إبراهيم كالن - صحيفة ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

تستضيف تركيا قمة مجموعة العشرين في أنطاليا في 15-16 نوفمبر/ تشرين الثاني، القمة تأتي في زمن التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية الكبرى لأغنياء وفقراء العالم.

من المتوقع أن تمهد القمة التي يرأسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الطريق للخارطة التي من شأنها إيجاد طرق لزيادة المرونة الاقتصادية العالمية، وزيادة التجارة والاستثمار، ومساعدة البلدان ذات الدخل المنخفض واحتواء الخطر المتزايد لتغير المناخ.

ويتضمن جدول أعمال القمة الحالة الراهنة للاقتصاد العالمي، والنمو المستدام، والتنمية، وتغير المناخ، والاستثمار، والتجارة والطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، سيناقش القادة الإرهاب العالمي وأزمة اللاجئين الآخذة في الاتساع والتي تمتد الآن من أفغانستان والصومال وليبيا حتى سوريا وأوروبا.

خلال رئاستها لقمة العشرين، ركزت تركيا على ثلاثة مجالات رئيسية هي: الشمولية والاستثمار والتنفيذ،

نمو شامل يمتد من الاقتصاديات الوطنية إلى قطاعات مختلفة من الاقتصاد العالمي. وعلى الصعيد الوطني ركزت تركيا على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أما على المستوى العالمي فقد ركزت على دعم البلدان النامية ذات الدخل المنخفض لضمان التوازن الاقتصادي العالمي.

ترأس تركيا حاليا برنامج أقل بلدان الأمم المتحدة تطورًا، وقد استضافت مؤتمر الأمم المتحدة الرابع المعني بأقل البلدان نموا (LDC-IV) في إسطنبول في 09-13 مايو/أيار 2011.

تسعى قمة أنطاليا إلى تطوير استراتيجيات جديدة لمساعدة الدول الأكثر فقرا من العالم والحد من التفاوت العالمي.

في نفس السياق، يعد الاستثمار أمرًا بالغ الأهمية لخلق فرص عمل جديدة، وهو مهم أيضا لتعزيز التجارة العالمية ودعم الابتكار.

وفي حين أن كل بلد يحتاج إلى وضع استراتيجيات الاستثمار الخاصة به، فإن هذه الاستراتيجيات يجب أن تكون مصممة بطريقة ترسخ النمو الوطني وكذلك الحركة العالمية.

في هذه المرحلة، يعد دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة أمرًا بالغ الأهمية لأنها توفر حوالي 60-65 بالمئة من التوظيف في جميع أنحاء العالم.

تقود تركيا الجهود المبذولة في إنشاء منصة للشركات الصغيرة والمتوسطة العالمية لأول مرة.

وأخيرا، التنفيذ هو المفتاح لنجاح القرارات التي سيتم اتخاذها خلال القمة.

ويشمل ذلك الأنظمة المالية العالمية والتنمية المستدامة وتغير المناخ، وتخفيض البطالة ومجموعة كبيرة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية الأخرى التي ستشكل مستقبل الاقتصاد العالمي وتؤثر على حياة مئات الملايين من الناس، من بينها الأنظمة المالية والضريبية وإصلاح صندوق النقد الدولي.

الرئاسة التركية لقمة العشرين 2015 أدخلت عدة أفكار ومناهج جديدة، عقد اجتماع وزراء الطاقة الأول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول في إسطنبول. وتأسست قمة سيدات الأعمال العشرين W20 للمرة الأولى هذا العام في ظل الرئاسة التركية التي افتتحها الرئيس أردوغان.

وتسعى قمة سيدات الأعمال العشرين إلى زيادة المشاركة وتحقيق المعاملة العادلة للنساء في القوى العاملة. وشملت غيرها من المجموعات المشاركة في الأعمال - 20، العمل - 20، الشباب - 20، المجتمع المدني - 20 ومجمع فكري - 20 وستعرض النتائج والبيانات الختامية لهذه المجموعات في أنطاليا.

تغير المناخ هو موضوع رئيسي آخر على جدول أعمال القمة. جلسة كاملة كانت قد قررت لمناقشة الحالة الراهنة لتغير المناخ ودور الأمم المتحدة بشأن هذه المسألة.

تحتاج الاختلافات بين الدول الصناعية والنامية المتقدمة إلى معالجة قبل مؤتمر قمة الأمم المتحدة حول تغير المناخ في باريس في نهاية هذا الشهر. فإن قمة أنطاليا تؤمن مكان الإحماء لوضع خطة عمل عادلة وعملية للحد من تغيرات المناخ.

بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية والبيئية الرئيسية، فإن قمة أنطاليا تتناول أيضا القضايا السياسية العالمية بما في ذلك الحرب في سوريا وأزمة اللاجئين والإرهاب العالمي.

على الرغم من أن قمة العشرين هي في المقام الأول منصة الاقتصادية، لكن القضايا العالمية الساخنة دائما تجد طريقها إلى جدول أعمالها.

قبل عامين، تناولت القمة في روسيا الحرب في سوريا واستخدام الأسلحة الكيميائية. وفي العام الماضي، تناولت الأجندة السياسية للقمة في أستراليا الأزمة في أوكرانيا وضم روسيا للقرم.

ولذلك فمن الطبيعي أن يناقش رؤساء قمة العشرين أزمة اللاجئين وكذلك مسألة الإرهاب الإقليمي والعالمي.

وبينما يستعد الرئيس أردوغان لاستضافة قمة العشرين في مدينة أنطاليا في نهاية هذا الاسبوع، سيأتي قادة العالم إلى تركيا مع الأفكار والمقترحات التي من المتوقع أن تعزز النمو الاقتصادي العالمي، وتخلق فرص عمل جديدة، وتحد من تغير المناخ، تعالج أزمة اللاجئين المتفاقمة والمحاربة ضد الإرهاب بجميع أشكاله.

التحديات العالمية تتطلب استجابات عالمية، فإن قمة أنطاليا العشرين ستكون مثابة منصة مهمة لصياغة جدول الأعمال العالمي من أجل الصالح العام لعالمنا.

عن الكاتب

إبراهيم كالن

الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس