جمعية همة - خاص ترك برس

يُعاني الشباب السوري اليوم من مشاكل كثيرة أثّرت وتؤثّر على طريقة تفكيره وممارسته للحياة اليومية، وتقبع الكثير من الأسباب وراء هذه الحالة التي تفرض على العاملين في الساحة تحركًا نحو فهم الواقع من وجهة نظر شبابية، من أجل ذلك قامت جمعية "همّة" الشبابية في إسطنبول بدراسة واقع الشباب خلال 5 أشهر، وتوصلت لقراءة مفادها أنّ هناك ظاهرة سلبية بدأت تنتشر بين الشباب بشكل ملفت، هذه الظاهرة هي اليأس من المستقبل وخيبة الأمل بالواقع.

هذا الأمر دعا القائمين على الجمعية إلى التفكير بطريقة مناسبة لإعادة روح البشارة والأمل بالمستقبل، وأنّ الشباب يملكون القدرة لتغيير الواقع مهما كان صعبًا أو شاقًا. من هنا انطلقت الفكرة لـ"لمّة شباب"، والتي تسعى لتعريف الشباب بتجارب شبابية ناجحة، مرّت بنفس المصاعب التي يمرّون بها، ولكنّها تجاوزتها نحو النجاح والتألق. شباب مثلهم تمامًا، يؤمنون بأنّهم يستطيعون تحقيق أحلامهم، يتوكلون على الله ويأخذون بأسباب الفلاح. وتستهدف المبادرة التي تقام بشكل شهري الشباب والشابات السوريات المقيمين في إسطنبول.

وبعد أن يستمع الحضور لتجربة رائدة في مجال من مجالات الحياة، يتم الانتقال بالحاضرين للفقرة الثانية، ألا وهي مسابقة "مبادرتي" الإبداعية، والتي تسعى لتحويل الروح الإيجابية التي بثّتها المحاضرة إلى واقع عملي من خلال تقديم أفكار إبداعية أو مشاريع خيرية أو اقتراحات تنهض بالشباب في جوانب مختلفة، ومن ثمّ إرسالها للمنافسة على المراكز الثلاثة الأولى. ويُعطى صاحب المركز الأول الفرصة للحديث عن فكرته أمام الجماهير في الفعالية القادمة، مع فرصة عرض جمعية همة تبنّي المشروع كاملاً بعد دراسته دراسة كافية، وفي ختام الفعالية فقرة ترفيهية مفتوحة يُقدّم من خلالها الشباب ما تجود بها قريحتهم من نشيد وشعر وعمل مسرحي.

لمة شباب الأولى

أراد القائمون على الفعالية أن لا تكون نمطية، إذ لم يعد الشباب يلقون بالًا بالفعاليات النمطية ولذلك سعت جمعية همّة لدعوة الشباب الناجح في مجالات شتّى، وبدأت بتفعيل "لمّة شباب" في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، والتي حضرها ما يُقارب المئة شاب وشابة، حيث تمت دعوة المدون السوري فداء الدين السيد عيسى للحديث عن تجربته الدعوية في أوروبا، وكيفية التغلّب على شتّى المصاعب من قبل شباب يُؤمن بفكرة تبليغ دعوة الإسلام، وقد تجاوب الحاضرون مع مضمون التجربة من خلال النقاشات الجانبية والاستفسارات.

ثم تم إطلاق مسابقة "مبادرتي" والتي حملت السؤال التالي: ما هي الفكرة التي أستطيع من خلالها أن أؤثر بشكل إيجابي على الجالية السورية في إسطنبول؟ وقد وصل إلى إيميل المسابقة العديد من المشاركات، حيث سيتم اختيار أفضل 3 مشاركات لتكريمها في الفعالية القادمة "لمّة شباب 2"، والتي ستُعقد يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 والتي ستستضيف الإعلامي والصحفي السوري أبو طالب العبد الله للحديث عن "تجربته الإعلامية.. بين الحلم والواقع"، وذلك في قاعة "زبيدة هانم" في منطقة الفاتح، من الساعة السادسة إلى الساعة الثامنة مساء.

"زهراء الشهاب"، حضرت الفعالية، وعلّقت عليها قائلة: "تمثل لي لمة شباب تجمع من الشابات والشباب السوري الذي يشغله هم وطنه ويسعى بجد لخدمته ويطمح لأن يكون جزءًا من حركة الإصلاح والتغيير المنشودة. الفعالية الأولى كانت مميزة من ناحية مضمون الفقرات والإلقاء والتنظيم". وعلق "بلال بستاني"، أحد الشباب الذين شاركوا في الفعالية الأولى، قائلًا: "لمة شباب من لمات الخير التي شكلت عندي كشاب سوري مغترب في تركيا نقلة نوعية، وحضوري بهذه الفعاليه زاد من إيماني بأن للشباب مستقبل زاهر وأن هؤلاء الشباب قادرين على فعل المعجزات، لمة شباب اسمها مستوحى من الشباب فهي منهم وإليهم.

أضافت زهراء أنّ الوجود والتفاعل الشبابي قد كان ملفتا، والتجاوب كان مميزا خصوصا من الجمهور النسائي. وتمنّت من لمة شباب عرض نماذج شبابية سورية ساهمت في خدمة وطنها لتكون أنموذجا يحتذى به. كما تمنّت عرض نماذج للشابات والشباب السوريين الذين تغلبوا على ظروفهم السيئة وقدموا نماذج مشرفة في بلدان اللجوء.

يأمل القائمون على فعالية (لمّة شباب) أن يستمر نشاطها لتصل لأكبر عدد من الشباب، لتدخل الأمل إلى نفوسهم، وتُعيد ذلك الطموح لفؤاد كلّ واحد منهم.

جمعية همة

تأسست جمعية همّة الشبابية عام 2013م بمبادرة من مجموعة من  الشباب الفاعل بهدف الانطلاق بعمل مؤسساتي متميز. وهي جمعية مسجلة ضمن مؤسسات المجتمع المدني في الجمهورية التركية.

تسعى جمعية همة لبناء جيل قادر على القيام بدوره تجاه وطنه، شباب فاعل، يبني الوطن، ويحفظ القيم. ومن أجل ذلك كان للجمعية ثلاثة برامج رئيسية: الأمين، القوي، النافع. وترى أن القوي يهدف للبناء الروحي والإيماني وتعزيز القيم عند الشباب، ويهدف برنامج القوي للتنمية العقلية والعلمية والمعرفية، بينما يهدف النافع لرفع مستوى أفراد همة من خلال نفع الناس وفعل الخير والمساهمة في بناء الوطن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!