ترك برس

نقلت وكالة رويترز العالمية عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لم يذكر اسمه، أن الطرفين "التركي والإسرائيلي" توصلا إلى اتفاق مبدئي بينهما فيما يخص إعادة العلاقات بينهما إلى حالها الطبيعي في السابق.

ووفقًا للمسؤول الإسرائيلي، فإن المحادثات تمت وما زالت مستمرة بين الطرفين في سويسرا، وجاءت المبادئ الأساسية للاتفاق المبدئي بين الطرفين بالشكل التالي:

ـ دفع تعويضات بقيمة 20 مليون دولار لأهالي الضحايا من أسطول الحرية.

ـ إعادة افتتاح السفارات بين البلدين على مستوى رفيع.

ـ سحب جميع الدعاوي الخاصة بالقادة والمسؤولين الإسرائيليين.

هذا وذكر وزير الخارجية التركي "مولود تشاويش أوغلو" في تصريحاته الصحفية التي ألقاها في 22 حزيران/ يونيو 2015، أن المحادثات والمفاوضات بين تركيا وإسرائيل بدأت العام الماضي، ولكن عُطلت عقب قيام إسرائيل بحربها على غزة في آب/ أغسطس الماضي.

وحسب تصريحات تشاويش أوغلو، فقد تم الاتفاق بين تركيا وروسيا على إعادة تطبيع العلاقات وتزويد إسرائيل تركيا بالغاز ونقل تركيا للغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، منذ العام الماضي، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الطرفين بسبب الاعتداء الإسرائيلي على غزة، وهذا ما يبين سعي تركيا لتنويع مصادرها للغاز الطبيعي منذ فترة طويلة وليس بعد اندلاع الأزمة بين تركيا وروسيا.

وبالرجوع إلى التصريحات التي قدمها المسؤول الإسرائيلي إلى وكالة رويترز يتضح أن الاتفاق لم يلبي كافة الشروط التي وضعتها تركيا من أجل إعادة عملية تطبيع العلاقات بينها وبين إسرائيل، وكانت قد أعلنت القيادة التركية، غداة حادثة مافي مرمرة، أن لها شروط ثلاثة لإعادة العلاقات المتبادلة بينها وبين إسرائيل إلى سابق عهدها، وكانت هذه الشروط على النحو الآتي:

ـ اعتذار إسرائيل عن اعتداءها على السفينة.

ـ تقديم تعويضات لذوي الضحايا.

ـ رفع الحصار عن قطاع غزة بالكامل.

كان الشرط الأول قد تحقق إبان تقديم إسرائيل لاعتذارها في آذار/ مارس 2013، ووفقًا لتصريحات المسؤول الإسرائيلي الرفيع، فإنه يبدو أن الشرط الثاني سيحالفه الحظ في التحقق أيضًا، ولكن يبقى الشرط الثالث الخاص برفع الحصار عن قطاع غزة بالكامل مثار تساؤلات العديد من المواطنين الغزيين والأتراك الذين أولوا اعتمادهم على الحكومة التركية في قضية رفع الحصار.

ومن جانبه، يشير الباحث السياسي المقرب من حكومة حزب العدالة والتنمية "فخرالدين ألتون" إلى أن "هناك مباحثات فعلية بين الطرفين، ولكن إلى الأن لم يتم الإفصاح عن النقاط الأخيرة له من قبل الجهات الرسمية، لذا فإن العجلة في رسم صورته النهائية بالاعتماد على تصريحات غير رسمية ستؤدي إلى نتائج ركيكة، ولا بد من انتظار النتائج الأكيدة للمباحثات لتتضح الصورة بشكل كامل".

ويبدو أن ألتون إرتكز في تحليلاته إلى التصريحات التي صدرت عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء، إذ أكدت المصادر الإعلامية التابعة لرئاسة الوزراء أن هناك مباحثات جادة ومكثفة تجري الآن بين تركيا وإسرائيل في سويسرا، ولكن إلى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، وفي حين تم التوصل إلى اتفاق نهائي وأكيد سيتم إعلان كافة تفاصليه عبر وسائل الإعلام.

وتجدر االإشارة إلى أن المواطنين الأتراك وبعض الكتاب السياسيين أشعلوا حربًا إعلامية على الحكومة التركية عبر تويتر بوسم حمل اسم "احتج على ذلك"، واحتل الوسم المرتبة الأولى في تركيا، وذلك عقب انتشار تصريحات المسؤول الإسرائيلي التي تشير إلى عدم تحقق شرط رفع الحصار عن غزة.

هذه الاحتجاجات الإعلامية، اضطرت مسؤولين مقربين من الحكومة إلى الخروج والإدلاء بتصريحات تُهدء من حدة الامتعاض الذي أصاب المواطنين الأتراك نتيجة لوجود دلائل على عدم توصل الطرفان إلى الشروط التي وضعتها تركيا لإعادة تطبيع العلاقات بين الطرفين.

وفيما يتعلق بذلك، بين مسؤول تركي لم يفصح عن اسمه، أن المحادثات الجارية بين تركيا وإسرائيل في الفترة الحالية، حققت تقدمًا ملموسًا فيما يخص رفع الحصار عن غزة".

وأكد المسؤول التركي أن تركيا لا يمكن أن تتخلى عن القضية الفلسطينية، ودعى الجميع إلى التحلي بالحكمة والصبر حتى تصدر نتائج الاتفاق بشكل نهائي.

ومن الجدير بالذكر، أن المواطنين الفلسطينيين في غزة يعولون على الدور التركي الذي طفى على السطح عشية مؤتمر دافوس في كانون الثاني/ يناير 2009 وحادثة مافي مرمرة في أيار/ مايو 2010 والذي اتسم بالحسم في قطع العلاقات التركية بإسرائيل وجعل فك الحصار عن غزة بالكامل شرط أساسي لإعادتها. الدور التركي أحيى الأمل المنطفئ في قلوب الغزيين، وجعلهم يعيشون على دويه ليل نهار، واليوم وبعد إعلان عن وجود مباحثات جدية بين تركيا وإسرائيل، بات الغزيون يترقبون نتائج المباحثات على أحر من الجمر، انتهاء صبرهم بالفرج ستحدده نتائج الاتفاق النهائي للمباحثات الجارية بين الطرفين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!