هذه النقطة، وسنواصل تعزيز هذه العلاقات بمشيئة الله تعالى".

"أكدنا عزمنا على مواصلة الكفاح المشترك ضد المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي للبلدين"

أوضح أردوغان أنه ناقش مع رئيس الوزراء العراقي العلاقات التركية العراقية بكافة أبعادها. مستطردا بالقول: "لقد تبادلنا وجهات النظر حول التطورات الإقليمية لاسيما سوريا. كما وقعنا عددا من الاتفاقيات التي من شأنها دفع علاقاتنا إلى الأمام أكثر وأكثر. وركزنا خلال اجتماعاتنا اليوم بشكل كبير على تعاوننا في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب. وأكدنا عزمنا على مواصلة الكفاح المشترك ضد المنظمات الإرهابية بي كي كي وغولن وداعش التي تشكل تهديدا للأمن القومي لتركيا والعراق. كما أكدنا مرة أخرى أنه لا مكان للإرهاب في مستقبل منطقتنا".

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق اقترب من 18 مليار دولار في العام الماضي، ولكن الزعيمين على قناعة بأن الإمكانات أكبر من ذلك بكثير، وأنهما سيواصلان جهودهما انطلاقا من هذا الفهم. متابعا حديثه: "إن مشروع طريق التنمية سيساهم بشكل كبير في استقرار وازدهار العراق والمنطقة بأسرها. لقد بحثنا خلال اجتماعنا اليوم الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل تنفيذ المشروع في أسرع وقت ممكن".

وأكد أنهم يركزون على تنفيذ مشاريع مشتركة مع العراق، بما في ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية، في ضوء اتفاقية الإطار الخاصة بالمياه التي تم توقيعها العام الماضي وآليات التعاون التي تم إنشاؤها. مستطردا بالقول: "كما أننا نرغب في التحرك سريعا نحو الأمام في عدد من المسائل مثل استئناف شحن النفط عبر خط أنابيب النفط بين العراق وتركيا. ونريد أن نوسع نطاق تعاوننا المتطور لاسيما في مجال الكهرباء، ليشمل الغاز الطبيعي وغيره من مجالات الطاقة. لقد ناقشنا أيضا مع السيد رئيس الوزراء، التعاون في مجالات أخرى مثل الخدمات المصرفية والصناعة والتعليم والتعليم العالي، وبحثنا الخطوات الإضافية التي يمكننا اتخاذها بشأن هذه القضايا".

"نتائج السياسات العدوانية التي بدأتها إسرائيل في غزة ثم نقلتها إلى لبنان وسوريا واضحة للعيان"

أعرب أردوغان عن ترحيبه بمساهمات العراق في استقرار المنطقة. قائلا: "يسعدنا أن نشاهد أنه بفضل النهج الحكيم للسيد السوداني، قدم العراق مساهمات كبيرة فيما يتعلق بالاستقرار في المنطقة. وأنا على ثقة أن من المهم للغاية بالنسبة للعراق أن يطور علاقات حسن الجوار، لاسيما مع سوريا، من أجل استقرار وسلام منطقتنا. ونحن من جانبنا سنواصل العمل مع العراق بشأن هذه المسالة".

وأكد أن نتائج السياسات العدوانية التي بدأتها إسرائيل في غزة ثم نقلتها إلى لبنان وسوريا واضحة للعيان. مضيفا: "إن إسرائيل تعتقد أنها ستضمن أمنها من خلال إغراق المنطقة بالدماء والدموع وزعزعة الاستقرار فيها. لكننا سنرى مع مرور الوقت وبكل وضوح أن هذا مجرد حلم بعيد المنال. إن قيام إسرائيل بمنع وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، أوصل خطر المجاعة في غزة الآن إلى أبعاد خطيرة يمكن أن تؤدي إلى حالات وفاة جماعية. لقد اتفقنا أنا وأخي العزيز على ضرورة أن نفعل كل ما في وسعنا، بما في ذلك زيادة الضغط على إسرائيل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!