أورهان مير أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

بدأت وانتهت فترة المواجهات وتصفية الحسابات بعد الحرب العالمية الثانية بالنسبة لمواطن عادي يحمل جواز سفر في الاتحاد الأوروبي.

كانت النازية هي مركز تصفية الحسابات والمواجهات في تلك الفترة، حتى أن رفوف المكتبات مليئة بالكتابات والروايات والأفلام المتحدثة عن تلك الفترة.

لقد أنشأت أوروبا نفسها بنفسها والملايين من الناس أضاعوا حياتهم من أجلها، وتاريخ هذه الفترة المليء بالعنف والإرهاب قد أصبح من الذكريات.

لكن الحرب الباردة عصفت بأوروبا لسنين وأصبح من الضروري نشوء استراتيجية سياسية ضد موجات العنف والإرهاب لكن بدل ذلك فقد  قامت أوروبا بمتابعة دعم الدكتاتوريين المنتجين للعنف والإرهاب.

الأسلحة الكيميائية التي استخدمت في مجزرة حلبجة وأيضا بقتل أطفال فلسطين ونساء الأفغان، كل هذه الأسلحة تابعة لنفس الشركاء المنتجين لها.

كل شيء كان على مايرام ،طبعا كانت حصون الاتحاد الأوروبي منيعة ومتينة، وكان الأوروبيون يتفاخرون بأنهم مع الحق والحرية، لكن الآن فإن الشرطة يتجولون في شوارع باريس بكثرة حتى منعت الشرطة الزائرين  بزيارة برج إيفل ومتحف اللوفر.

اليوم أعلنت حالة الطوارئ في باريس لكن غدا إذا أعلنت حالة الطوارئ في أهم المدن فإن مشهد من أحد أفلام الممثل براد بيت لن تشاهد ،هذه الأفلام تعرفونها التي تتكلم عن مرض معدي يظهر وتقلب الدنيا إلى جهنم وتعلن حالة الطوارئ في كل مكان ثم  يأتي بطل ويخلصها من شرور هذا الصراع.

لكن لن يستطيع منتجو أفلام هوليود تخليصنا من هذا الوضع بخيالهم لأننا الأن أمام سيناريو حقيقي أي أوروبا أمام هذه الهجمات الإرهابية.

لقد كان الأوروبيون خانقي الربيع العربي قبل ولادته، فقد قاموا بتصفية المجموعات السياسية المعتدلة في مصر.

لقد شوهد في القرن العشرين حالة من حد الحريات وعدم الديموقراطية من قبل الأنظمة الديكتاتورية وأيضا قد عاش هذا العصر حالة من السلام في الشرق الأوسط بسبب طمع الغرب بثرواته والذي بدوره يدعم الأنظمة الديكتاتورية.

في هذا القرن الجديد، إن السلام موجود لكن بشكل مختلف، بعد الآن ليست أمريكا صاحبة الكلمة الوحيدة فقط، بل لعبة الدول الإقليمية القوية كروسيا وإيران لها دور في اتخاذ القرار، وبالطبع تركيا تقلق حيال هذه اللعبة.

عند الحديث عن موضوع محاربة أوروبا للإرهاب فإن ذنوب أوروبا لا تعد ولا تحصى.

في عام 1989 اغتيل قائد حزب إيران الكردستاني الديمقراطي عبد الرحمن قاسيملو في فيينا، وبعدها بثلاث سنوات اغتيل أيضا دكتور صادق شرف كيندي في برلين مع أصدقائه.

لقد كان قتل 3 نساء من حزب العمال الكردستاني في باريس من عوامل التحريض ضد عملية السلام.

سقط جدار برلين واندثر الاتحاد السوفيتي. أنهت أوروبا حربها الباردة، لكن الكثير من هذه المنظمات تتابع فعالياتها السياسية في أوروبا، ومن هذه المنظمات ومن أقواها من دون شك حزب بي كي كي.

لقد جلبت أمريكا لمشكلة الأكراد مشكلة داخلية وأخذت سياساتهم بدلًا من أن تحل المشكلة تجعل الأكراد في حالة حرب باردة.

من المنظمات القوية في هذه الحرب الباردة تنظيم بي كي كي الذي يطبق مفهومه في ديار بكر أيضا، يطبق نفس الشيء في باريس، وفي لندن، وفي بروكسل.

الآن في أوروبا، باتت السياسة الدبلوماسية لحزب بي كي كي أكثر تأثيرا من سياسة حزب الشعوب الديمقراطي، ولا ننسى كيف حاول عبد الله أوجلان طلب رضى أوروبا بالسماح له بطلب اللجوء عندهم من أجل إحلال السلام والأمن والديمقراطية، بعدما رحل من سهل البقاع اللبناني ولكن أوروبا رفضت ذلك الطلب.

أوروبا لم تشعر بسياساتها الخاطئة التي تروج لها كالعنصرية والإسلاموفوبيا التي بدأت بإنتاجها، هذه السياسات الخاطئة سوف تجلب لها الويلات.

لو أن كل هذه المواضيع تطرح في قمة العشرين وتحل مشكلة الإرهاب ومشاكل العنصرية، ولو تم إيجاد طريق جديد لحل هذه الأمور وفتح صفحة سلام جديدة.

يتطلب لفتح هذا الطريق قائد فذ ألا وهو رجب طيب أردوغان.

عن الكاتب

أورهان مير أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس