جلال سلمي - خاص ترك برس

حدث تغير جذري بأصوات حزب العدالة والتنمية خلال انتخابات 7 حزيران/ يونيو من قبل 3 شرائح مجتمعية هي؛ كوادر حزب العدالة والتنمية التي لم تذهب لصندوق الاقتراع، والمحافظون الأتراك الذين اتّجهوا لحزب الحركة القومية بعد تبني حزب العدالة والتنمية لعملية السلام الداخلي مع حزب العمال الكردستاني، والشباب والمحافظون الأكراد الذين صوتوا لحزب الشعوب الديمقراطي.

لكل من هذه المجتمعات أو الفئات سببها أو أسبباها المُعينة في جعلها تتخلى عن حزب العدالة والتنمية بعد الوقوف بجانبه لمدة 13 عام متتالية وفي جميع الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية الأخيرة وبعد ملاحظة هذه الفئات الأربعة بأن خسارة حزب العدالة والتنمية كان لها ثمن باهظ عليهم ومن كافة النواحي أصبح هناك اهتمام عال من قبل الباحثين السياسيين حول ما يخص إمكانية عودة هذه الفئات إلى الإدلاء بصوتها لصالح حزب العدالة والتنمية.

يشير الكثير من الباحثين إلى أن كوادر حزب العدالة والتنمية سينتخبون وبكل اهتمام حزب العدالة والتنمية لإنقاذه من حالة السقوط النسبية التي أصابت به في الانتخابات الأخيرة أما المحافظين الأتراك الذي اتجهوا لحزب الحركة القومية فسيرجعون إلى حزب العدالة والتنمية لأن حزب الحركة القومية خيبوا أمالهم بعدم الاستجابة لعرض حزب العدالة والتنمية التوافق والاتحاد من أجل طي صفحة عدم الاستقرار التي أصابت تركيا بعد انتخابات 7 يونيو بأسرع وقت وأيضًا عدم إبداء الحزب لأي سبب مُقنع بخصوص رفضه عدم الاتحاد مع حزب العدالة والتنمية.

ولكن تبقى فئتي الشباب والمحافظين الأكراد من أكثر الفئات الشاغلة لأقلام الباحثين السياسيين وعقولهم، ويتناول الباحث السياسي ميديام يانيق الموضوع في مقالة سياسية له بعنوان "هل يمكن أن يغير المحافظين الأكراد لأصواتهم في المرحلة المُقبلة؟، نُشرت في جريدة ستار التركية بتاريخ 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2015. وحسب يانيق؛ تساوي نسبة الناخبين الأكراد في تركيا 17%، نصف هذه النسبة أو أكثر كانت تصوت لحزب العدالة والتنمية بشكل دائم، ولكن نسبة ملحوظة من هذه النسبة أدلت بصوتها لصالح حزب الشعوب الديمقراطي وليس حزب العدالة والتنمية.

ويُشير يانيق إلى أن "هناك ثلاث احتمالات خاصة بهذه النسبة وهي؛ أما أن تبقى تصوت لصالح حزب الشعوب الديمقراطي أو أن لا تذهب إطلاقًا إلى صندوق الاقتراع لتزعزع الثقة لديها بحزب الشعوب الديمقراطي وحزب العدالة والتنمية اللذان لم يستطيعا إدامة عملية السلام الداخلي أو أن يقوموا بالتصويت لصالح حزب العدالة والتنمية بمثابة الحزب الوحيد الذي استطاع احتضان جميع أطياف الشعب التركي".

ويعتقد يانيق أن "احتمالية تغيير المحافظين الأكراد ممكنة لعدة أسباب ولكن السبب الرئيس لذلك هو العامل النفسي؛ كان العامل النفسي ما قبل 7 يونيو يختلف عما هو الحال اليوم، قبل 7 يونيو كانت أحداث كوباني تُسيطر بشكل كبير على الشارع الكردي واستغل حزب الشعوب الديمقراطي هذه الأحداث وأظهر نفسه على أنه الحامي الأول للأكراد في تركيا وفي جميع أنحاء العالم وأدار الشعوب الديمقراطي الحملة الإعلامية الخاصة بهذه الأحداث بشكل برع ونشر فكرة بأن حزب الشعوب الديمقراطي لم يتخطى السقف الانتخابي فإن الأكراد سيُضطهد حقهم في تركيا كما اضطُهِد في سوريا".

ويضيف يانيق بأن "العامل النفسي اليوم يختلف تمامًا عن العامل النفسي السابق لانتخابات 7 يونيو، وذلك لأن المحافظين الأكراد أصبحوا على ثقة تامة بأن حزب الشعوب الديمقراطي يخضع بشكل ضخم لحزب العمال الكردستاني ذات الانتماء اليساري الشيوعي الذي يختلف في إيدولوجيته عن عقيدتهم وانتمائهم وحزب الشعوب الديمقراطي أثبت بأنه ضعيف جدا ً أمام حزب العمال الكردستاني وبأن لن يستطيع تحقيق أي تقدم سياسي إيجابي يخدم عملية السلام الداخلي بل على العكس تمامًا اتفق مع حزب العمال الكردستاني في قضية فسخ عملية السلام الداخلي، الأمر الذي جعل المحافظين الأكراد المؤيدين لعملية السلام يفكرون مرة أخرى جليًا في قضية تصويتهم لصالح حزب الشعوب الديمقراطي الذي أثبت بأنه اليد اليمنى لحزب العمال الكردستاني وخططه الانفصالية".

حسب يانيق والعديد من المحلليين الأتراك فإن المحافظين الأكراد يسعون للعيش داخل حدود تركيا بأمن واستقرار ولا يسعون إطلاقًا للانفصال أو الانقسام عن تركيا بشكل كامل كما يخطط حزبا العمال الكردستاني والشعوب الديمقراطي، تأييد بعض قادة حزب الشعوب الديمقراطي لحزب العمال الكردستاني بشكل واضح سيجعل المحافظين الأكراد يفكرون بقضية التصويت لصالح حزب الشعوب الديمقراطي مرة أخرى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!