جلال سلمي - خاص ترك برس

غادر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تركيا في مساء 24 أيلول/ سبتمبر 2015 متجهًا إلى نيويورك حيث القمة السبعين لقادة دول الأمم المتحدة وما زالت جولته الخارجية الخاصة بهذه المناسبة مستمرة إلى الآن.

قام رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو مساء 24 سبتمبر 2015 بمغادرة تركيا متجهًا إلى الأمم المتحدة مصطحبًا العديد من الشخصيات والمسؤولين الأتراك رفيعي المستوى، يأتي على رأسهم رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان ووزير الخارجية فيريدون سينيرلي أوغلو، بهدف حضور القمة السبعين لقادة دول الأمم المتحدة.

وتذكر المصادر المُطلعة بأن داود أوغلو التقى بالعديد من قادة الدول خلال هذه القمة وعمل على مناقشة عدة قضايا دولية ساخنة على رأسها القضية السورية وقضية الإرهاب، حيث أظهر داود أوغلو خلال خطابه ولقائه مع قادة الدول الأخرى عزم تركيا وحزمها في القضاء على الإرهاب مهما كان اسمه ومصدره حتى تنعم المنطقة والعالم بأسره بالأمن والاستقرار.

ويشير الصحفي والكاتب السياسي التركي المرافق لرئيس الوزراء في جولته الأخيرة أفق أولو طاش، في مقال سياسي له بعنوان "رئيس الوزراء في نيويورك" نُشرت في صحيفة أقشام التركية بتاريخ 28 سبتمبر 2015، بأن "جولة رئيس الوزراء الخارجية على هامش القمة السبعين للأمم المتحدة شهدت لقاءات مُكثفة بينه وبين قادة الدول الأخرى المهمة الفعالة على الساحة الدولية مثل المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل ورئيس فرنسا فرانسيس هولاند ورئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية حسن روحاني ورئيس اليونان ألاكسيس تسيبراس ورئيس جورجيا عرقلي غاريباشفيليا".

ويضيف أولو طاش في مقاله بأن "رئيس الوزراء إلى جانب قادة الدول استقبل العديد من ممثلي منظمات المجتمع المدني المسلمة في الولايات المُتحدة الأمريكية، وخصص رئيس الوزراء استقبالًا مميزًا للطفل السوداني أحمد محمد حسن الذي اخترع ساعة رقمية واعتُقِل على إثرها من قبل الشرطة الأمريكية لاشتباه معلميه في المدرسة بأنها قنبلة في رسالة من داود أوغلو لاستنكار هذا التمييز المُمارس ضد المسلمين حتى في اختراعتهم وإنجازاتهم".

ويوضح أولو طاش أن "خطاب رئيس الوزراء داخل الأمم المتحدة ركز بشكل عام على القضيتين السورية والفلسطينية وبين رئيس الوزراء خلال خطابه بأننا سنرى العالم الفلسطيني يرفرف بكل حرية وفخر أمام الأمم المتحدة، وهذا الحق المعنوي الذي سيحصل عليه الشعب الفلسطيني هو أبسط الحقوق التي يستحقها والتي سُلبت منه منذ زمن طويل".

ويُبين أولوطاش بأن "رئيس الوزراء قام بخطاب مباركة للدولة الفلسطينية شعبًا وقيادةً خلال الاحتفال برفع العلم الفلسطيني أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك وتمنى رئيس الوزراء رفع العلم الفلسطيني فوق القدس".

وأوضحت وزارة الخارجية التركية، على صفحتها الرسمية، بأن "رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ووزير الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو تناولا بشكل مكثف قضية اللاجئين السوريين ونجحا الإثنان في إقناع العديد من الدول الأوروبية بنجاعة المنطقة الأمنية العازلة في حل قضية اللاجئين بشكل جذري".

وأعلنت وزارة الخارجية من خلال صفحتها أيضًا بأنه تم الاتفاق بين الوفد التركي وعدة وفود أخرى إنشاء هيئة عمل مُشتركة من أجل حل قضية اللاجئين بشكل جذري وإيجاد أفضل الحلول وأنسبها لها بعيدًا عن قبول بقاء الأسد كحل إيجابي من أجل حل الأزمة.

وحسب العديد من المصادر الإعلامية التركية والأجنبية؛ أظهر أحمد داود أوغلو خلال خطابه إدانته الشديدة للتصريحات القابلة ببقاء الأسد في سوريا لإيجاد حل مناسب للأزمة وأكد داود أوغلو أن بقاء الأسد في سوريا لا يحل الأزمة بشكل إيجابي بل يزيدها سلبية ويجعلها مرهونة بالاشتعال في كل وقت.

وكما يرى العديد من الخبراء السياسيين بأن داود أوغلو وضع النقاط على الحروف من خلال إبدائه الموقف التركي تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية الفعالة على الساحة الدولية ويبدو بأن تركيا مُصرة على مواصلة نصرة المظلوم حتى لو لم يبق بجانبها أي حليف.

ويشير العديد من الخبراء السياسيين والمختصين بقضايا الشرق الأوسط بأن حان لدول الشرق الأوسط الاعتماد على نفسها وتوحيد صفوفها لأن جميع الأمم تكالبت على منطقتهم ولا يهم هذه الدول إلا مصالحهم ولا يحك جلدك إلا ظفرك، بمعنى لو تدمرت منطقة الشرق الأوسط ظهرًا على عقب لن تهتم الأمم المتكالبة بذلك وهذا  يُجبر دول الشرق الأوسط وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وتركيا على تحديد خط عمل مُتفق عليها من أجل تخليص منطقة الشرق مما تعانيه الآن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!